شهد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مساء أمس الأول، انطلاقة مهرجان «جواثا» الثقافي الرابع الذي نظمه نادي الأحساء الأدبي بالشراكة مع جامعة الملك فيصل بعنوان (العربية في أدب الجزيرة والخليج العربي الواقع والمأمول قراءة في لغة الإبداع الأدبي) بحضور صاحب السمو الأمير بدر بن محمد آل جلوي محافظ الأحساء، ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ومدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز الساعاتي، وحشد هائل من المثقفين والأدباء والأكاديميين رجالا ونساء. واستهل حفل الافتتاح بكلمة لرئيس النادي والمشرف العام على المهرجان الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري ذكر فيها، بأن لجنة المهرجان تلقت 60 بحثا متخصصا في شتى مجالات اللغة العربية وأجيز منها 36 بحثا ستناقش على مدى يومين عبر 6 محاور في جلسات علمية صباحية ومسائية، بمشاركة شخصيات أدبية وعلمية مرموقة من الإمارات والبحرين وعمان واليمن ومصر والأردن وتونس وتركيا والهند، وسيتم طبعها في كتاب محكم علميا ليتاح للباحثين وطلاب الدراسات العليا. مؤكدا بأن وزارة الثقافة والإعلام منحت الأندية الأدبية الصلاحيات الكاملة بعيدا عن تدخلها من منطلق ثقتها بها، مبينا بأن نادي الأحساء الأدبي سيظل ملتزما بتقديم برامج ومشاريع ثقافية ذات مهنية عالية ودعم الممارسات والمبادرات الثقافية وتفعيل دور المثقفين في الحياة الثقافية والانفتاح على المجتمع المحيط، عبر تعدد الأشكال الثقافية وتنويع الخبرات وتحفيز العمل الثقافي والانفتاح الفكري على مجالات العلوم والآداب الإنسانية والثقافية، وتنشيط الحوار بين المثقفين حول القضايا الثقافية وعلاقتها بالمحيط الاجتماعي والاستثمار في العمل الثقافي وتقديم جيل جديد من المثقفين والمثقفات، وتوسيع قاعدة الإنتاج الثقافي وبلورة أهداف النادي، وهي احتضان المواهب الثقافية والأدبية وبناء حلقة اتصال بين الأدباء والمثقفين في الأحساء، والتأكيد على الوحدة الوطنية والثقافية وخلق حالة ثقافية راقية ومستمرة ومستديمة وذات تواصل مع الآخر، وتفعيل دور المثقفين في معالجة هموم المجتمع ومشكلاته وتوسيع دائرة المعرفة والاستفادة منها. وأشاد بالشراكة مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ومؤسسة الجبر الخيرية لدعم مشروع إنشاء مبنى النادي الذي شارف على الانتهاء بأحدث المواصفات الفنية التي ترقى لتطلعات المثقفين وطموحاتهم. وتخلل الحفل كلمة لضيوف المهرجان ألقاها بالإنابة عنهم الدكتور عبدالله الوشمي أمين عام مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، بالإضافة لعرض مرئي عن أنشطة وفعاليات وإنجازات النادي، كما تم عرض مسرحية عن اللغة العربية بعنوان (أنا البحر) من تأليف الدكتور سامي الجمعان وإخراج خالد الخميس، وأخيرا تفضل راعي الحفل بتكريم الداعمين للمهرجان. من جهته، قال ل «عكاظ» نائب رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور خالد بن قاسم الجريان، إن النادي يعمل على إنتاج وإدارة ودعم مشاريع ثقافية وأدبية مختلفة والتعريف بالمبدعين وبمظاهر الثقافة السعودية وتنويع الأطروحات الثقافية وجلب الخبرات المتميزة واستضافة أصحاب التجارب الثرية، وحتى يصل صوتنا إلى جميع شرائح المجتمع من الرجال والنساء نوعنا إصدارات ومنتجات النادي وقمنا ببناء قدرات النادي عبر عقد شراكات ثقافية مع المؤسسات الثقافية والتعليمية والاهتمام بتطوير قدرات الكادر الإداري للنادي مع الاهتمام بالمشاركات الاجتماعية وإصدار دليل الأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات في الأحساء ليتعرف عليهم الآخرون، والتواصل مع الإدارات ذات الاهتمام الاجتماعي والتراثي مع إنجاز الفعاليات الثقافية التي نراعي فيها دعم هوية النادي والمشاركة في مختلف المناسبات الوطنية وإقامة مهرجان «جواثا» سنويا الذي يعرف بالأحساء تاريخا وأدبا وثقافة وحضارة وتكريم من أسهم في خدمتها بالكتابة عن أدبها وأدبائها وتاريخها وجغرافيتها وعمرانها. وشدد الجريان، على أهمية تعاون المثقفين والمثقفات مع النادي لينهض بدوره المرجو منه في خدمة الأدب والثقافة في الأحساء والمنطقة الشرقية خاصة والمملكة بشكل عام. وقال: لا شك أن المعنيين يدركون دور الأدب والثقافة في نشر الوعي وترسيخ مفاهيم الوسطية في منجزاتنا الثقافية ووعينا الفكري، ونحن نريد أن يكون نادينا على مستوى الطموحات ويكون متميزا ويميط اللثام عن الوجه المشرق لأدباء وأديبات ومثقفي ومثقفات الأحساء وهم كثر ويشكلون لحمة واحدة للانطلاق بالنادي نحو مستقبل مشرق. وأضاف: إن الأدب والإبداع والثقافة تشكل حجر الزاوية في بناء الأمة ونهضتها والبصمات الواضحة في إسهامها وصياغة الحضارة الإنسانية، ومن هنا كان العلم والأدب والثقافة حقا مكتسبا لكل مواطنٍ ومسؤولية نشر العلم والفكر تكفلت به المؤسسات التعليمية وخطت به خطوات واسعة في بلادنا، أما رعاية الإبداع والأدب والثقافة فتضطلع بها الأندية الأدبية من خلال عقد الندوات والمحاضرات والحوارات والملتقيات ودعم المؤلفات والبحوث الأدبية وتوفير المكتبات بكافة أوعيتها الثقافية ومد جسر التواصل بينها وبين كافة المكتبات خارج البلاد، وهي الأهداف التي نعمل لتحقيقها في نادي الأحساء الأدبي الذي جاء مكملا للوحة الأندية الأدبية في المملكة. وقال: إن الرغبة في اللحاق بمسيرة الثقافة وإظهار المبدعين من دوائر الظل إلى وهج الإعلام وإبراز الوجه المشرق للثقافة الأحسائية، من الخطط الأساسية لنادينا ونأمل أن يسهم جمهور المثقفين والمثقفات معنا في صياغة خطط النادي الجديدة على أحسن وجه، والتفاؤل كبير في التغلب على الصعوبات والقفز بالنادي إلى الصف الأول في الحراك الثقافي ليتمكن ضمن منظومة الأندية الأدبية في المملكة من الإسهام في بنائها الحضاري ودعم مسيرتها الثقافية والفكرية.