بلغت عدد قضايا "العضل" التي تنظر فيها محاكم الأحساء 10 قضايا، ويوضح المحامي الدكتور يوسف الجبر، ل "اليوم"، أن مشاعر الخوف من رد فعل الأسرة تجاه دعاوى قضايا "العضل" بشكل خاص تُقلِّل من أعداد الفتيات اللاتي يطالبن بحقوقهن، حيث أن استدعاءَهِن في المحاكم يسبب بعض الانقطاعات الُاسرية أو تعرضهن للعنف البدني في بعض الحالات، وقد يكون السبب رغبة الفتاة بالحفاظ على تماسك أسرتها وعدم تعرُّضِ استقرارها لهزةٍ نتيجةَ الدعوى القضائية حتى لو اضطرّت للتضحية بنفسها خشية تعليقات الآخرين، مبيِّناً أن هذه المطالبة حقٌ مشروع للفتاة عندما تقع ضحية ل "العضل" بنص الشرع والنظام. وأضاف الجبر " :إن أسباب العضل تتمحور حول القناعة الفكرية الخاطئة لدى ولي أمر الفتاة بسيطرته المطلقة على جميع تصرفاتها وقراراتها، مما يدفعه إلى تهميش رغباتها ومنها الرغبة في الزواج وممانعته دون مبررات واضحة، وربما يعود الأمر لطمعه المادي في راتبها كونها موظفة، أو الانتقام من والدتها في حالات الانفصال بين الأبوين، وأيّاً كان السبب فالعضل غير مقبول شرعاً ولا نظاماً، كما يُعدّ من أهم أسباب ظاهرة العنوسة في المجتمع، فعندما يقف الولي الشرعي عقبةً أمام زواج فتياته ،تُضاف أرقاماً جديدة لإحصائية العنوسة، وعليه فالعضل ذو آثارٍ سلبية واضحة تهتك النسيج الاجتماعي، وينتج مشكلات اجتماعية مؤثرةً ،ومنها الإنحراف وهروب الفتيات من بيت الأسرة ومواقف الانتقام العائلي والعنف الأسري وغيرها، ومن جهة أخرى لا تقوم المحاكم بفرض عقوبة رادعة ضد الولي الشرعي للفتاه حال ثبوت واقعة العضل سوى تجريده من سلطة الولاية على الفتاه ونقلها للولي الأقرب، وتعجيل إجراءات زواج الفتاة من الخاطب الكُفء في المحكمة، أمّا من ناحية العقوبات البدنية أو المالية فهي غير واردة في قاموس التعامل القضائي مع قضايا العضل، ويبرّر ذلك بتقدير فضل الأب ودوره ومراعاةٍ لكرامةِ الأسرة". من جانبه أكد الاستشاري النفسي الدكتور عبدالله الملحم، أن قضايا "العضل" لدى الفتيات تؤدي إلى حالة من الإحباط والتي يصاحبها الشعور بالغيرة والحسد مقارنه بغيرها من الفتيات، مما يثير لديها حالة نفسية من الغضب والصرع ،إذ تؤدي بها إلى الضغط النفسي والصراع الداخلي مع النفس والتي تنتج بها حالة من الاكتئاب الشديد التي تخضع من خلاله إلى جلسات نفسية واستخدام بعض المهدئات، كما أن بعض الفتيات تقوم بتعويض نفسها من خلال الانحرافات الاخلاقية أو هروبها من المنزل وانتقامها من الأب، حيث أن بعضهن يقوم بمحاولات إلى الانتحار أحياناً.