ضممن فعاليات موسم اصيلة الثقافي الدولي الذي تشهده بلدة اصيلة الساحلية السياحية اقصى شمال المغرب وبحضور مكثف من قبل اسماء مهمة في عالم الكتابة العربية تم تكريم الاديب المغربي محمد شكري . ففي شهادة لأمين عام منتدى اصيلة ووزير خارجية المغرب محمد بن عيسى حول كتابات محمد شكري قال " ان الكاتب النرجسي كما يحب ان ينعت نفسه كتب " خبزه الحافي " لأنه لم يكن يملك خبزاً اخر اكثر نعومة ليكتب عنه كتب "زمن الاخطاء " لأن يحاته مجرد سلسلة من الاخفاقات، لكنها اخفاقات قادته الى العالمية وليس الى النسيان، لم ينل الجوائز التقديرية مع ان كتبه سريعة النفاد من الاسواق والمكتبات " . حدث التكريم هذا جلب خصيصا لاصيلة العديد من الاسماء العربية البارزة في ميدان الادب في هذا الاطار قال الكاتب التونسي حسونة المصباحي " بالنسبة لي محمد شكري هو الشهادة المقنعة لأن ادب الهامش في الثقافة العربية هو الادب الحقيقي لقد حاولوا دائما وابدا ان يبرزوا ان الادب الرسمي هو الأدب الحقيقي، لكن عندما نقرأ لشكري ونقرأ للآخرين في بلدان عربية اخرى نكتشف ان هذه النماذج التي كتبت في الهامش هي التي تمثل الواقع العربي من الناحية الواقعية والاجتماعية .. ومن الناحية الفنية اساساً. وحسب احدى الشهادات فان روايات محمد شكري وقصصه تسكن الهامش، ابطاله ليسوا تراجيديين ولا نبلاء انهم مجرد اشخاص يعيشون الإحباط والبؤس، ويجترون قصصهم الحياتية من رصيف الى آخر، ومن الاماكن التي يرتادها هؤلاء نشأت روايات شكري وخرج ابطاله من لغة الضاد الى لغات عالمية عدة . بل الاكثر من ذلك تعتبر كتابات محمد شكري تاريخاً للمنعطفات الحاسمة التي عاشتها جبال الريف باقصى شمال المغرب سواء ابان فترة الحماية الأسبانية او خلال فترة الاستقلال وما تخللتها من أحداث اهمها كانت الحملة التأديبية التي قادها ولي العهد آنذاك مولاي الحسن (الملك الحسن الثاني فيما بعد) لانهاء انتفاضة الريف الشهيرة. حول هذا الشأن يقول الكاتب المغربي حسن بحراوي " مع شكري سنصادف مواضيع جديدة تهتم بالعابر والبسيط وتقديم شخوص يمثلون البيئة الاجتماعية البسيطة وتعلي من شأن الفئات الشعبية المهمشة " . شكري الذي يحلو أن ينعت نفسه بالنرجسي ويعتقد أن قليلاً من النرجسية يساعد على الكتابة ويعتبر أن الكتابة "المهمشة" هي التي يمكن لها أن تعيش وبالتالي وجب إعادة الاعتبار إليها وفق ما قال في تصريح خص به جريدة "الراية": "ليس إعادة الاعتبار إلى الأدب "المهمش" وأفضل كلمة المهمش على الهامشي، وإنما هو إعادة الاعتبار لكل أدب جيد أينما شاء له أن يكون، وأعتبر هذا التكريم ليس خاصاً بي لشخصي، واعتبره يشرف الأدب المغربي والعربي. إلى ذلك وضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي شارك الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الأحد الماضي بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة في ندوة تخص "التعاون العربي الأوروبي: الرهانات والإكراهات".