فوهة بحر الشمال إكتشف العلماء مؤخراً فوهة ضخمة في قاع بحر الشمال بالقرب من الجزر البريطانية. سُميت هذه الفوهة والتي يبلغ قطرها 20 كيلومتراً بسيلفربيت Silverpit, يعتقد بأنها تكونت عن طريق إرتطام نيزك هائل بقاع البحر منذ زمن بعيد. ولكن قبل الوصول إلى هذه النتيجة الفرضية, يجب أولاً الحصول على عينات صخرية من الفوهة ووضعها تحت المجهر لمعرفة خواصها ومكوناتها والتي قد تؤدي إلى معرفة العوامل الخارجية التي أثرت على كوكب الأرض في أزمان سحيقة ماضية. أُستقطبت بعض الصور للفوهة بمحض الصدفة أثناء التنقيب عن البترول في بحر الشمال وذلك بواسطة الإستكشاف بالطرق الزلزاليةSeismic Exploration. أظهرت هذه الصور وجود حلقات صخرية دائرية متتالية تزداد إتساعاً كلما إبتعدنا عن فتحة الفوهة, وهو مشهد لم يُرى مثله من قبل على سطح الكرة الأرضية. شوهد هذا المنظر فقط على سطح قمرين من أقمار المشتري Jupiter وهما يوروبا Europa وكاليستو Callisto, وذلك بواسطة تلسكوبات ضخمة متطورة. السؤال الذي يدور الآن في الأذهان هو متى حدث هذا الإرتطام؟. تدل بعض النتائج الأولية للعيِّنات الصخرية التي أُخذت من الفوهة بأن الإرتطام حدث تقريباً قبل 60 إلى 65 مليون سنة, أي في نفس الفترة الزمنية التي إرتطم فيها النيزك الشهير تشيكسلوب Chicxulub بالمكسيك قبل 65 مليون عاماً, والذي يُعتقد أنه قضى تماماً على الديناصورات في ذلك العهد. فإذا ما أَثبتت نتائج الأبحاث والدراسات التي تجري حالياً أن الذي حدث في بحر الشمال يتوافق في الزمن وفي التأثير مع الذي حدث في المكسيك فهذا سيعني الشيء الكثير لعلماء التاريخ والفلك والجيولوجيا وغيرهم, إذ أنه سوف يحدد بدقة متناهية ولأول مرة في تاريخ البشرية الفترة الزمنية والسبب الذي أدى إلى القضاء على الديناصورات. أما إذا دلت الأبحاث إلى غير ذلك فنكتفي بأننا قد توصلنا لإكتشاف ومعرفة أغرب فوهة على وجه الأرض عرفها الإنسان.