العجلة في اللغة هي ما يقابل كلمة "التؤدة" وهي كما يعرفها علماء النفس: نمط من الانفعال بالموقف يتسم بحدة وحساسية زائدة عن الحد الطبيعي بحيث تدفع الشخصية الى استباق النتائج وتسريعها على نحو تفقد فيه عاطفة الشخص اتزانها وهدوءها فتكسب سمة "الانفعال الحاد" الذي يعد تعبيرا مرضيا عن السلوك. لذا تعد العجلة ظاهرة مرضية تصيب المزاج بما لا يرغبه الانسان لو كان في ادراكه واحساسه الطبيعي والتي غالبا ما تصيب الشخص بخيبة الامل ولكن بعد فوات الأوان، وتكمن خطورة مثل هذه المشكلة في كونها مغروسة في اعماق الانسان لا يمكن مقاومتها الا بالكبح والمقاومة وتربية النفس على السمات الحسنة والخلق النبيل يقول تعالى "خلق الانسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون" فمن خلال فهم الآية نستطيع ان نستفيد ما يلي: 1 إن العجلة شيء غريزي في الانسان وليس أمرا مكتسبا لقوله تعالى "خلق الإنسان من عجل" أي جبل على ذلك. 2 ان العجلة تعد ظاهرة مرضية حسب التصور القرآني بقرينة "فلا تستعجلون" أي تجنبوا العجلة. 3 إنها ليست حالة لا يمكن مقاومتها وكبحها كالأكل والشرب، بل هي صفة ثانوية في الانسان يستطيع التخلص منها بالتدريب والإصرار. 4 إن هناك مجموعة من النعم الالهية لا يتحصل عليها الا بالتخلص من هذا المرض النفسي والتحلي بالصبر والسكينة يقول تعالى "سأوريكم آياتي فلا تستعجلون". ومن هنا جاءت الروايات تؤكد ضرورة محاربة العجلة والنهي عنها بالاشارة الى اهم الاضرار التي تترتب عليها عندما لا تجابه فكان من أبرزها ما يلي: أولا: الهلكة: والمراد بالهلكة هنا مفهومها العام الذي يشمل الحياة الدنيوية او الآخروية وما يترتب عليها من عذاب وغيره. ثانيا: الندم يعتبر الندم ابرز اثر ينجم عن العجلة الامر الذي جعل العرب في القديم تكنيها ام الندامة "لأن صاحبها يقول قبل ان يعلم، ويجيب قبل ان يفهم، ويعزم قبل ان يفكر، يقطع قبل ان يخبر ولن يصحب هذه الصفات احد الا صحب الندامة واعتزل السلامة. ثالثا: فقدان السلامة اذ السلامة مطمح لكل شخص على وجه البسيطة بل هي تشكل احد اهم اهدافه في الحياة، وهي مع اهميتها فانها لا تتحقق إلا مع التأني وعدم العجلة، فكم شخص ذهب ضحية عجلته وتسرعه، ولعل ابرز شاهد هو ما نسمعه بين الفينة والفينة بالضحايا الذين يفقدون ارواحهم رخيصة في سبيل تسرعهم وعجلتهم.