القاص سمير مرتضى صورت له مجموعة قصصية بعنوان «هموم دفينة» اشتملت على عدد من القصص القصيرة جداً.. يقول القاص في قصة «مكتبة أبي»: جمعنا أبي أنا وأخواتي وهو على فراش الموت وقال لنا: مكتبتي.. قضيت عمري وأنا أجمع كتبها.. احرصوا عليها.. مات أبي.. ووفاء لوصيته «حرصنا» على بيع مكتبته بثمن باهظ.. رحمك الله يا أبي.. أطعمتنا حياً وميتاً..!! وفي قصة بعنوان «تقاعد» يقول القاص: أحالوه إلى التقاعد بعد أن بلغ السن النظامية لذلك.. ولكنه رفض أن يصدق أنه فقد الكرسي.. الكل كان ينتظره.. بيته.. وأولاده.. وحديقته.. وجيرانه.. والعالم كله..ولكن.. رفض الانصياع لأوامر التقاعد.. قال لهم: سأعمل دون أجر.. وبلا حدود.. ولكن لا تحرموني من مكاني ومكانتي. قالوا: له: مكانتك محفوظة.. أما مكانك فيمكنك أن تأخذ كرسيك معك إلى البيت.. لعلك تنسى..!! وفي قصة أخرى بعنوان «جفاف» يقول القاص: يمسك بالقلم.. يحاول أن يكتب.. ولكن لا شيء.. شعر أن نفسه مكتئبة.. قرر السفر فذهب إلى أحلى الأماكن وقضى أسعد الأوقات عندما رجع.. حاول أن يكتب ولكن.. لاشيء.. قرر اعتزال الكتابة في الليل استيقظ فجأة.. ركض إلى مكتبه.. عانق أوراقه بشوق.. وأخذ يكتب بلهفة.. وفي قصة «قرار» قال: في لحظة فراغ قررت أن أصبح شاعراً.. فذهبت إلى أرقى مكتبة في المدينة واشتريت أفخر الأوراق وأثمن الأقلام.. وفي المساء أضأت الشموع وأطلقت موسيقى ناعمة في المكان. ثم جلست أمام الورقة والقلم أنتظر أن يأتي وحي الشعر.. مرت ساعة.. ساعتان.. ولا شيء على الورق.. قلت في نفسي: لعل وحي الشعر ينتظر خلف هذه النافذة.. فتحتها.. وبدأت أتأمل في كل ما حولي لربما عثرت على خيوط الشعر متناثرة هنا وهناك.. ولكن لا جديد.. أطل الصباح ولم أفلح في كتابة حرف واحد.. أغلقت نافذتي.. وكتبت على الورقة: قررت الاستقالة من بلاط الشعر لعدم كفاية الموهبة!!