قالت صحيفة واشنطن بوست امس ان المنظمات الفلسطينية المنقسمة على نفسها تجري محادثات سرية للتوصل الى توافق في الاراء بشأن الانتفاضة ضدالاحتلال الاسرائيلي في محاولة للاتفاق على قضايا رئيسية منها شرعية استخدام التفجيرات الاستشهادية كسلاح في الصراع. وجاء في التقرير ان 12 جماعة تشارك في المحادثات المستمرة منذ شهر ومنها منظمات علمانية وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحركة الجهاد الاسلامي وحركة المقاومة الاسلامية (حماس). ونقلت الصحيفة عن المشاركين في المحادثات ان الوسطاءالامريكيين والاوروبيين وايضا مبعوثي السلطة الفلسطينية يشاركون في المحادثات من حين لآخر. وقالت الصحيفة ان عددا كبيرا من المشاركين في الحوار يرى فيه خطوة اولى وضرورية قبل التوصل الى اتفاق سلام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وذكرت الصحيفة ان هذا الحوار هو اعتراف بان اي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين يجب ان يلقى موافقة ضمنية على الاقل من جماعات مثل حماس حتى يضمن له النجاح. ونقلت الصحيفة عن المشاركين في الحوار قولهم ان الهدف من المفاوضات هو تحقيق توافق في الآراء بين جماعات فلسطينية بينها خلافات عقائدية وسياسية ودينية كبيرة والتوحيد بين صفوفها لتقف خلف (برنامج وطني) يمكن ان يقود في نهاية المطاف الى تشكيل حكومة ائتلافية وحظر التفجيرات الاستشهادية. وقال زياد ابو عمرو عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن غزة واحد منظمي الحوار (نأمل في ان تخلص القيادة الفلسطينية وعرفات الى ان عرفات يجب ان يتنازل عن السلطة الى قيادة جماعية او مؤسسة) يمكن ان تشارك فيها حماس. ومضى قائلا: (اذا اصر هؤلاء الناس على استبعاد قوى رئيسية وعدم السماح لها بالحصول على نصيب من النظام سيعرضونه للخطر ويخربونه. انا لا اعفي اسرائيل من المسؤولية (في اذكاء الصراع) لكن حماس نجحت في معارضة عملية السلام ووأدها في نهاية الامر. نقول.. لقد جربنا الاستبعاد وكانت هذه هي النتيجة.. والآن من المهم ان نحاول سياسة التضمين. وقالت الصحيفة ان اسرائيل هونت من اهمية المحادثات ووصفتها بانها من باب الدعاية والعلاقات العامة. وقال رعنان جيسين المتحدث باسم ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي (الفلسطينيون خسروا التأييد على الجبهة الدولية وعليهم ان يفعلوا شيئا لكن محنتهم هي كيف يتحركون دون ان يحدثوا انقساما بين صفوفهم ويشعلوا حربا اهلية. ولذلك يحاولوا التوصل الى توافق في الآراء على اسس غير مقبولة تماما من جانب اسرائيل). ومضى قائلا (لقد حاولوا التوصل الى توافق في الآراء بشأن التخلي عن الارهاب. شهدنا ذلك من قبل. ولم تنجح قط).