أعفى رئيس النظام السوري بشار الأسد نائب رئيس الوزراء قدري جميل من منصبه، غداة الكشف عن لقاء عقده مع دبلوماسيين أمريكيين. وأوردت وكالة أنباء النظام «سانا» بيانا لرئاسة الوزراء جاء فيه : «نتيجة لغياب الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن مقر عمله ودون إذن مسبق، وعدم متابعته واجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة الى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي باعفائه من منصبه». وذكرت مصادر سورية إن جميل عقد السبت لقاء في جنيف مع الدبلوماسي الأمريكي روبرت فورد، السفير الأمريكي في سوريا المقيم خارجها بسبب الأزمة والمكلف بالملف السوري، وبحث معه التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف 2، وأنه طلب من فورد المشاركة في المؤتمر المأمول كجزء من وفد المعارضة، إلا أن المسؤول الأمريكي رفض طلبه قائلا : من الصعوبة بمكان ان يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه. وكان الإعلام الروسي نقل عن جميل إعلانه عقد هذا اللقاء، وأشار الى انه «الأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية» في منتصف مارس 2011. ونقلت قناة «الميادين» التلفزيونية - التي تتخذ من بيروت مقرا لها - عن جميل قوله لها : «سأعود إلى دمشق فور انتهاء ما أقوم به من لقاءات سياسية متعلقة بجنيف 2». كما أوردت صفحة قدري جميل الرسمية على موقع «فيسبوك» مقتطفات من التصريح جاء فيها: إن «لقاءنا مع الأطراف الدولية لوقف حمام الدم السوري أمر مشروع». مضيفا : «لا أعتقد أن من يذهب الى جنيف 2 يمتعض من اللقاءات مع الراعين للحوار». وأكد جميل «أختلف مع الحكومة السورية، لأنني أتفرغ للعمل السياسي والحزبي»، وأن «الهم الأساس اليوم هو ايقاف العنف». واعتبر المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن إعفاء جميل من منصبه «يؤكد لنا ان النظام في مرحلة تفكك سياسي». وأضاف «ثمة صعوبة الآن في الحفاظ على بعض الشخصيات التي مثلت واجهة للنظام، وهذا مؤشر على مزيد من التآكل (...) قدري جميل شعر بأن السفينة تغرق ويريد النجاة قبل غرقها»، مؤكدا ألا تواصل بينه وبين الائتلاف. وكانت صحيفة لبنانية نشرت قبل أيام ان جميل يقيم منذ فترة مع عائلته في موسكو، ابرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس الأسد. وكان قدري جميل أول من كشف الموعد المحدد لعقد مؤتمر جنيف -2 في 23 نوفمبر من موسكو إثر اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية في 17 أكتوبر. ويشكل قدري جميل جزءا من «معارضة الداخل» التي يسيطر عليها النظام. وأسس في العام 2002 حزب الارادة الشعبية الذي شارك في الاحتجاجات السلمية ضد النظام السوري لدى اندلاعها منتصف مارس 2011، ودعا الى تغيير شامل تحت إدارة بشار الأسد. وشارك جميل في صياغة الدستور السوري الذي تمت المصادقة عليه بموجب استفتاء شعبي في العام 2012. كما شكل مع عدد من الأحزاب الأخرى «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» تحضيرا للانتخابات التشريعية في 23 يونيو 2012، وانضم في وقت لاحق للحكومة بصفة نائب لرئيسها وائل الحلقي.