بدأت المعارضة السورية أمس اجتماعاً في اسطنبول للتوصل الى موقف مشترك إزاء مشاركتها في مؤتمر للسلام يمكن ان يعقد في جنيف بحضور النظام السوري، تحت ضغط داعميها في الأسرة الدولية. وبعد محادثات استمرت يومين مع الروس والاميركيين لم تسمح بتحديد موعد لاجتماع جنيف، قال الأخضر الابراهيمي "يجب ان يكون هناك وفدان لسورية في جنيف-2، الحكومة والمعارضة". وعبر عن اسفه لان "المعارضة منقسمة وليست جاهزة"، زاعماً ان "المعارضة هي احدى المشاكل". وقال الائتلاف الوطني أمس ان اجتماع اسطنبول لأهم مكونات المعارضة السورية سيستمر حتى مساء اليوم الاحد. ويرفض ائتلاف المعارضة الذي ما زال يسعى لتأكيد صدقيته لدى الدول "الصديقة"، ومجموعات المقاتلين التي تحارب منذ اكثر من سنتين القوات النظامية السورية، الجلوس مع النظام للتفاوض. ومنذ أسابيع أعلن رئيس الائتلاف احمد الجربا الشروط الصارمة للمشاركة في مؤتمر جنيف. فهو يطالب بأن يؤدي هذا الاجتماع الى رحيل الرئيس بشار الاسد وبوقف لاطلاق النار طوال فترة المفاوضات. لكن دمشق رفضت هذا السيناريو بشكل قاطع. وقال وزير الاعلام عمران الزعبي "لن نذهب الى جنيف لتسليم السلطة". ويبدو ان مشاركة قياديين من الصف الاول من خصوم النظام غير مرجحة، باستثناء بعض اعضاء الائتلاف المستعدين تحت ضغط "اصدقائهم" الغربيين، لحضور المؤتمر. وقال نائب سابق لرئيس الحكومة السورية قدري جميل الذي اقيل من منصبه مؤخرا، انه سيتوجه الى جنيف. وكذلك الاكراد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان معارضين آخرين وافقوا على عرض لقاء ممثلين عن النظام السوري في موسكو. وردا على ذلك، اعلن المجلس الوطني السوري اكبر مكونات الائتلاف انه لن يتوجه الى سويسرا وهدد بالانسحاب من الائتلاف اذا وافق بعض اعضائه على ذلك. وفي هذه الظروف، تبدو محادثات اسطنبول صعبة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكجو ان المعارضة "مترددة بوجه حق" بشأن صيغة جنيف-2 ومستقبل الرئيس الاسد. واضاف "لكن قمة لندن ردت على هذا القول (...) نحن على اتصال دائم مع المعارضة"، مؤكدا بذلك جهود الغربيين لاقناع المعارضة بحضور مؤتمر جنيف-2. وكانت 11 دولة غربية وعربية من "اصدقاء سورية" اعلنت خلال الاجماع في نهاية تشرين الاول/اكتوبر انها تؤيد ألا يكون لرئيس الدولة السوري الحالي "اي دور في الحكومة المستقبلية".