تخلصت سوق الأسهم المحلية من هبوطها الذي لازمها طيلة الايام الماضية واستعاد مؤشر اسعار السوق 10ر2 نقطة ليقفل عند 46ر2659 نقطة. وانصرفت قوى الشراء الى رفع عمليات الشراء في ثلث الساعة الأخير من التعاملات لتتحول جميع مؤشرات السوق الى الارتفاع باستثناء قطاعي الكهرباء المستقر والزراعة الذي فقد اقل من نصف نقطة. واعتبر التحسن الذي كانت عليه السوق أمس مصدر تفاؤل لكثير من المتعاملين في استعادة السوق عافيتها عقب هبوط متوالى كلف المؤشر العام ومستويات الاسعار خسائر متواصلة. وتبع التحسن أسهم 28 شركة فيما انخفضت اسهم 12 شركة وذلك من بين 61 شركة تم تداولها ووصلت اجمالياتها الى نحو 5ر4 مليون سهم نفذت في 3009 صفقات بقيمة 6ر263 مليون ريال. واحاط في السوق في تعاملات الفترة الماضية تشاؤم كان مصدره قلق حول الضربة العسكرية للعراق. لكن تزايد الرفض الدولي لذلك قد يقوض من المدى الذي سيتم فيه تنفيذ تلك الضربة او قد يعكس ذلك مراجعة داخلية للإدارة الأمريكية حول اعادة تقييمها للوضع. وشكل ذلك شبه انفراج للسوق خاصة بعد ان استدركت ضرورة ابعاد التصعيد الاعلامي حول موضوع العراق. وقطعت قوى الشراء من خلال اعادة تقييمها لذلك المحتوى شوطا في اعادة السوق الى وضعها الطبيعي وابعاده عن المخاوف التي كانت ستأزم من وضعها في حال استمرارها. وتماسكت السوق بشكل كبير واستعاد المضاربون دورهم على الكابلات التي قادت السوق من حيث الكميات والتداول ونفذ نحو 26ر1 مليون سهم وقفز سعر السهم 8 بالمائة ليتوقف عند سعر 75ر65 ريال بزيادة 75ر4 ريال. وهي ثاني اكبر زيادة على مستوى الشركات بعد سهم الصادرات الذي حقق زيادة 7 ريالات توازي نسبة 7ر9 بالمائة وهي اقصى نسبة سجلت على المستوى العام للشركات. وواصل سهم سيسكو تراجعه ليسجل اكبر نسبة تراجع وصلت الى 47ر7 بالمائة واكبر قيمة هبوط بمقدار 25ر5 ريال ليقفل سعر السهم عند 65 ريالا. اما على مستوى اداء مؤشرات القطاعات الرئيسية فارتفعت مؤشرات كل من البنوك 4 نقاط والصناعة 57ر4 نقطة والاسمنت نصف نقطة والخدمات 4 نقاط وانخفض مؤشر الزراعة باقل من نصف نقطة. وحافظ قطاع الكهرباء على مستوى اقفال المؤشر السابق بعد ان استقر سهم الكهرباء عند سعر 48 ريالا وبتداول 8ر163 الف سهم في 113 صفقة. وحققت اسهم كل من مكة والغذائية واميانتيت ارتفاعا بمقدار 4 ريالات و75ر3 ريال و25ر3 ريال وهي القيمة الأفضل بعد الصادرات والكابلات. فيما سجلت اسهم اسمنت اليمامة والزامل واسمنت السعودية واسمنت القصيم اعلى قيمة تراجع وانخفضت بمقدار 3 ريالات و75ر2 ريال وريالين و50ر1 ريال على التوالي. ويمكن القول ان هناك شريحة كبيرة من المتعاملين ترى انه من الطبيعي ان تتخذ السوق مسارا متراجعا لها كما انه من الطبيعي ان تتخذ ايضا مسارا هابطا لكنه من غير الطبيعي ان تصطنع المخاوف لخلخلة اداء السوق خاصة من قبل المتحفظين الذين هم بالتأكيد قد اعادوا قراءة اوراق السوق من جديد عطفا على ما يستجد من ظروف حول الملف العراقي.