يرى بعض أهالي محافظة الأحساء انه لا فرق يذكر بين كثير من المكاتب العقارية في المحافظة وبين محلات كل شيء ب 5 أو 10 ريالات.. فتلك المكاتب التي يصل عددها إلى 3 آلاف مكتب، 25 بالمائة منها في شارع واحد بمدينة الهفوف (شارع أبو بكر الصديق)، تقدم خدمات متنوعة، السعي فيها مضمون. تبيع وتشتري الأراضي، تؤجر الفلل والمنازل السكنية والشقق المفروشة والمحلات التجارية، والاستثمار وتسديد الديون وتخليص الأوراق من الدوائر الحكومية. ويصف مستثمر عقاري حال كثير من المكاتب المنتشرة التي تجري وراء الربح فقط بالقول: أنها تمارس فوضوية مرفوضة من قبل المستثمرين في العقار، لأنها تضر بمصالحنا أيضاً، كما تضر بمصالح المواطن الذي يتعامل معها. في أحد شوارع المحافظة تصادفك لوحة مكتب عقاري بمسمى يسبب لك الدهشة والحيرة، وهو "الإبداع"، فتعتقد أنك أمام محل يبيع الشعر الحداثي، ولكنك تتوقف لتتساءل ما علاقة الإبداع ببيع أو شراء أرض أو تأجيرها؟ لن تسمع الإجابة عن السؤال الذي طرحته، لأن الأمر لا يعدو ان يكون مجرد اسم لا يربطه بالضرورة بالواقع شيئ. غير أنك ربما تقول: ان العملية الإبداعية في عالم الشعر تمثل الإحساس الرهيف الصادق والانفعال الشعوري العميق الصادق.. فهل تحاول المكاتب العقارية الإيحاء بأنها تملك تلك الصفات. ولكن السؤال الاستثماري الأهم هو هل يبدع العقاريون في الأحساء كما أبدع عقاريون في مناطق أخرى داخل المملكة؟ هل يطرحون مساهمات عقارية بأسلوب أكثر تطوراً؟ هل يدخلون عالم الدبلوكسات التي تحتاجها شريحة كبيرة من الشباب المقدم على بناء أسرة، وهو لا يملك رأس مال كبير يساعده على شراء أرض وبناء فلة كبيرة وضخمة؟ هل يقدمون على بناء مجمعات سكنية ويبيعون شققها على شباب يحتاجون إلى سكن؟ أليس ذلك هو الإبداع في العقار؟