@ @ بعض الناس ينسى نفسه عندما يخرج من هذا الوطن.. وكأن الحد الفاصل بينه وبين الاخلاق هو وجوده هنا فقط.. وكأنه هناك ليس معنيا بالادب والذوق والاخلاق.. وكأنه هنا "مغصوب" على الالتزام والادب.. @ @ اننا نسعد كثيرا عندما نسمع صوت مفكر او مثقف سعودي "يلعلع" في محطة او في اذاعة.. يتحدث ويناقش ويحاور ويطرح رأيه محللا ومناقشا.. @ @ نفخر عندما نسمع عالما سعوديا في الطب او الهندسة او العمارة او في العلوم يتصدى لموضوع من المواضيع.. @ @ ونفرح.. عندما يتحدث العالم كله عن السعودي بأنه ملتزم.. مؤدب.. أنموذج في الاخلاق. @ @ ولكن.. ولكن و"ياكثر لكن!!" ان تتابع بعض المحطات الفضائية وتشاهد سعوديا "يسحب" زوجته واولاده في مسرح او تجمع بشري.. وسواء قال عن نفسه انه سعودي او شاهده من يعرفه.. فتبقى المشكلة هي نفس المشكلة.. @ @ ان من حق أي شخص ان يذهب الى اي مكان يريد ومن حقه ان "يتمشى ويوسع صدره". @ @ ومن حقه ان يسيح في اي مكان يريده.. @ @ ومن حقه.. حتى ان يلعب "كورة" هو وزوجته وبناته و"يطامرون ويخابطون" لكن ليكن ذلك في مكان محكم مغلق وليس في "روضة خريم" او.. رصيف الحوامل..!! @ @ من حقك كل شيء مادمت ملتزما بدينك واخلاقك وفي اطار ثوابتك ولم تخرج ولم تتمرد عليها.. @ @ ولكن هناك خطوطا حمراء لا يجوز تجاوزها البتة.. فاذا كان لديك نوع من "الهبال" واذا كنت مصرا على الغلط والخطأ و"قواية الوجه"... و...! @ @ واذا كان في رأسك "حَبء ما طحن" او "تنسيم" في رأسك.. @ @ واذا كنت تريد زيادة في ذنوبك و"وجهك مغسول بمرق" ولم تكتف بما حصل.. فعلى الاقل.. استتر.. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كل امتي معافى.. الا المجاهر" وهو الذي يعمل المنكر ويجاهر به.. @ @ نحن هنا لا نشجعك على السوء وعلى الفساد بل نحذرك ونحذرك الف مرة ولكن.. اذا "بلاك الله" فلا اقل من ان "تندس" انت ومن معك ولا اقول زوجتك.. @ @ نقول هذا كله.. ونحن نسمع كلاما يتردد في مجالس النساء.. وفي مجالس الاستراحات.. عن ان فلانة وفلانة وام فلان وام فلانة و"حرمة" فلان ظهرن في قناة كذا وكذا في حفل كذا وكذا.. وكانت فلانة لابسة هكذا.. والاخرى لابسة هكذا وحتى "فنيساهم تمشي وراهم" أي الخادمة.. @ @ وفلانة وام فلان ظهرتا في برنامج كذا.. وفي المحطة الفلانية.. @ @ نعم البعض.. ينسى نفسه بمجرد خروجه من هذا البلد.. ويعتقد ان المشكلة.. مشكلة مكان فقط.. @ البعض تشاهده في المحطات الفضائية "يداحم" ويزاحم هو وزوجته او هو وزوجته وبناته في سوق او في مهرجان او في حفل او في مسرح و"القراوى" كلهم في آخر شياكة حتى يقول الجميع.. و"يكعكع" الجميع هذا فلان وحرمته.. وهناك من يقول "قطعا.. هاذي حرمة فلان.. ياشينها"!!! @ @ بل تجد بعضهم "يتمسس" و"لا يشخص" ويضبط المرازيم او الكرافته.. وبجانبه أم العيال "تدربي نفسها" او في اخر شياكة.. وهي مبتسمة للكاميرا.. أو ربما كل البنات في لباس مخجل مشين.. @ @ أين الأدب؟!.. أين الاخلاق؟!.. اين الدين؟! اين ماء الوجه؟!.. @ @ وبعد هذا الخروج المشين التافه السخيف.. تبدأ من الغد اسطوانة.. شفتوا فلانة! وشفتوا علانة.. وشفتوا ابو فلان وحرمته.. وشفتوا ابو فلان "يسحب" زوجته وبناته! @ @ ثم ترد اخرى.. نعم شفناها "واعيباه.. ما تستحي من الناس؟!". @ وتعقب اخرى "يا قوي وجهها". @ @ وترد ثالثة وتقول: "والله شربتني أرضي.. يوم شفت فلانة تكشر امام الله وخلقه". @ @ هكذا يقول الناس.. حش.. وشذب.. وتقطيع جلد في فلان وفي حرمته.. @ @ ترى من سيتزوج بنات هؤلاء؟!.. ومن "سيضمها.. وهاذي أمها؟!!". * كاتب اجتماعي معروف