عُرِفَ عن النقش على الجسد بأنه فن عربي تُمارسه الجدَّات، وتناقلته أجيالٌ من النساء والفتيات المتعاقبة جيلاً عن جيل؛ بغرض التجمُّل للأزواج والزينة في المُناسبات .. فعندما تتحدث السعوديات عن هذا الفن فإنهن يتحدثن عن عاداتٍ اجتماعية متوارثة ترقى إلى عصور قديمة؛ ظلت حية في ذاكرة السيدة السعودية .. نقش الحناء بواسطة الأجهزة الحديثة، فنٌ مفعمٌ بالجمال، تُتقنهُ أناملٌ ناعمة، فظل فنا شعبيا حديثا له عشاقه ومُحبوه؛ وهو « النقش بالتاتو»، الذي أصبح يُنافس بقوة إنتاجات بيوت الزينة ومستحضرات التجميل العصرية. بنان الفراج جامعية من مُحافظة المذنب بمنطقة القصيم، تهوى النقش على التاتو؛ مُتَّخذةً تلك المهنة أو الهواية مصدراً للرزق، حيثُ برزت في بدايتها بالعمل هذا في أماكن متفرقة غالبها أماكن نسوية كمناسبات نسوية في المركز الحضاري بالمذنب، وهو بداية انطلاقتها؛ حيثُ تُفيد بأنه البداية لها التي زادت من معرفة الناس لها وإقبالهم على مهنتها الفريدة، فذاع صيتها في منطقة القصيم كلها، وتحوَّلت من ناقشة إلى مدربة جديرة على آلة التاتو .. تحدثت عن موهبتها فقالت: «التاتو» نَافَس النقش التقليدي بالحناء وبشدة؛ ولم يُلغهِ تماماً؛ بل هو موجود جنباً الى جنب مع آلة التاتو، فالبعض يفضل التاتو لسرعة جفافه، ولسهولة إزالته وألوانه المختلفة، وتنوُّع تشكيلاته، وعن الرسومات قالت: تتشابه إلى حدٍّ بسيط مع رسومات الحناء التقليدي، إلا أنه يوجد بعض الرسومات الخاصة بآلة التاتو؛ مُبينةً أنه يتم استيراد الحبر وبعض النقوش من الخارج، وكشفت الفراج عن تعاونها حالياً مع بعض الشركات والمؤسسات الخاصة التي تستنزف منهن من 30 بالمائة إلى 50 بالمائة من قيمة الربح؛ مما أدى بها الى التفرُّغ للتدريب والعمل الحر في البازارات النسائية. من جهتها، تقول خبيرة النقش بعنيزة مريم الصالح عن هذه الآلية الحديثة للنقش: إن وضع الناقشات التقليدي مازال ثابتاً، ومُحافظاً على عُشاقه؛ خصوصاً من النساء كبيرات السن، ولايُمكن أن يختفي في ظل تلك الآلات الحديثة، وأرى أن الإقبال عليه كبير، وتردني اتصالات كثيرة بالطلب، أما الشابات والفتيات الصغيرات فيُفضلن التاتو؛ كونه حديثاً، ويحمل تشكيلات فريدة؛ قد تكون حسب الاختيار أحياناً، إلا أن نقش التاتو يبتعد عنه النساء؛ لسبب أنه يمنع وصول الماء للجسد، وذلك للوضوء في الصلاة؛ لأن الأحبار المُستخدمة في التاتو عبارة عن أصباغ عازلة بسماكتها.