تتزاحم النساء على المشاغل ليلة العيد وحتى صباح العيد الأول، حيث يظللن ينتظرن وقتا طويلا من أجل «تحنية» أيديهن بنقوش مختلفة، تتنوع بحسب ذوق كل منهن، وفي حين تعتمد السيدات كبيرات السن على الطريقة التقليدية بلا نقوش، تختار الفتيات والشابات في العصر الحديث نقوش الحناء بمختلف أشكالها لتزيين اليدين في الأعياد والمناسبات الأخرى. وتبين المُحنية أم شريفة أن الطلب على الحناء يتزايد خلال الفترة التي تسبق العيد، إلا أن الازدحام يتضاعف «ليلة العيد»، فتبقى معظم السيدات في المشاغل إلى ما بعد صلاة الفجر بسبب كثرة النساء، ونحن دائما ننصح أن تكون الحناء قبل المناسبة بيوم حتى تأخذ لونها ويكون اللون أغمق، وأكثر زبائننا من الفتيات لأن النساء الكبيرات لا يفضلن النقوش بل يكتفين بوضع الحناء وسط اليد. وترى صاحبة أحد المشاغل (أم تركي) «أن الحناء من أنواع الزينة لليدين، وما زالت السيدات السعوديات يفضلنها و يعددنها من الأساسيات في المناسبات كالأعياد والأعراس وغيرها، وتختار معظم الفتيات المُحنيات من الجنسيات الهندية أوالباكستانية لأنهن معروفات بالمهارة والإتقان في استخدام الحناء، وإبراز النقوش بشكل جمالي، فضلا عن كونها جزءا من تراثهن في بلدانهن، الأمر الذي يؤدي إلى ازدحام المشاغل، لأن الطلب يكون عليهن كبيراً، وفي السابق كانت النساء والفتيات يكتفين بالطريقة التقليدية لوضع الحناء في اليدين ك» لطخة» واحدة في وسط اليد، أما في هذا الوقت فتغير توجه الفتيات وأصبحن يفضلن النقوش للحناء وبعض الفتيات يحضرن معهن بعض الرسوم، ويطلبن من المُحنية أن ترسم مثلها على أيديهن. وتوضح أم فهد وهي سيدة تحرص على تزيين يديها بالحناء في كل المناسبات أن الحناء كانت رفيقا دائما لأيدي السيدات، فكن يستعملنها بشكل مستمر، يحببن رائحتها، وتضيف» كان أهالينا في السابق يقولون لنا إن الحناء من ورق الجنة، وهذا سبب حب النساء لها وتمسكهن بها»، غير أن فتياتنا في الوقت الحالي بتن يلجأن إليها كنوع من الزينة للأيدي فقط، وتفضل غالبيتهن الحناء ك»نقش»، لأنهن يعتبرن الحناء التقليدية موضة قديمة، وعادة بالية خاصة بالمسنات.