بالعشرات وبالمئات وبالآلاف تنهال الريالات في حفلات الأعراس على (الطقاقات) وهذه عادة منتشرة في دول الخليج العربية، وبلاد عربية أخرى، وهي عادة سيئة يراد بها التعبير عن الفرح، بهذا الاسلوب المادي المبتذل، ومع أن (الطقاقات) يأخذن أجورهن مقدما من أصحاب (العرس) لكن شهيتهن تنفتح أكثر للريالات التي تنهال عليهن فيما يسمى (النقوط) حيث تتسابق النسوة في التباهي بتقديم المبلغ الأكبر، ليقال إن فلانة زوجة أو ابنة أو أم فلان قدمت (نقوطا) بكذا ريال. وتعتقد المسكينة أنها بهذه السمعة أنجزت مالم ينجزه غيرها من الفخار. إن هذه العادة التي يدفع الرجال ثمنها غاليا من جيوبهم.. جديرة بأن تختفي من خارطة حفلات الزواج. وبصرف النظر عمن يتحمل الدفع في النهاية المرأة أو الرجل، فإن الاعتراض ينصب أساسا على هذا الأسلوب الفج للتعبير عن الفرح. ولو أن هذه النقود تذهب الى العروسين مثلا أو الى أي عمل خيري، لما حق لاحدى النسوة اللاتي يبذلن هذه المبالغ باسم (النقوط) أليس الأفضل لهن أن يتبرعن بهذه المبالغ بما يعود عليهن بالأجر، وعلى غيرهن بالمساعدة والعون؟ هذه عادة يجمل التخلي عنها، لأنها تعبير ساذج وفج عن الفرح، ولأنها تبذير لا ينطوي على قيمة اجتماعية جديرة بالذكر، والتبذير أساسا مرفوض، ولأن هذه العادة أولا وأخيرا ليست من شروط الفرح ولا اسبابه، لأن الفرح لا يتم بهذه الطريقة المادية الممجوجة. وهل تكاليف الزواج لدينا بحاجة الى المزيد، حتى يضاف اليها (النقوط) والذي يتكبده في الغالب أقرباء العروسين والمقربون منهم؟