تنتشر في الأفراح عادة عدد من مظاهر التعبير عن البهجة والسعادة بهذه المناسبة ومن ضمن هذه المظاهر ما يعرف ب (النقوط)، وهو مبلغ من المال ينثر فوق رأس أحد الحضور من قبل الأم أو الخالة أو العمة أو الجدة. تعبيرا عن مكانة هذا الشخص فكلما ارتفعت هذه المكانة زاد المبلغ الذي فقد يصل للآلاف كما أن بعض الفرق الغنائية الشعبية عادة ما تشترط مبلغ معين من (النقوط) للمشاركة في حفل الزواج. (عناوين) رصدت الظاهرة حيث علمت أن بعض الفرق التي تشارك في حفلات الزواج تطالب بمبلغ من ال (النقوط) فإن لم يصل المبلغ المتفق عليه فعلى أهل العريس إتمام ما تبقى من المبلغ المتفق عليه . أم عبد العزيز قالت ل (عناوين) "إن عادة (النقوط) معروفة لدينا منذ زمن طويل وتوارثتها الأجيال ، مشيرة إلى أن الهدف منها إضفاء جو من البهجة خلال حفل الزفاف ". وتوضح " أنه عند دخول العريس إلى القاعة برفقة مجموعة من الرجال الذين يزفونه إلى عروسه وتعبيرا عن الفرحة لهذا الموقف تعمد النساء إلى نثر مبلغ من المال على رؤوس الرجال – أبنائها – على سبيل المثال . وعن قيمة المبلغ الخاص ب( النقوط) ذكرت أم عبد العزيز إن المبلغ يزيد ويقل بحسب مكانة الشخص المراد التغني به وامتداحه فهناك أمهات ينثرن الآلاف على رأس ابنهن الوحيد والبعض يوزع المبلغ بين الحاضرين في القاعة . منوهة إلى أن المبلغ يؤول في نهاية الأمر لصالح الفرقة الغنائية الشعبية التي تجني كثيرا من (النقوط). من جانبها أكدت أم فهد رفضها لهذه العادة على اعتبار أنها من بقايا الجاهلية ورمز للتفاخر والتباهي، إلا أنها كشفت في الوقت ذاته أنها تضطر في بعض حفلات الزواج إلى فعل هذه العادة خاصة عندما تحرج من قبل أقربائها الذين يحرصون على (النقوط) لأبنائهم مما يدفعها لذلك للتخلص من موقف الإحراج من جانب وتهمة البخل من جانب آخر وأكدت أم فهد أن المبلغ الخاص ب (النقوط) بدأ يقل تدريجيا في السنوات الأخيرة لارتفاع تكاليف الإعداد لحفل الزواج. وويرى الشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء أن عادة (النقوط) من الأمور التي تشجع على التجاوزات والإسراف والتبذير الذي لا يرضاه الله عزوجل. و قد نهي عنه في كثير من المواضع في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وأن الله تعالي مدح من عباده الذين ينفقون باعتدال وتوسط وأضاف الشيخ المنيع : أن هذه العادة ترمز للتفاخر والتباهي والتمدح الذي نهي عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال ( إذا رأيتم المداحين فأحثوا في وجوههم التراب).