عزيزي رئيس التحرير يحاول البعض ان يقلل من شأن المرأة المسلمة في وسائل الإعلام الغربية وغيرها.. وهنا ثمة رد موجز على هؤلاء. كانت المرأة في العصر الجاهلي منبوذة ومكروهة عند الجميع حيث كانت تدفن حية وهو ما يسمى "وأد البنات" قال الله تعالى في كتابه العزيز "واذاالموءودة سئلت بأي ذنب قتلت" وظلت على هذا الحال حتى جاء دين الإسلام الحنيف وأرسل الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات الى النور ورفع هذا النبي الكريم من شأن المرأة واختفت ظاهرة وأد البنات ومنحها كامل حقوقها وأصبحت تمارس حياتها بشكل عادي على نقيض ما كانت عليه في العصر الجاهلي من ذل وهوان والحديث عن المرأة يتفرع الى عدة فروع فهناك المرأة الأم التي كرمها الله بأن جعل الجنة تحت أقدامها فهي الأم الرؤوم التي تعطف على أطفالها وتسهر على راحتهم وتكابد الحمل وتعاني أشد معاناة من أوجاع الوضع وما يلحقه من متاعب وصعوبات وبعد ذلك تدخل الى دنيا الأمومة ولقد ألزم شرعنا المرأة بطاعة زوجها وتنفيذ أوامره. ويحضرني بيت من الشعر للشاعر الكبير حافظ ابراهيم: الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق وهناك المرأة العاملة فنرى المعلمات في المدارس والجامعات في مختلف التخصصات، كما لعبت المرأة دورا في مجالات كثيرة ومتعددة مثل الطب وغيره وللمرأة نصيب كبير في عالم الفكر والثقافة والشعر وعلى سبيل المثال لا الحصر تماضر بنت الحارث المعروفة بالخنساء وسكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب حيث كانتا من الشاعرات الفاضلات في عصرهما وفي عصر النهضة ابدعت الأديبة هي زيادة في خوض معارك ومنافسات أدبية مع عمالقة الفكر والثقافة من معاصريها وتمتلىء المكتبات بكم من انتاجها الفكري ولا تغيب عن بالنا الكاتبة والصحفية روز اليوسف والدة الأديب والروائي احسان عبدالقدوس حيث كان لها دور ملموس في عالم الصحافة في القرن المنصرم وفي زمن الرسالة هناك نساء تولين شرف أمومة المؤمنين بأن كن زوجات لخير من طلعت عليه الشمس "الرسول صلى الله عليه وسلم" ومنهن أولى زوجاته السيدة خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر بن الخطاب وأخريات غيرهن كن قدوة حسنة لنساء المسلمين في كل مكان وزمان، وايضا أسماء بنت أبي بكر الصديق تلك التي كانت تذهب الى الغار الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختبيء فيه هو وصاحبه أبو بكر وتأتي لهما بالطعام والزاد وهناك المرأة المجاهدة ومنهن صاحبة عبارة "الشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها" قالتها لابنها عبدالله بن الزبير بن العوام أثناء قتاله مع عبدالملك بن مروان ولقد عاشت أسماء الملقبة بذات النطاقين مائة سنة ولم يسقط لها ضرس، وفي عهد المصطفى عليه الصلاة والسلام كان النسوة يشاركن في الحروب والغزوات، فيجلبن الماء للمقاتلين ويداوين الجرحى وفي عهد الدولة العباسية هناك زبيدة بنت أبي جعفر المنصور وزوجة هارون الرشيد سيدة البلاط العباسي التي كانت من أهل الخير حيث عبدت الطرق للحجاج وحفرت لهم الآبار والعيون وقامت بأعمال يشهد لها التاريخ كما كانت محبة للعمران والبناء. هؤلاء مثال للمرأة العربية عبرالعصور والتي يحاول البعض النيل منها. عدنان عبدالله المطيلق