اعلنت ارامكو السعودية انها اكملت اكثر من 50% من مشروعها للغاز في حرض (280كم جنوب غرب الظهران)، مستبقة الموعد المقرر بستة اسابيع، حسب الجدول الزمني الذي وضعته الشركة لتنفيذ هذا المشروع العملاق، الذي يعد واحدا من اهم مشروعاتها لتطوير برنامج اكتشاف وتطوير حقول الغاز غير المرافق في المملكة. وقالت مصادر في ارامكو السعودية ان معمل الغاز في حرض، المقرر تشغيله في عام 2003م سيزيد امدادات شبكة الغاز الرئيسة التي تنفذها الشركة بمقدار 1.5 بليون قدم قياسية مكعبة من غاز البيع في اليوم، ليقارب ما تنتجه الشركة من غاز البيع 7 بلايين قدم مكعبة يوميا. وقد صمم هذا المعمل لمعالجة 1.6 بليون قدم قياسية مكعبة في اليوم من خام الغاز غير المرافق ليصل اجمالي ما ستعالجه شبكة الغاز الرئيسة الى حوالي 9 بلايين قدم قياسية مكعبة في اليوم، بينما سيقوم المشروع باستخلاص 145 الف برميل في اليوم من المكثفات عالية الجودة، التي ستنقل الى معمل بقيق لمعالجتها بواسطة خط انابيب طوله 230 كيلو مترا، ومن ثم الى مصفاة رأس تنورة لتجزئتها الى منتجاتها النهائية وذلك لتغطية طلبات السوق المحلية. واوضحت مصادر ارامكو السعودية ان الغاز الذي سيغذي معمل حرض سيتم انتاجه من عدة حقول غاز غير مرافق للزيت اكتشفتها الشركة خلال السنوات الاخيرة من خلال برنامج طموح للتنقيب عن الغاز، من اهمها حقول كل من حرض والغزال والوضيحي ووقر وجفين والتينات وغيرها من الحقول الصغيرة المجاورة. ويتكون برنامج الغاز في حرض، الذي سيلبي انتاجه احتياجات الاستهلاك المحلي المتزايدة، من معمل ضخم للغاز وشبكات انابيب لتجميع الغاز من الآبار في مناطق الحقول، وشبكة خطوط انابيب رئيسة لنقل الغاز والمكثفات، ومجمع سكني يستوعب 1000 موظف مزود بمهبط للطائرات، وخطوط علوية مزدوجة لنقل الطاقة الكهربائية تبلغ طاقتها 230 الف فولت، كما تم بناء معمل في مصفاة رأس تنورة لتحويل المكثفات المرافقة للغاز الى منتجات نهائية لتلبية احتياجات السوق المحلية. وعلى صعيد آخر، اوضحت مصادر الشركة ان المشروع حقق تقدما كبيرا في مجال سعودة الوظائف حيث بلغت نسبة السعوديين في ادارة مشروع حرض للغاز 90 في المائة. كما اعد مقاولو المشروع، بناء على طلب من الشركة، برامج للتوظيف والتدريب لزيادة عدد الموظفين السعوديين العاملين في هذه المشروعات، بعد رفع مستوى مهاراتهم التقنية. وكانت ارامكو السعودية قد اعتبرت الانجاز المبكر لمعمل الغاز العملاق في الحوية في العام 2001م نقلة نوعية في شبكة الغاز الرئيسة في البلاد، حيث اضاف هذا المشروع الى الشبكة 1.5 بليون قدم قياسية مكعبة، وبذلك عزز مشروع الحوية امدادات الغاز بنسبة تتجاوز 30 في المائة من حجمها سابقا. وباضافة هذين المشروعين في كل من الحوية وحرض تكون ارامكو السعودية قد قطعت شوطا مهما في تأمين امدادات الغاز للسوق المحلية المتنامية، في الوقت الذي باتت صناعة الغاز المتمثلة بانتاجه ومعالجته وتسويق الغاز ومشتقاته، والتي بدأت ارامكو السعودية بتنفيذها في عقد السبعينات الميلادية حين قررت الاستفادة من الغاز المرافق لانتاج الزيت، تشكل ما يزيد على 15% من اجمالي الناتج المحلي. وتساهم هذه الصناعة في توفير فرص التوظيف وتعظيم القيمة المضافة للاقتصاد المحلي من جهة، وزيادة الصادرات من جهة اخرى. وبينما تتصدر المملكة في انتاجها للغاز الطبيعي المركز الاول على مستوى الشرق الاوسط، وتندرج ضمن الدول الخمس الاولى المنتجة للغاز الطبيعي عالميا، فانها تحتل المركز الرابع في الاحتياطي العالمي من هذه المادة، اذ يقدر احتياطي المملكة من الغاز ب 244 تريليون قدم قياسية مكعبة، معظمه من الغاز المرافق، وقد اضاف برنامج التنقيب الذي عملت ارامكو السعودية على رفع وتيرة فعالياته الكثير الى احتياطيات المملكة من الغاز غير المرافق، ففي السنوات الخمس السابقة لعام 2001م، اضيف ما يقرب من 30 تريليون قدم قياسية مكعبة من الغاز غير المرافق الى احتياطيات المملكة، مما مكن الشركة من تنفيذ مشروعي الحوية وحرض. وتعد مدينتا الجبيلوينبع الصناعيتان من ابرز شواهد نجاح خطط استغلال الغاز ومشتقاته، في الوقت الذي نجحت فيه هذه الخطط في اقامة اسس التنمية الصناعية المعتمدة على انتاج الغاز. وتنظر ارامكو السعودية الى شبكتها الرئيسة للغاز بانها تحقق مجموعة من الفوائد الاقتصادية والتنموية الاخرى مثل انشاء منافع مساندة عالية الكفاءة وصناعات بتروكيماوية منافسة وتوظيف الايدي العاملة عالية المهارة من المواطنين السعوديين، فضلا عن الفوائد البيئية المكتسبة من انتاج وقود نظيف. وشهدت خطط انتاج الغاز التي اعتمدتها الشركة تطورا متسارعا للوفاء بمتطلبات النمو ففي الاعوام الثلاثة الاخيرة وحدها، ازداد الانتاج بكمية تزيد على مليوني قدم قياسية مكعبة في اليوم لتلبية الطلب المتزايد للصناعة والمنافع وامداد مدينة الرياض بالغاز، وتشير مصادر ارامكو السعودية الى انه من المستهدف ان تستمر زيادة انتاج الغاز ومشتقاته لتلبية الطلب المحلي حسبماورد في استراتيجية المملكة للغاز. ومن ناحية اخرى تتعهد ارامكو السعودية بتوفير امدادات الغاز ومشتقاته لعملائها في جميع انحاء المملكة وتواصل توسعة شبكاتها الخاصة بالتوزيع بالمملكة، حيث امتدت مبيعات الغاز في عام 2001م الى الرياض لتزويد محطات الطاقة الكهربائية بالوقود، كما تم ولأول مرة امداد احدى المدن الصناعية بمنطقة الرياض بالغاز للمصانع الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع القطاع الخاص، ويجري العمل حاليا لمد الغاز الى منطقة ينبع على ساحل البحر الاحمر ومن المتوقع الانتهاء من ذلك بنهاية العام القادم. يذكر ان نسبة 40 بالمائة من انتاج الغاز تلبي الاستهلاك المحلي في توليد الطاقة الكهربائية، بينما يوجه ما نسبته 25 بالمائة من انتاج الغاز لصناعة البتروكيماويات، وتستهلك النسبة المتبقية في الاستخدامات الاخرى المتعلقة بتحلية المياه واعمال الزيت والغاز وانتاج الصلب والاسمنت وغيرها من الصناعات الصغيرة، وتستوعب صناعة الغاز، التي تشغل ارامكو السعودية شبكتها الرئيسة العملاقة ما يقارب 35 الف موظف، يعملون مباشرة في صناعات الغاز واعمال التسويق والتجزئة، ويصل مجموع الوظائف المباشرة وغير المباشرة في هذه الصناعة الى حوالي 150 الف وظيفة، بما فيها جميع الوظائف المساندة.