نساء العرب كن يغنين دون جعل الغناء فنا مرتزقا لان العرب كانوا يخصون نساءهم بالمقام الافضل في الاحتفالات خصوصا العذارى منهن واللاتي كن يقدمن نوعا من الرقص في الجاهلية حيث كان العرب في الجاهلية كسائر الشعوب الفطرية يصلون لآلهتهم بطرق مختلفة منها الرقص لكي تنصرهم على اعدائهم فانقلب هذا الغناء الى غناء حربي كنوع من استعراض القوة والرجولة لاثارة الحماسة في نفوس الرجال هذا ما كان يفعله الرجال قديما ولكن في أيامنا الحالية نجد ان فن العرضة والمعروف في السعودية ماهو الا فن استعراضي للقوة والرجولة والعزة والكبرياء لدى الرجال الذين يؤدونه فنجدهم رافعين سيوفهم وكأنها تعانق السماء وهاماتهم مرفوعة كقمم الجبال في استعراض حقيقي لقوتهم التي ستخيف عدوهم حتما. وفي الجاهلية حينما كان العرب يخرجون للحرب اخرجوا معهم آلهتهم في قباب ترافقها الموسيقى آلة الموسيقى على ظهور الجمال وكانوا يخرجون نساءهم معهم لبث الحماسة في نفوسهم ليكونوا تحت أمر واحد وهو اذا ماخسروا العرب فان نساءهم سيسلبن لذا لابد من النصر. وفي قصة معركة التغلبيين يوم دخل "الفند الزماني" البطل المشهور والى جانبه ابنتاه واحتدت المعركة وتردد النصر تقدمتا ومشتا بين الصفوف تنشدان: وغى وغى وغى وغى حر الحرار والتظى وملئت منه الربى المحلقون بالضحى ثم لحقت بهما "كرمة بنت ضلع" أم مالك بن زيد فارس بكر تغني: نحن بنات طارق نمشي على النمارق والدر في البارق المسك في المفارق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق عرس والمولى طالق والعار منه لاحق وهذه الابيات غنتها "هند بنت عتبة" أم معاوية بن ابي سفيان ومن ورائها خرجت نساء قريش تحمل الدفوف وينوح على قتلى بدر وهند تغني: نحن بنات طارق نمشي على النمارق وتغني النساء من ورائها: ويها بني عبدالدار ويها حماة الدار حرب بكل تبار فكان الغناء عند النساء نوعا من استثارة الهمم لدى الرجال محركات بذلك العاطفة الدينية والقبلية عند الرجل كقول بنت "حكيم بن عمرو" تستحث قومها: فان لم تنالوا ينلكم بسيوفكم فكونوا نساء في الملاء المخلق فنجد المرأة الجاهلية عرفت الغناء في كل انواعه وقدمته في مختلف المناسبات كالحرب والافراح والاعراس وان كانت الجواري أكثر النساء غناء وقد عرف عن المرأة الجاهلية معرفتها بالمعازف فلقد عرفن الطبول والدفوف والمزاهر والطبر... الخ مثلما عرفنا العود والذي كان يسمى "كرانا" والعوّادة "كرنيه" وبهذا يقول "لبيد العامري" في معلقته: بصبوح صافية وعزف كرنيه بموتر تأتي له إيهامها والكرنيه هنا هي العوادة والموتر هو العود والأوتار، اليوم تحدثنا عن الموسيقى والغناء في الجاهلية وفي المرات القادمة سنتوقف معا عند الطرب والموسيقى في عصور ما بعد الجاهلية.