حذر رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد الولاياتالمتحدة من مخاطر التورط ومن حرب طويلة اذا ما قررت شن عملية عسكرية ضد العراق لاسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. واعتبر اجاويد في مقابلة متلفزة نشرت نصها وكالة انباء الاناضول انه فيما يختص بالعراق فان عملية عسكرية قد لا تعطي نتائج ايجابية بسرعة . ولاحظ رئيس الوزراء التركي انه لا يمكن مقارنة المستوى العسكري والتقني والاقتصادي في العراق بالدول الاخرى التي خاضت ضدها الولاياتالمتحدة عمليات عسكرية مثل فيتناموافغانستان. ورأى انه قد لا يكون ربما من السهل اتمام الامر بسهولة . وقد دعا رئيس الوزراء التركي الاسبوع الماضي الولاياتالمتحدة الى الالتزام بحوار معمق مع بلاده في حال قررت شن عملية عسكرية ضد العراق المجاور. واشار الى ان العراق جارنا ولدينا علاقات جيدة معه. لقد طلبنا (من الامريكيين) التحلي باقصى درجات الحيطة كي نتحمل اقل ضرر ممكن . يذكر ان مساعد وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز قام بزيارة دامت يومين لتركيا سعيا لتأمين دعم المسؤولين الاتراك المترددين لفكرة شن عملية عسكرية ضد العراق. وتتحفظ تركيا بشأن شن عملية عسكرية ضد العراق خشية انعكاسات مثل هذه العملية على اقتصادها الذي يمر اصلا بازمة وزعزعة استقرار المنطقة او اقامة دولة كردية في شمال العراق على الحدود التركية والتي قد تحيي التطلعات الانفصالية لدى اكرادها بالذات. وقال اجاويد ان دولة كردية قامت بالفعل شمالي العراق .. من غير المطروح بالنسبة لتركيا ان تسمح لها بالتوسع حيث تخشى تركيا تنشيط الحركات الانفصالية الكردية جنوب شرق تركيا. وتقول انقرة ان خسائرها الناجمة عن الحصار المتعدد الاشكال المفروض على العراق منذ حرب الخليج في 1991 تبلغ حوالي 40 مليار دولار. كما حذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي، السناتور جوزيف بيدن، أمس الاحد ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش من اي تدخل وقائي في العراق يتم اقراره من دون خطة مسبقة تتضمن مرحلة ما بعد صدام حسين. وقال بيدن ردا على سؤال لشبكة فوكس نيوز التلفزيونية: اني ادعم هدف اقصائه عن السلطة. انه يشكل اليوم مشكلة واذا كان سيبقى هنا بعد سنوات، فان ذلك يعني اننا لم نقم بعملنا بشكل جيد . الا انه اضاف على الفور انه من المهم قبل كل شيء الرد على الاسئلة التالية ما طبيعة وحيوية التهديد؟ ما نتائج عدم التحرك؟ وماذا سيجري في اليوم التالي لاسقاط صدام حسين؟ . واضاف انها اسئلة مهمة جدا جدا. اذا لم نتساءل عما سنفعله لاحقا، فيجب في مثل هذه الحال ان لا نذهب، لاننا لا نتحدث هنا عن افغانستان، اننا نتحدث عن بلد بالغ التعقيد . وأوضح بيدن ان بوش يملك السلطة الدستورية لشن عملية عسكرية ضد العراق اذا توافرت لديه الاسباب للاعتقاد باننا مهددون بهجوم وشيك . الا انه لاحظ ان ما من احد طرح حتى الان مثل هذه الحجة . إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ رأى انها ستكون المرة الاولى في تاريخ الولاياتالمتحدة التي نجتاح فيها دولة اخرى بطريقة وقائية لاسقاط نظام، وهي طريقة مبررة برأيي، ولكنها ستكون الاولى . واعتبر السناتور بيدن انه في حال اثبتت ادارة الرئيس بوش ان العراق مرتبط بالعمليات الارهابية لتنظيم القاعدة، فلن تحتاج الى موافقة مسبقة من الكونغرس للتحرك. يشار الى ان لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ تتهيأ لعقد جلسات استماع في الكونغرس حول عملية عسكرية امريكية محتملة في العراق، الا انه لن يدعى اي من اعضاء ادارة بوش للادلاء بشهادته. وسيتم الاستماع فقط الى شهادات خبراء وعسكريين سابقين وشخصيات سياسية. من جهة أخرى، تبادل العراق وايران امس الاحد رفات 1736 جنديا توفوا في معسكرات الاسر الايرانية والعراقية. وسلم الجانب العراقي الجانب الايراني رفات 570 جنديا ايرانيا توفوا داخل معسكرات الاسر العراقية فيما سلم الجانب الايراني الجانب العراقي رفات 1166 جنديا عراقيا توفوا داخل معسكرات الاسر الايرانية . وقالت وكالة الصحافة الفرنسية أن عملية التبادل جرت في منطقة المنذرية الحدودية (حوالي 180 كلم شمال شرق بغداد). ولم يوقع البلدان اي معاهدة سلام بعد انتهاء النزاع بينهما (1980-1988).