هذه الفوضى "التشجيعية" في رواية اهالي سيهات.. أعرفها.. رواية الموت البطئ لناديهم فهم يعشقون الفوضى، ويعشقون أكثر الاختلاف حتى في أوج الاتفاق، انهم على اقل تقدير متأثرون بالأفلام الهندية التي يكتشف الطفل في نهاية المطاف انه "ابو امه". @@ ثمة تناقض.. وأشياء مبعثرة.. كما هي ادغال افريقيا يستخدمها بعض الجمهور الخلجاوي تجاه ناديهم، انهم يرقصون فرحا والجمر تحمله الوجوه المتعبة من مسؤولي ناديهم دون ان يحاولوا اطفاء ذلك الجمر، بل انهم يسكبون الزيت على النار. @@ ثمة كلمات قاسية تجدونها في هذه السطور لانني أعرف مدينة سيهات جيدا كما لو انها أمي التي عشت في بطنها تسعة اشهر، فالبعض من هذه الجماهير يكره النجاح لأبناء جلدته.. لا لشيء.. وانما لشيء واحد فقط هو ان يبقى الصوت مرتفعا.. مرتفعا جدا. @@ يحبون دائما ان تكون الغيوم أكواما في سماء ناديهم، يسرقون الفرح، وينالون من النجاح، تماما كما يتناول الفارس فريسته، هكذا هم.. وهذا هو شعارهم. @@ رواية الفوضى يكتبونها كل يوم وبطريقة مختلفة، فعندما كان نصر هلال مديرا للمنتخبات في اتحاد اليد، أو عندما كان قبل ذلك اداريا في يد الخليج نهشوا لحمه وقالوا عنه.. محارب للاعبين، ومبعد للنجوم، ومحابي لاصدقائه من اللاعبين، وعندما غادر ساحة المنتخب انبروا للدفاع عنه، لا لشيء، وانما لان ابن جلدتهم عادل العجمي اصبح اداريا للمنتخب، ولو كان غير العجمي تولى هذا المنصب لكان بردا وسلاما على قلوبهم!! @@ في احد فصول الرواية لبعض مشجعي الخليج يجب ان يسقط الأبطال، ويفشل الناجحون حتى ينخفض الصوت المرتفع، وحتى تهدأ العاصفة، وفي فصل آخر يجب ان يختفي القمر من كبد السماء ليلا، وتتوارى الشمس عن الظهور في النهار حتى تخمد أفواه الانتقاد. @@ كانوا يطالبون بسلمان المطرود، وعندما جاء هاجموه، وكانوا يطالبون بعبدالله السيهاتي، وعندما رحل طالبوه بالعودة.. ألم اقل لكم ان ثمة تناقضات في الرواية السيهاتية. @@ قيمة الكلمة عندهم هي الاختلاف لمجرد الاختلاف، وقيمة الواقع لدى البعض منهم هي الخيال، وقيمة الخيال هي "الوهم" @@ يتعاملون مع ناديهم وكأنه الهلال أو الاتحاد، والغريب ان جيوبهم لم تعرف خزينة النادي ولو مرة واحدة في العمر. @@ بهذه اللغة الجارحة يتعاملون مع من يخدم ناديهم، حتى لا تكاد تفارق افواههم كلمة المفروض والواجب، وهم أبعد ما يكونون عن قاموس المفروض والواجب. @@ انهم دائما يميلون إلى الصخب، ودائما ما تقرع طبولهم للانتقاد، انهم مستعدون لكل شيء إلا ان يبنوا اكواخا من الاستقرار داخل اسوار ناديهم. @@ هم لا يفرقون بين الولادة في الفحم الحجري، وبين الولادة على سطح النجاح والنجوم، الأمر عند بعضهم "سيان" تماما كمن لا يفرق بين الكلام في المستنقعات، والكلام في واحة من الزهور.. أقول البعض وليس الكل. @ إننا ندرك ثمن الكلمة وان وراء الواقع واقع اخر، ولكن ماذا نقول لمن يريد الخيال ان يكون واقعا.