هذه الفوضى "التشجيعية" في رواية اهالي الخليج .. أعرفها.. رواية الموت البطئ لكرتهم فهم يعشقون الفوضى، ويعشقون أكثر الاختلاف حتى في أوج الاتفاق، انهم على اقل تقدير متأثرون بالأفلام الهندية التي يكتشف الطفل في نهاية المطاف انه "ابو امه". ثمة تناقض.. وأشياء مبعثرة.. كما هي ادغال افريقيا يستخدمها بعض الخارجين عن النص في دورات الخليج تجاه منطقتهم ، انهم يرقصون فرحا, كلما هبت هتافات هنا وهناك تعيد لنا التعصب لتوافه لا يمكن تذكر .. كخسارة عابرة هنا وهناك أو خروج بسيط عن العقلانية من بعض الجماهير .. ليتحول الأمر إلى كرامة وعزة ومصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان .. وللأسف الشديد فان النخبة من أبناء المجتمع الخليجي وخصوصا حملة القلم يقعون في الفخ بمعلومات مضللة تصل لهم بقصد وبدون قصد .. بحسن نية تارة وسوء نية تارة أخرى ..وبدون شك هناك كتلة من الجمر تحملها الوجوه المتعبة من مسؤولي وصناع القرار في المشهد الرياضي الخليجي دون ان يحاولوا اطفاء ذلك الجمر، بل انهم في بعض الأحيان يسكبون الزيت على النار.. بداعي الإثارة تارة والحمية تارة أخرى ..!!
ثمة كلمات قاسية تجدونها في هذه السطور لانني أعرف بواطن الأمور جيدا.. وأعرف أكثر كيف تتحول الأمور التافهة في دورات الخليج إلى صراع إعلامي كبير يصم الاذان في الفضائيات ويعمي العيون في قراءة ما هو مكتوب عبر الورق .. والمتضرر الأول والأخير أبناء الخليج الذين تربطهم علاقة الدم والدين والنسب ..!! لا أعرف لماذا يصر البعض من أبناء الخليج على حمل دورة كروية لتعصب مقيت .. ياليته تعصب كروي .. فهذا الأمر لا يشكل أدنى خطر على اللحمة بين أبناء الخليج .. لكنه تعصب يدخل في أمور تجاوزتها المنطقة منذ سنوات ..!! ولا أعرف لماذا يكره البعض النجاح لأبناء جلدته..وهذه ظاهرة جديدة بدأت تنخر في جسد المنتخب الواحد أو الجسد الخليجي بصورة عامة .. وهذه السلبية لم تكن موجودة في السابق .. لكنها ظهرت لنا كالأفعى في الآونة الأخيرة .. نعم ليس لهذا الفعل مبرر .. إلا بقاء سلطة ونفوذ الصوت المرتفع الذي لا ينظر إلا لمصلحة نفسه .. ضاربا المصلحة العامة عرض الحائط ..!! يحبون دائما ان تكون الغيوم أكواما في سماء كرتهم الخليجية، يسرقون الفرح، وينالون من النجاح، هكذا هم.. وهذا هو شعارهم. . فقد نجحوا في تحويل الأنظار من المستطيل الأخضر إلى الفضاء .. من نجوم الملاعب إلى نجوم القلم .. من نجوم المدرجات إلى نجوم الكوميديا ..!! رواية الفوضى يكتبونها كل يوم وبطريقة مختلفة .. يتفننون في قتل هذه الظاهرة الفريدة .. ويمعنون في الغث ويقدمون جرعة السم .. بوجوه مبتسمة .. هم أولئك الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ..!! في احد فصول الرواية لبعض أهل الخليج .. يجب ان يسقط الأبطال، ويفشل الناجحون حتى ينخفض الصوت المرتفع، وحتى تهدأ العاصفة، وفي فصل آخر يجب أن يختفي القمر من كبد السماء ليلا، وتتوارى الشمس عن الظهور في النهار حتى تخمد أفواه الانتقاد. .!! قيمة الكلمة عندهم هي الاختلاف لمجرد الاختلاف، وقيمة الواقع لدى البعض منهم هي الخيال، وقيمة الخيال هي "الوهم" انهم دائما يميلون إلى الصخب، ودائما ما تقرع طبولهم للانتقاد، انهم مستعدون لكل شيء إلا ان يبنوا اكواخا من الاستقرار داخل اسوار منطقتهم ..!!. هم لا يفرقون بين الولادة في الفحم الحجري، وبين الولادة على سطح النجاح والنجوم، الأمر عند بعضهم "سيان" تماما كمن لا يفرق بين الكلام في المستنقعات، والكلام في واحة من الزهور.. أقول البعض وليس الكل. إننا ندرك ثمن الكلمة وان وراء الواقع واقعا اخر، ولكن ماذا نقول لمن يريد الخيال ان يكون واقعا.