وصف وزير الاعلام السوداني الناطق الرسمي باسم الحكومة مهدي ابراهيم الاتفاق الذي توصلت اليه حكومته يوم أمس الاول مع الجيش الشعبي لتحرير السودان بأنه حدث تاريخي كبير سينقل البلاد الى مرحلة السلام الدائم والشامل لينعم المواطن بخيرات بلاده المتزايدة في ظل تدفق النفط، وتسارع وتيرة الاستثمارات.ولم يخف مهدي ابراهيم في اتصال هاتفي اجرته معه (اليوم) أمس الاحد الدور الذي اضطلعت به الولاياتالمتحدةالامريكية وهي ترعى مسار المفاوضات منذ انطلاقتها قبل خمسة أسابيع ببلدة مكاكوس الكينية، مبينا ان ذلك يأتي في اطار أجواء التفاهم الطيبة بين الخرطوم وواشنطن، مثمنا مواقف كل الاشقاء والاصدقاء الذين يبذلون الجهود المقدرة في سبيل انهاء النزاع بالسودان. وأشار الى ان هذا الاتفاق ينتظر ان يتوج عندما تبدأ جولة اخرى من المفاوضات في 12 اغسطس المقبل 2002م لمناقشة كيفية استيعاب افراد الحركة في الحكم ووقف اطلاق النار بين الجانبين، واكمال الترتيبات الامنية وعلى رأسه بحث مستقبل العسكريين الذين قاتلوا الجيش السوداني خلال الحقب الماضية، ومن ثم نشر ثقافة السلام لتضميد الجراح والاقبال بتضامن نحو المستقبل الواعد. وحول ما يتردد حول تنازل الحكومة عن الثوابت والمبادىء قال مهدي: نحن لم نتنازل عن مبدأ مطلقا وانما كانت هناك مرونة لازمة لانجاح سير المفاوضات لاغلاق الملف الدامي من الاحتراب، كما اننا نؤمن بكفالة حقوق غير المسلمين، وحرية حق الاعتقاد فيما يتعلق بالدين، وستظل الشريعة الاسلامية أحد مصادر التشريع نظرا لتنوع الثقافات والديانات بالبلاد. وبدا متفائلا وهو يؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تحقيق السلام الكامل وتطبيع حياة الاستقرار المنشود بالبلاد. الى ذلك أكد المبعوث الامريكي الخاص بالسودان السناتور جون دانفورث في تصريح صحفي ان نجاح مفاوضات السلام التي رعتها بلاده بنيروبي سيحول السودان من منطقة نزاع الى مصدر رئيس للنفط.. وأعرب عن أمله في ان يتمكن المفاوضون من تعميم وقف اطلاق النار على بقية أنحاء السودان.