عرف عن (سلام) إنها فتاة نشيطة، فهي متفوقة في المدرسة وتساعد أمها في أعمال المنزل دائما، فعندما تفرغ من أداء واجباتها المدرسية تغسل الملابس وتنشرها في الحديقة، بعدها تذهب في نزهة صغيرة مع صديقاتها وطالما حذرتها أمها بان لا تتأخر إلى بعد مغيب الشمس وإلا ستعاقبها بحرمانها من النزهة، ولكنها كانت تسهو في بعض الأحيان، وهذا ما حدث اليوم، فبعد أن انتهت من نشر الغسيل كان لابد من أن تعود من نزهتها قبل الغروب لتجمع الملابس، لكن (سلام) هذه المرة خرجت من المنزل مسرورة جداً وذلك لحضور العرض البهلواني للدلافين والذي سيقام في حديقة الحيوان بالبلدة المجاورة، فالتقت بصديقتها (هالة) وانطلقتا مسرعتين لشراء التذاكر قبل نفادها، وقبل بدء العرض تجولت سلام ورفيقتها (هالة) في حديقة الحيوان، وانبهرت بما رأته فأول ما رأت كان الفيل الضخم بخرطومه الطويل وأذنيه المتدليتين، فصاحت : ما هذا انه ضخم جداً !! فقالت ( هالة ) ولكن انظري إلى أمه إنها اضخم !! فضحكتا وانطلقتا، وإذا بهما يسمعان صوتا قويا، قالت (هالة) لابد وانه زئير الأسد ، هيا بنا لنرى ماذا يفعل؟ وإذا بالأسد في القفص المجاور يأكل دجاجة ويبلعها مرة واحدة ! وهنا نبح كلب (سلام) خائفا من الأسد، فقررتا الذهاب لحيوان أليف، فذهبتا إلى ركن الزرافة فاندهشت (سلام) بما رأته فقد كان للزرافة رقبة طويلة جداً فتساءلت : وكيف تأكل الطعام من على الأرض ؟ لابد وان أحداً يطعمها بيده ؟ فأجابتها (هالة) : سأرمي لها قطعة من العشب لأرى كيف تلتقطها من على الأرض، ففعلت، فما كان من الزرافة إلا أن انحنت برقبتها الطويلة والتقطت العشب وأكلته، وبينما كانت الصديقتان تواصلان التنزه وإذا بتمساح كبير يضرب الماء بذيله في البحيرة القريبة ويفتح فمه، قالت (هالة) : لابد وانه جائع ! قالت (سلام) إذن هيا بنا كي لا يأكلنا ! وانطلقتا مسرعتين فلاحظت (سلام) تجمعا من الناس قرب قفص أحد الحيوانات، فقررت وصديقتها اكتشاف السبب فدخلتا متسللتين بين جموع الناس، وإذا بالقرد اللعوب يمرح مع إخوانه فكان يتسلق فروع الأشجار بخفة متناهية، ويقشر الموز ويأكله بذكاء، ويمسك بالعصا بحذر شديد ليلعب بها . بعد هذا انطلق صوت عال " الآن حان وقت التسلية والمرح مع عروض الدلافين البهلوانية " فانطلقت وصديقتها لحضور العرض، وانبهر الجميع فعلا بهذا العرض الشيق، فكانت الدلافين تلعب في مجموعات وكأنها متفقه على أداء حركة واحدة في نفس الوقت، وعندما يحين دور حلقة القفز الدائرية كانت الدلافين تقفز من خلالها بخفة ومهارة واحدة تلو الأخرى دون أن تلامس الحلقة، وكان هذا ما يسر الجميع بالطبع . وهكذا ومع تتابع هذه العروض المبهرة، مر الوقت بسرعة ولم تنتبه (سلام) إلى انه لم يبق على موعد غروب الشمس إلا القليل، فانطلقت تركض إلى المنزل لتجمع الغسيل وقد غربت الشمس .. استيقظت (سلام) من نومها فزعة تصرخ : لا .. لا .. لن توبخني أمي مرة أخرى !! ربوع عبدالله