قال الضَمِير المُتَكَلّم : في إحدى دول الشمال الأفريقي العربي تُروى حكاية فيها : أن الرئيس الفرنسي أراد زيارة ذلك البلد ، وكان برنامج الزيارة يتضمن جولة في حديقة الحيوان الكبيرة في العاصمة !! وهنا قَرّر رئيس تلك الدولة العربية أن يَتَفَقّد الحديقة للاطمئنان على أحوالها قبل وصول الرئيس الفرنسي ! الحديقة كانت تعاني من الإهمال والفساد الإداري ؛ حتى هلَكت بعض حيواناتها المهمة ، ومنها ( الزّرَافة ) ! وتخلصاً من هذا المأزق ( وكعادة بعض المسئولين العَرب في التّزوير ) طلب مسئولو الحديقة من أحد العاملين فيها - بعد إغرائه بالمكافآت - أن يلبس مُجَسّمَاً للزرافة حتى تَمُرّ زيارة زعيمهم على خَير !! جاء الزعيم تجوّل في الحديقة ، ثم وقف عند ( الزرافة ) ، وقال : هي ضعيفة ، وهَزيلة ؛ ثم زَمْجَر، وأَمرَ حُرّاسَه أن يُلْقُوا بها الآن فَريسة ل ( الأسَد ) ، وخلال يومين تُسْتَوْرَدُ أخرى !! تحرك الرئيس وموكبه، أما بعض حُراسه فقد فتحوا القفص ، وحملوا ( الزّرافة ) بسرعة ، وقَذفوا بها في قفَص الأَسَد ؛ ثمّ أسرعوا للّحاق برَكْب الزعيم !! كان الموظف ( الزّرَافَة ) ، مذعوراً يَصرخ ، وينادي ؛ والأسَد يقترب منه ، ازداد صياحه ، لكن لا أحد يسمعه أو يلتفت له !! وفجأة تَكلّم الأسَد ضاحكاً ، فقد كان أيضاً زميله من العاملين في الحديقة !! بعد هذه الحكاية ؛ هل هناك فِعْلاً بعض الرؤساء العرب ما زالوا يرتدون جلباب البراءة ؛ ولكنهم غارقون في ملذاتهم ، ومُغَيَبون تماماً من أعوانهم عن واقع شعوبهم وما يعانونه من فَقر وجوع ، وحِرمان واضطهاد؟! إذا كان هذا قد يحدث ماضياً ؛ فهل يعقل أو يُقبَل اليوم في ظل ثورة المعلومات والاتصالات ؟! ( لا أعتقد ) . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .