نيكولاس كريستوف في النيويورك تايمز تلكؤ او عدم اكتراث البوليس الفدرالي في ملاحقة وكشف مرتكب عمليات الهجوم بالانثراكس وتركه طليقا يظل يشكل تهديدا خطيرا للامن القومي الامريكي لان ذلك معناه السماح له بارتكاب جريمته مرة اخرى او الهروب الى خارج البلاد.فكل من تابع تحريات الشرطة الفدرالية في جريمة الانثراكس اصيب بالذعر والقلق من عدم الاكتراث والاهمال الذي يتعامل به مكتب التحقيقات الفدرالي مع هذه القضية. بعض العاملين في مجال الصناعات العسكرية البايولوجية يعتقدون انهم يعرفون شخصا موضع الاتهام( ذكروا اسمه). لكنني هنا سأطلق عليه (اسما وهميا) السيد زد (Z) رغم ان مكتب التحقيق الفدرالي سبق له ان اخضعه لاختبارات كشف الكذب. وفتش منزله مرتين كما حقق معه اربع مرات لكنه لم يذهب ابعد من ذلك فيضعه تحت المراقبة او يطلب من خبراء في الخطوط مقارنة خطه مع ما كتب على طرود الانثراكس. الاكثر اثارة للاستغراب ان الشرطة الفدرالية سمحت بتدمير مخزون الانثراكس في معمل جامعة ايوا وبذلك فقدت ما قد يكون ادلة جينية بالغة الاهمية ثم انتظرت حتى شهر ديسمبر لتفتح رسالة الانثراكس التي حصلت عليها سليمة. لم تقم الشرطة الفدرالية بالحصول على عينات انثراكس من مختلف المعامل للمقارنة حتى شهر مارس. ولم يكتمل فحص ما جمعته من عينات حتى اليوم. لم يقم مكتب التحقيقات الفدرالي باخضاع العلماء العاملين في معملي فورت ديتريك في ماريلاند ودوجواي بروفينج جراوند في يوتاه لاختبار الكذب حتى شهر مضى وقد كان المعملان محل اشتباه. تمر الشهور وما يزال مكتب التحقيقات الفدرالي يتصرف ببيروقراطية ويتحرك ببطء شديد رغم ان العاملين في مجال الصناعات العسكرية البايولوجية اعطوا اسم مستر زد كمتهم في شهر اكتوبر الماضي. مستر زد انكر قيامه باي فعل اجرامي واصدقاؤه يشعرون بالاسى بسبب الاتهامات الموجهة لرجل يعتبر من الوطنيين. لكن بعض اختبارت كشف الكذب التي اخضع لها اكدت وجود شيء من المراوغة والتملص هذا ما سمعته وقد يكون ذلك بسب تعكر مزاجه لحساسية الامر. لو كان مستر زد مواطنا عربيا لكان في السجن خلف القضبان منذ امد بعيد لكنه امريكي حقيقي تربطه علاقات وثيقة بوزارة الدفاع ووكالة المخابرات الوطنية والبرنامج الامريكي للصناعات العسكرية البايولوجية. ولما كان العديد من الخبراء يتهامسون من وراء المستر زد وعنه فان الوقت حان لكي تتحرك الشرطة الفدرالية اما ان تلاحقه بجدية كبيرة فتراجع ماضيه وتجمع الخيوط والادلة او تعمل على تبرئته وبالتي تنجلي سحابة الشك والاشتباه هذه. ايا كان الذي بعث برسائل الانثراكس لا يبدو انه كان يقصد قتل الناس. فالخطابات حذرت مستلميها بان يأخذوا اولا مضادات حيوية قبل فتحها. وتقديري هو ان الهدف كان إيجاد استعداد مسبق ضد اي هجمات باسلحة بايولوجية في المستقبل. وعلى هذا الاساس يكون من الانصاف توجيه بعض الاسئلة لمكتب التحقيقات الفدرالي ومنها : هل تعرفون كم عدد جوازات السفر والهويات التي يحملها مستر زد. وهل تراقبون سفرياته الخارجية؟ فقد وجدت له اسما مستعارا واحدا على الاقل. وانه ظل يسافر باستمرار الى الخارج في مهام تكلفه بها الحكومة الامريكية. وشمل ذلك السفر منطقة وسط اسيا. لماذا علق اخلاء طرفه امنيا على اعلى المستويات في شهر اغسطس الماضي.أي قبل شهر واحد من بدء هجمات الانثراكس؟ ولعل هذا الاجراء جعله يفش غيظه . ثم هل تتعاون وكالة الاستخبارات الوطنية ووكالات المخابرات العسكرية بشكل كامل مع اجراءات التحري؟ هل قمتم بتفتيش السكن المعزول الذي كان يتردد عليه في الخريف الماضي؟ مكتب التحقيقات الفدرالي لديه علم بهذا المبنى ويعرف ان مستر زد كان قد اعطى مضاد كيبرو الحيوي الذي يستخدم لمعالجة الانثراكس لمن قاموا بزيارة ذلك المنزل. هذا المنزل وغيره كثير مسجل قانونا باسم صديق لمستر زد ولكنها قد تكون منازل آمنة تديرها المخابرات الامريكية. هل قمتم بالتأكد مما اذا كان لمستر زد صلة بأوسع حالة لنشر الانثراكس بين الناس. والتي اصابت اكثر من عشرة آلاف شخص من المزارعين السود في زيمبابوي خلال الفترة من عام 1978 حتى 1980؟ هناك دليل يؤكد ان جيش البيض في روديسيا قام باستخدام الانثراكس ضمن حربهم ضد رجال العصابات السود( في حرب التحرير). وقد قال مستر زد ذات مرة.وانه شارك في اخطر فيالق جيش البيض المعروف باسم كشافة سيلوس. ثم هل اقدم اوغاد من الجيش الامريكي على تقديم دعم لجيش البيض في روديسيا في هجماتهم بالانثراكس والكوليرا ضد السود. هناك ايضا معلومات بان مستر زد سبق له ان شارك في قوات دفاع جنوب افريقيا( خلال حقبة الابارتيد) ضد الوطنيين الافارقة. دع كل هذا جانبا فمن يعرف ان وزار ة الدفاع (الامريكية) اختارت امريكيا سبق له ان عمل في جيوش نظامين عنصريين للبيض ثم يأتي ليعمل في برنامج الاسلحة البايولوجية ويتعامل مع بعض اشد الجراثيم فتكا وقتلا في العلم. ماذا بعد هذا؟ متى تنتقلون الى العمل الحقيقي؟