دافع المسؤولون بمكتب التحقيقات الاتحادي عن الأدلة العلمية التي ربطت بين عالم منتحر من الجيش الأمريكي وبين هجمات الجمرة الخبيثة عام 2001 لكنه أقر بحدوث أخطاء في بداية التحقيق . وشكل مكتب التحقيقات هيئة خبراء خارجيين في محاولة للقضاء على الشكوك التي دارت حول ما إذا كان الدكتور بروس إيفينز هو وحده المسؤول عن الهجمات التي أودت بحياة خمسة أشخاص وهزت بلدا كان مازال يشعر بألم هجمات 11 سبتمبر أيلول على نيويورك وواشنطن . وفي مؤتمرين صحفيين أولهما للدوريات العلمية والثاني لوسائل الإعلام عرض مكتب التحقيقات الاتحادي أمس الإثنين ما وصفه أحد المسؤولين بأنه " هيكل دليل قوي " بعد تحقيق دام ما يقرب من سبعة أعوام في أصل مادة الأنثراكس ( الجمرة الخبيثة ) التي أرسلت عبر نظام البريد الأمريكي وفيمن ربما كان وراء هذا . وأذاع مكتب التحقيقات هذا الشهر وثائق محكمة اتحادية توجز قضيته ضد إيفينز وهو باحث وخبير في الجمرة الخبيثة بمعهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي في ماريلاند . وانتحر إيفينز أواخر الشهر الماضي بينما كان الادعاء يستعد لتوجيه اتهامات إليه بالقتل لارتكابه الهجمات . وقال محاميه إنه بريء . وشكك عدد من العلماء البارزين في قضية مكتب التحقيقات الاتحادي ضد إيفينز والأدلة العلمية التي تدعمها . وقال الدكتور سي . جيه . بيترز عالم الفيروسات بالفرع الطبي لجامعة تكساس في جالفستون الذي عمل بمعهد الأبحاث الطبية للأمراض المعدية حتى عام " 1990 أريد أن أرى البيانات . أريد أن أرى الصلات العلمية التي توصلوا إليها ." وشكك البعض في الأدلة ضد إيفينز لأسباب منها أن مكتب التحقيقات ركز لسنوات على عالم آخر هو ستيفن هاتفيل . ولم توجه أي اتهامات إلى هاتفيل ووافقت الحكومة في يونيو حزيران على دفع 5.85 مليون دولار له لتسوية قضية . وتركزت معظم الأسئلة في المؤتمر الصحفي على بداية التحقيق في فبراير شباط عام 2002 عندما قدم إيفينز عينة من الجمرة الخبيثة من معمله لكنه لم يتبع البروتوكول المناسب . ودمر مكتب التحقيقات تلك العينة بعد ذلك . ورد وحيد مجدي مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي حين سئل هل كان ينبغي على مكتب التحقيقات أن يحتفظ بالعينة " من الواضح أننا كنا سنتصرف اليوم بطريقة مختلفة ...هل كنا مثاليين؟ بالطبع لا . ارتكبنا أخطاء . تلك هي الدروس المستفادة ." وعن العينة قال كريستيان هاسل مدير المعامل بمكتب التحقيقات " عندما نسترجع الأحداث فإننا نجد أنه كان من المفيد الاحتفاظ بها ." واكتشف مكتب التحقيقات بعد سنوات ومن خلال الاختبارات الوراثية أن العينة الأولى كانت سلالة فريدة من الجمرة الخبيثة كالسلالة التي استخدمت في الهجمات . وقال مسؤولو مكتب التحقيقات إن جزءا من العينة المبدئية التي قدمها إيفينز احتفظ بها أحد العلماء الخارجيين الذين استعان بهم المكتب . وقال مجدي إن مكتب التحقيقات استعان بإيفينز - وهو متخصص في علم الأحياء المجهرية كان يعمل على تطوير مصل للوقاية من الجمرة الخبيثة - للمساعدة في تحديد الإجراءات اللازمة لتوفير عينات الجمرة الخبيثة . وأضاف مجدي أنه يشك في أن يتمكن مكتب التحقيقات من إقناع كل المنتقدين الذين تساورهم شكوك بشأن القضية قائلا إن الأمر سيكون أشبه بنظريات المؤامرة التي لا تزال تتردد حول اغتيال الرئيس جون كنيدي عام . 1963