لم تعد بسطات الباعة المتجولين تنحصر على الأرصفة داخل شوارع المدن، بعد ان انتشرت هذه الظاهرة على الطرق السريعة التي تربط بين المدن، من خلال عمالة وافدة تقدم مختلف المنتجات، بدءاً بلعب الأطفال ومروراً بالسجاد والتحف واللوحات الفنية، وانتهاءً بالأواني المنزلية. وتنتشر البسطات في محطات الوقود على تلك الطرق، ولا يوجد واحدة من تلك البسطات تعود ملكيتها لمواطنين، فهي في النهاية لعمال وافدين، يستفيدون من دخلها كاملاً، وبلا أي مصروفات، عدا ثمن تلك البضائع. إلا ان بعض أصحاب المحطات بدءوا يلاحظون ما تدره البسطات من دخول جيدة، فاتجهوا إلى تشغيل عمال المحطة فيها، وقت فراغهم، مع منحهم نسبة من الأرباح، ولكن مثل هؤلاء الباعة لا يشكلون إلا نسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز 5 بالمائة من ممارسي هذا النشاط، البعيد عن رقابة البلديات. ورغم ان تلك البسطات تؤدي خدمة جيدة للمسافرين، إلا الباعة يستغلون حاجاتهم لبعض تلك البضائع فيرفعون أسعارها بشكل كبير وبدون مبرر، سوى الاستغلال، فهم غير مطالبين بدفع إيجارات أو فواتير وغيرها. وإذا كانت البسطات تؤدي خدمة للمسافرين، فأنها في المقابل تؤثر سلباً على المحلات التجارية التي تمارس نفس النشاط داخل المدن وعلى أطرافها، بعد ان أصبحت تلك البسطات منتشرة في المحطات التي تقع على أطراف المدن، مما يجعل الكثير من المستهلكين يتجهون إليها بدلاً من المحلات التجارية. ولا تقتصر سلبيتا البسطات على استغلال المستهلكين وضرب المحلات التجارية فحسب، بل يمتد إلى تقديم بعض المنتجات التي لا تحمل جودة عالية على أنها منتجات ذات جودة عالية، في ظل الغياب التام للرقابة، خاصة ان البعض منها امتد نشاطها ليشمل بيع بعض المواد الغذائية الخفيفة. وتشهد هذه البسطات إقبالاً كبيراً من المستهلكين، خاصة الأطفال منهم، الذين ينشدون نحو الألعاب المغرية، التي يتم عرضها أمام كل واحدة من تلك البسطات.