ضمن فعاليات مهرجان الشرقية للسياحة عقدت اللجنة المنظمة للنشاط الثقافي بمحافظة الأحساء ندوة في الغرفة التجارية الصناعية بالمبرز بعنوان (وقفات على آثار الأحساء وتاريخها) شارك فيها الدكتور عبد الرحيم بن الشيخ يوسف المبارك الأستاذ المساعد بجامعة الملك فيصل وباحث الآثار فهد بن علي الحسين المحاضر بجامعة الملك سعود بالرياض وأدارها الكاتب عبد اللطيف بن صالح الوحيمد الذي رحب فيها بالحضور وأماط اللثام عن الأهمية التاريخية والأثرية للأحساء وقال مع أنها من أهم المناطق الحضارية لم تحظ بدراسة موثقة لأي موقع من مواقعها الأثرية التي شهدت فترة انبثاق الدعوة الإسلامية سوى الدراسة التي قام بها الدكتور علي بن صالح المغنم مدير عام المتحف الوطني لمنطقة (جواثا) وأكد فيها بأنها كانت مدينة متكاملة وأسفرت الحفريات فيها عن معثورات تعود إلى عصور ما قبل الإسلام وأن موقع جواثا يمثل جزءاً من المنطقة المعروفة بالتكوينات الجيولوجية التي يتراوح عمرها من 17 إلى 70 ألف سنة قبل الميلاد وقد وثقت أعمال المسح والتنقيب في جواثا فترات للعصور الحجرية من 10 آلاف سنة قبل الميلاد وعثر فيها على معثورات تعود للفترة من القرن السابع والثامن قبل الميلاد والتي ترتبط بتاريخ هذه المنطقة بما يؤكد عراقتها الضاربة في عمق التاريخ وجوف الزمان. وأضاف الوحيمد لعل الدراسة الثانية من حيث الأهمية لآثار الأحساء التي أجراها فارس هذه الندوة الباحث فهد الحسين على الآثار الإسلامية بقرية البطالية وما حولها من القرى التي تقع جنوب غرب جواثا التي ذكرت في عهد الفتح الإسلامي بأنها مدينة هجر التي قامت على أنقاضها مدينة الأحساء القديمة وقد توصل الحسين في دراسته الموسعة المدعمة بالأدلة الأثرية والتاريخية والأدبية لإثبات صحة الرأي الذي افترضه العلامة الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله حين زار البطالية وذهب إليه بعض الأثريين والمؤرخين وهو الكشف عن موقع مدينة الأحساء التاريخية وتحقيق العلاقة المكانية والزمانية بين آثار قرية البطالية وبين هذه المدينة القديمة.بعد ذلك عرف بفارسي الندوة التي بدأها الدكتور عبد الرحيم المبارك المتخصص في تاريخ قبيلة أياد والمهتم بتاريخ شبه الجزيرة العربية بشكل عام وشرقها بشكل خاص علاوة على اهتمامه بالدراسات الأثرية وتحدث عن العمق التاريخي والحضاري للأحساء مؤكداً بأن حضارتها سبقت حضارة بلاد الرافدين وتعود للألف الخامس قبل الميلاد وعدد المبارك الحضارات التي توالت عليها والقبائل العربية التي سكنتها وأقدمها (تنوخ) ثم الأزد وإياد وبكر بن وائل وتميم وهي من أكبر القبائل في شبة الجزيرة العربية وعبد القيس وهي أول القبائل التي دخلت في الإسلام ويعود الفضل لها في اعتناق سكان هذه البلاد للدين الإسلامي في وقت مبكر وتطرق المحاضر للأحوال السياسية في الأحساء قبل الإسلام والحياة الدينية فيها وما شهدته من الديانات المختلفة كالوثنية واليهودية والنصرانية والمجوسية وانتهى به المطاف بالحديث عن الحياة الثقافية والفتوحات الإسلامية فيها. أما الفارس الثاني في هذه الندوة وهو فهد الحسين المتخصص في الآثار والباحث في التراث والتاريخ الثقافي فقد استهل ورقته بدلالات التسمية لهذه المنطقة وارتباطها بوفرة المياه في باطن الأرض وتدفقها منذ زمن موغل في القدم مما جعلها من أكبر الواحات الزراعية في الشرق الأوسط مؤكداً بأن اقدم العيون التي وثقت تاريخياً عين (قناص* وقد أرخت عام 430 قبل الميلاد وعثر فيها على عناصر فخارية قديمة ترجع لحضارة العبيد وبقية العيون هي واقع استيطان قديم وقال الحسين أن الأحساء قبل أن تكون واحة كانت غابات استوائية مثل الغابات الموجودة في الهند وهي أشبه ما تكون لها وكانت تتصف بنفس المناخ الاستوائي وحدثت التغيرات المناخية لها منذ ما يقارب 17 ألف سنة وعلى إثرها تكونت الصحراء فاختفت الغابات الاستوائية والبحيرات والأنهار وأشار المحاضر إلى أن الدراسات التي أجريت في هذه المنطقة لم تعثر إلا على مواد تدل على العصور الحجرية الحديثة في نواحي جواثا وجبل الأربع ومتوقع وجودها في داخل المدن ولكن لم تجر حتى الآن دراسات بحثية وتنقيبية في المدن وفي ختام محاضرته تحدث الحسين عن الآثار في العقير وجواثا وعن المساجد القديمة كمسجد الأميرة (هبة) والمسجد الجبري وصاحب ذلك عرض للصور الضوئية بواسطة جهاز البروجكتر.