منذ إنشائه عام 1404ه، يعمل متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي على صيانة وحماية المواقع الأثرية والتاريخية في محافظة الأحساء، إضافة إلى احتوائه على العديد من القطع الأثرية والتاريخية التي تدل على حقبة زمنية أو حضارة معينة في الواحة ذات التاريخ العريق. "الوطن" قامت بجولة داخل المتحف بصحبة الباحث ومسؤول الآثار خالد الفريدة الذي أوضح أن المتحف يضم نوعين من المقتنيات، الأولى أثرية وعددها "466" قطعة، والثانية تراثية وعددها "963" قطعة، موزعة في قاعات المتحف والصالة الرئيسة التي تتكون من عدة أجزاء تتضمن خزائن العرض الزجاجية واللوحات التوضيحية والخرائط التفصيلية حسب التسلسل الزمني والتاريخي للمنطقة. وأشار الفريدة إلى أن الجزء الأول من المعرض في المتحف يعرض تاريخ وآثار المنطقة منذ 12 مليون سنة وحركة القارات والأزمنة الجيولوجية وعمر الأرض ومقارنة آثار المنطقة بآثار المملكة بشكل عام. أما الجزء الثاني فيوضح العصر الحجري القديم والوسيط والحديث، ويعرض نماذج من أدوات ومواقع كل عصر، ومنها "عين قناص" في الأحساء التي تمثل آخر مراحل العصر الحجري الحديث، وما كشفت فيه من حظائر، وما يعاصرها كموقع "الدوسرية"، وما عثر فيه من نماذج لمساكن الأكواخ، مع عرض لتأثر المنطقة بالحضارات المجاورة في وادي الرافدين كحضارة "العبيد" التي تعود إلى حوالي 2500 إلى 3500 قبل الميلاد. ويوثق الجزء الثالث الحياة الفطرية في المنطقة ليبين أهم النباتات الصحراوية والحياة النباتية للأشجار المعمرة والحولية في الواحة، ويعرض كذلك الحيوانات البرية وتكيفها مع البيئة وأنواع المظاهر السطحية التي تعيش فيها مختلف الحيوانات والزواحف والطيور واستئناس الحيوان. أما الجزء الرابع فيبين مواقع الألف الثالث، وأوائل الألف الثاني قبل الميلاد، ومدن العصر البرونزي في شرق الجزيرة العربية، بينما يتناول الجزء الخامس الخطوط واللغات في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام ونماذج لأنواعها، وفي الجزء السادس من المعرض يشاهد الزائر الفترة "الساسانية" في الجزيرة العربية واتحاد القبائل العربية في الفترة ما بين عام 228م إلى عام 622م. ويركز الجزء السابع والثامن على الفترة الإسلامية والخلافة، كما يعرض دور قبيلة بني عبد القيس في الاقتناع بالإسلام والدخول فيه وتأسيسهم لأقدم مسجد "جواثا"، ويبين فترة الحكام المحليين للأحساء، وهم "العيونيون، والعصفوريون، والجبريون" ويستعرض تاريخ دولهم، ويعرض عددا من العملات الإسلامية المنوعة وعددا من المخطوطات وصورها. وذكر الفريدة أن المتحف الذي تبلغ مساحته "4000" متر، يستقبل قرابة "500" زائر شهريًا، و"6000" زائر سنويًا من مختلف القطاعات الحكومية والأهلية من مدارس ومعاهد.