بعد خمس محاولات سابقة منيت بالفشل اصبح الملياردير الامريكي ستيف فوسيت اول رجل على سطح الارض ينجح في القيام وحيدا برحلة حول العالم بواسطة منطاد دون توقف وفق ما اعلن مركز مراقبة مهمته في سانت لويس (ميسوري-وسط). واعلن مدير مراقبة المهمة جو ريتشي "لقد اجتاز خط الوصول" في اشارة الى تحليقه فوق الموقع الذي كان قد انطلق منه في19يونيو في استراليا. واكد فوسيت "اجل لقد اجتزت خط الوصول منذ بضع دقائق" واضاف متحدثا بالهاتف في مؤتمر صحفي في سانت لويس "كانت رحلتي طويلة وانا سعيد لوصولي". وتابع الملياردير الاميركي "انها لحظة رائعة بالنسبة لي. واشعر بسعادة غامرة الآن". واجتاز فوسيت 29 الفا و853 كلم منذ انطلاقه من مدينة نورثام في غرب استراليا. وكانت هذه سادس محاولة يقوم بها رجل الاعمال الاميركي للقيام برحلة عبر العالم منذ 1997. المنطاد ليتحقق بذلك بعد طول عناء الحلم الذي طالما راود هذا المغامر العنيد. واذا كان فوسيت (58 عاما) وهو من شيكاغو قد نجح في جمع ثروة ضخمة عن طريق عمله كمستشار مالي ووسيط في البورصة الا ان عشقه الاساسي تمثل دائما في تحدي الموت عبر مغامرات غالبا ما تكون باهظة التكاليف. ويمثل ما قام به فوسيت افضل تجسيد لشعار حركة الكشافة الامريكية "كن دائما على استعداد" لا سيما انه ارتقى سلم المسؤوليات في هذه الحركة ليصبح اليوم عضوا في المكتب الوطني التنفيذي لها. ويحق لهذا الرجل الذي لا يعرف ابدا لغة الياس ان يتباهى بتحقيق العديد من الارقام القياسية في البر والبحر والجو. ويعرف عنه انه لا يرفع ابدا راية الاستسلام طالما لم يبلغ هدفه. وخلال محاولاته السابقة للطواف حول العالم بالمنطاد، والتي تعد الاخيرة في سلسلة مغامراته المتنوعة، اضطر فوسيت في احدى المرات الى ان يسقط كقطعة حجر من ارتفاع تسعة الاف متر في مياه بحر كوراي الاسترالي اثر تمزق قماش المنطاد الذي كان يستخدمه. كما سبق ان تحطم منطاده في روسيا وفي العام الماضي انهى فوسيت رحلته بالمنطاد في احد المراعي البرازيلية.ويتضمن سجل مغامراته الحافل عبور بحر المانش سباحة في العام 1985 كما انه شارك في العام 1992 في سباق للكلاب التي تجر الزلاجات في الاسكا على مسافة اكثر من 1500 كيلومتر وفي عامي 1993 و1996 قاد فوسيت سيارة بورش للمشاركة في سباق مانس بفرنسا. ويعد فوسيت ايضا احد اسرع الملاحين في العالم بتحقيقه سبعة ارقام قياسية. وفي هذا الاطار نجح فوسيت في اكتوبر 2001 في عبور المحيط الاطلسي على متن مركب شراعي في اربعة ايام و17 ساعة ليحطم بفارق يومين الرقم القياسي السابق والذي لم يتمكن احد من تحطيمه خلال احد عشر عاما. وفي العام 2000، بعد ان اخفقت محاولات عدة للطواف حول العالم بالمنطاد، اتجه فوسيت الى المراكب الشراعية ساعيا لتحطيم الرقم القياسي لعبور الاطلسي وحيدا من الغرب الى الشرق غير انه اخفق بسبب الظروف الجوية السيئة ليعود مرة اخرى الى مغامراته بواسطة المنطاد. وفي التاسع عشر من يونيو الماضي، بدأ فوسيت محاولته السادسة للطواف حول العالم بالمنطاد وحيدا انطلاقا من مدينة نورثام (غرب استراليا) حيث صرح وقتها "ستكون مغامرة مهمة جدا وصعبة جدا".واضاف "عندما بدأت محاولاتي الاولى، اعتقدت انه يكفيني لكي انجح ان تكون لدي التجهيزات الجيدة وقلت لنفسي انني بذلك سابلغ هدفي" غير انه اضطر لتكرار تلك المحاولة خمس مرات الى ان كللت المحاولة السادسة والاخيرة بالنجاح. وكان قد واجه في منتصف الرحلة، حيث كان يحلق فوق امريكا اللاتينية بالقرب من المكان نفسه الذي سقط فيه العام الماضي، مشكلات لكي يحافظ على ارتفاع المنطاد وهو ما اثار المخاوف وقتها من امكان هبوطه قبل اكمال الرحلة. وردا على سؤال حول ولعه بالمغامرات وبتحقيق الارقام القياسية، اجاب فوسيت ذات مرة "ان الاشياء التي اقوم بها يرغب كثير من الناس بفعلها ولهذا فانني اكرس وقتي وجهدي لتحقيق انجاز مثير لا يقدم عليه الكثيرون كعبور المانش او قيادة سيارة سباق".