نجح المغامر النمساوي فليكس باومجارتنر أمس في القفز من حدود الغلاف الجوي للأرض، ليصبح أول إنسان يطير من حدود الغلاف الجوي باتجاه الأرض، وهو يرتدي بدلة مصممة لحمايته من الضغط خلال رحلة بلغت 39 كيلومترا ارتفاعا عن سطح الأرض، وسيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة إن كان نجح في كسر حاجز الصوت أم لا وذلك بعد تحليل دقيق لكل القياسات. ونجح فليكس بقفزة أمس في تحقيق 3 أرقام قياسية مرة واحدة، وهي الرقم القياسي لأعلى منطاد مأهول وأعلى سرعة سقوط وأعلى قفزة في العالم بالمظلة، بينما فشل في تحقيق أطول سقوط حر عندما فتح المظلة بعد 4 دقائق من بداية القفز. وبلغت سرعة فليكس أثناء السقوط الحر نحو 1140 كيلو مترا في الساعة. وكان فليكس "43 عاما" وضع في كبسولة أسفل منطاد هيليوم ضخم أوصله من مدينة روسويل بولاية نيو مكسيكو الأميركية إلى حدود الغلاف الجوي للأرض لتنفيذ قفزة حرة باتجاه الأرض. وجرى نقل القفزة مباشرة على موقع المهمة على الإنترنت من خلال 35 جهاز تصوير مثبتا على الأرض وفي الجو، من بينها كاميرات مثبتة على ثياب فليكس نفسه. وكان الرقم القياسي لأعلى ارتفاع للقفز بالمظلة مسجل منذ عام 1960، وقد حققه عقيد سابق في سلاح الجو الأميركي يدعى جو كيتسنجر - المشرف على مشروع القفزة الجديدة - إذ قفز من علو 31333 مترا من منطاد هيليوم أيضا. وكان فليكس أجّل محاولته عدة مرات بسبب سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة والرياح الشديدة التي ضربت منطقة روزويل. وكان الخطر الأكبر الذي يواجهه، هو إمكانية أن يفقد السيطرة فيدور حول نفسه، مما قد يفقده وعيه. ويأمل فريق المهمة المسماة "ريد بول ستراتوس"، الذي يضم 100 شخص، أن تساهم هذه القفزة في الأبحاث العلمية في مجال الطيران. وقال القائمون على "التجربة" إن التجربة ستمنحهم معلومات هامة لأبحاث الفضاء. وأوضحوا "ربما أصبح من الممكن استخدام هذه الطريقة يوما ما في إنزال رواد الفضاء بسلام من مكوكات فضائية بعد تعطلها، وربما بدا ذلك من قبيل الخيال العلمي، ولكن أبحاث الطيران تتطور في الوقت الحالي في هذا الاتجاه". وتمثل الرياح عاملا حاسما في المغامرة، وكانت هناك مخاوف قبل بداية التجربة من تأثير الأحوال الجوية على التجربة، حيث إن أي عاصفة يمكن أن تتسبب في خرق البالون المملوء بالهيليوم الذي يحمل فليكس من حافة الفضاء إلى الأرض. ولفليكس تاريخ طويل مع المغامرة والقفز من ارتفاعات شاهقة حيث ألقى بنفسه ذات مرة من وضع الثبات من فوق تمثال المسيح بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وحلق فوق بحر المانش مستخدما جناحا صنعه بنفسه، ورمى بنفسه أيضا ذات مرة من فوق أحد أعلى مباني العالم، من على ارتفاع 508 أمتار بالعاصمة التايوانية تايبيه.