عندما قررت الزوج علي شريكة حياتي.. كنت وقتها اشعر بأنني اتخذ القرار الصائب، ذلك لأنني لم اشعر يوما معها بأنني رجل اختار شريكة حياته بمحض ارادته،، هذه هي الحقيقة المرة التي كانت تصفعني كلما تذكرت انني مجرد شخص لا يستطيع اتخاذ اهم قرار في حياته، عاجز تماما كالاطفال الذين يعتمدون في غذائهم ورعايتهم على والديهم نظرا لطول فترة اعتمادهم على الغير. نعم قررت اخيرا ان اتزوج مجددا وان اختار شريكة حياتي كما لو انني خاطب جديد لأنثى جديدة على الرغم من السنوات العشر والأولاد الخمسة الذين يملأون جوانب بيتي. صحيح ان زوجتي ام ابنائي لم تقترف ذنبا لموافقة اهلها على تزويجها بي، كما انها لم تقصر يوما في حقي ولا تستحق مني ان اكسر بخاطرها بضرة ذلك لان (الضرة مرة) ولو كانت حسنة الخلق ومسالمة، ولا تطمع الا في العيش في كنف رجل يكفل لها حياة رغدة وهانئة، صحيح ان هذا القرار جاء متأخرا الا انني سعيد لاتخاذه لذلك انا لا اشعر بأي نوع من الندم على ما سببته من الم لزوجتي الاولى. ذلك لانني قررت الا اظلمها ولا اظلم اولادي ففي نيتي ان اعدل بين الاثنتين في الامور كلها.. عندما رفضت الزواج على طريقة والدي غضب ابي وطردني من المنزل مدة اسبوعين، وبعدها عدت اقدم الطاعة له ولأمي واتذكر وقتها انهما قالا لي: إن حب الزوجة يأتي مع العشرة وطيب المعاملة، ومرور السنوات على استمرار الزواج، كما ان انجاب الابناء سبب من اسباب وجود الحب بين الزوجين، فصدقتهما وتزوجت بمن رغبا فيها ان تكون زوجة لي، ولكني وبعد مرور عشر سنوات على زواجي منها وانجابي خمسة ابناء لم اشعر بأن قلبي وروحي متصلان بها، ولم اشعر بأنني احبها، ذلك لأنني كلما تذكرت انني مجبر على الزواج منها شعرت بالنفور منها وكل تلك السنوات لم تغير في نفسي هذا الشعور ولم يتحول نفوري منها الى حب وود على الرغم مما اكنه لها من احترام وتقدير. لذلك قررت الزواج بأخرى اخترتها بنفسي وبالفعل تزوجتها وشعرت بأن الحب اخيرا بدأ يدخل الى حياتي وذلك لكونها مختلفة عن الاخرى، كما انني انا الذي اخترتها بمحض ارادتي، ولكني بعد ثلاثة شهور من زواجي بالثانية.. شعرت بأن قلبي يمتليء حبا ايضا لزوجتي الاولى، وقتها شعرت بالفرح لأول مرة في حياتي ولكني بالطبع لم اظلم احداهما بل عملت علي التقريب فيما بينهما من اجل ان اهنأ ويهنأ معي. القارىء (ع. ص): اتمنى ان تستمر في علاقاتك الطيبة مع زوجتيك، بعد اتخاذك قرار الزواج مرة اخرى، وادعوك للمحافظة على ميزان العدل في حياتك المديدة معهما، ونتمنى ان تنعم بحب الزوجتين وينعمان هما بحبك في ظل أسرة متماسكة تقدم اجيالا خالية من العقد لهذا الوطن الحبيب، وندعوك لمراسلتنا باستمرار.