إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) بكافة أجهزتها وقطاعاتها تبذل جهوداً جبارة ومتعددة لخدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام من شتى أنحاء المعمورة في كافة المجالات الصحية والأمنية والثقافية والدينية والاجتماعية والمعيشية، والسكنية والخدمات الأخرى من ساعة وصولهم من بلدانهم ودخولهم أراضي المملكة والديار المقدسة وحتى مغادرتهم، وهذه الجهود مشهودة وواضحة للعيان من القاصي والداني وهي مسيرة مباركة وحضارية بكل المقاييس المحلية والعالمية لهذه البلاد. وما نلاحظه ويشاهده الجميع خلال موسم الحج يدل دلالة واضحة على هذه الجهود الإنسانية المتطورة والرائعة والمتميزة عاما بعد آخر وخاصة في مجال تقديم الخدمة الإنسانية بشكل يمكن ضيوف الرحمن من تأدية شعائرهم ونسكهم على الوجه الأكمل بخشوع وراحة وطمأنينة وكذلك من حيث التنظيم والتوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين ولجسر الجمرات الذي تجاوز أربعة طوابق فسيحة ومتسعة للملايين من ضيوف الرحمن، ولتخفيف الزحام الشديد على الحجاج أثناء رمي الجمرات ولا ننسى الخدمات المادية في مجال أسعار السلع والمواد الغذائية، ومراقبتها من قبل المسئولين، وتقديم الوجبات بالمجان وبشكل يومي. ومن الخدمات الجديرة بالذكر توسعة الطرق والأنفاق والشوارع التي تساعد حركة الحجاج في تنقلاتهم بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وإيجاد وسائل النقل المناسبة لهم، ومشروع قطار الحرمين الذي يساعد في تخفيف حركة سير المركبات والحركة المرورية، ولا تزال مشاريع الخير والنماء والتطور تتزايد ليعم نفعها لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار وتجد كل العناية والاهتمام والمتابعة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله، وسمو ولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا. ولقد حظيت المدينتان المقدستان في هذا العهد الزاهر بالتطور من حيث توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي لتتسع لهذه الأعداد الكبيرة من المسلمين التي تتجاوز عدة ملايين، ومن الخدمات التي ينعم بها حجاج بيت الله الحرام توفير كافة سبل الراحة والرفاهية والتجهيزات الشاملة والكاملة من الكهرباء والماء والخدمات البلدية والاتصالات السلكية واللاسلكية والهواتف الثابتة والمحمولة ليطمئن الحاج بالاتصال على أهلة وذويه من مختلف الدول والبلدان، وكذلك النقل الحي و المباشر عبر القنوات والتلفزة والإذاعات والصحف ووسائل الإعلام الأخرى لأيام الحج والوقوف بعرفات. ومن هذه الجهود طباعة المصحف الشريف، دستورنا الخالد القرآن الكريم في مجمع الملك فهد رحمه الله وتوزيعه بالملايين على حجاج بيت الله الحرام، وبعدة لغات، وعلى مختلف بلدان العالم الإسلامي وترجمة معانيه وتوديعهم عند مغادرتهم بعبوات من ماء زمزم، أفضل ماء على وجه الأرض مع المصحف الشريف كهدايا يعودون بها إلى أوطانهم سالمين غانمين، وتوزيع لحوم الهدي والأضاحي على الفقراء والمساكين والمحتاجين في داخل المملكة وخارجها. وهناك الجوانب الخدمية المتعددة لخدمة ضيوف الرحمن، وكل ذلك يقوم به رجال أوفياء مخلصون من أبناء الوطن، إنها مسيرة ممتدة من الخير والعطاء والتقدم يقودها خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الذي يبذل جل وقته في خدمة دينه ووطنه ورفاهية شعبه وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض جعل الله ذلك في موازين حسناته ومتعه بالصحة والعافية، وجعله ذخرا للوطن والمواطن والأمة العربية والإسلامية. وحفظ الله بلادنا وأدام عليها أمنها وأمانها في ظل قيادتنا الرشيدة ودمت يا وطني. مكة المكرمة