أعلنت شرطة لندن أمس الأربعاء، أنّها سجّلت خلال النزاع الأخير الذي استمر 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاعاً في عدد الهجمات المعادية للسامية بنسبة أربعة أضعاف مقارنة بأي وقت آخر خلال السنوات الثلاث الماضية. وقالت الشرطة بحسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه"، إنّها تلقّت خلال فترة النزاع في مايو الماضي بلاغات بما مجموعه 87 حادثة معادية للسامية، أي بزيادة 65 حادثة عن الشهر الذي سبق، علماً بأنّ أعلى حصيلة حوادث شهرية مسجّلة منذ مايو(أيار) 2018 هي 22 حادثة. وأضافت الشرطة في بيان أنّ هذا النوع من السلوك والانتهاكات ضدّ أيّ فرد أو مجموعة لا مكان له في مدينتنا. وتابعت لن نتسامح مع هذا الأمر وسنعمل بسرعة وحزم للردّ على كلّ الجرائم المبلّغ عنها من هذا النوع. وتزامنت هذه الزيادة الكبيرة في الأعمال المعادية للسامية في لندن مع النزاع المسلّح الذي دار من 10 ولغاية 21 مايو الماضي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأسفر عن مقتل 260 فلسطينياً من بينهم 66 طفلاً ومقاتلون، في حين قضى في الجانب الإسرائيلي 13 شخصاً بينهم طفل وفتاة وجندي. وكانت لهذه الأزمة تداعيات على اليهود البريطانيين: في لندن، كتبت كلمة "هتلر" على سقف مبنى وألقيت حجارة على منزل يقطنه يهود. وقال أحد سكّان حيّ ستامفورد هيل في شمال لندن حيث تعيش جالية يهودية حسيدية كبيرة، إنّ إطارات أكثر من 30 سيارة مملوكة ليهود تمّ ثقبها كما ألقت الشرطة القبض على 4 أشخاص بعد أن ظهروا في مقطع فيديو وهم يطلقون من على متن سيارة شتائم معادية لليهود. كما وجّهت الشرطة الاتّهام إلى رجلين لصلتهما بهجوم ضُرب خلاله حاخام على رأسه بحجر بالقرب من كنيسه، وبحسب جمعية "كوميونيتي سيكيوريتي تراست" التي تنشط في مكافحة معاداة السامية والدفاع عن اليهود البريطانيين، فقد تمّ الإبلاغ عن 116 حادثة من هذا النوع في سائر أنحاء المملكة المتحدة بين 8 و19 مايو الماضي. وخلال فترة النزاع ندّد رئيس الوزراء بوريس جونسون بموجة "لا تطاق" من الأفعال المعادية للسامية، بينما كثّف رئيس بلدية لندن صادق خان دوريات الشرطة في الأحياء المعنية.