أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات اليهودية المرموقة في بريطانيا أمس عن تشكيلها منظمة جديدة أطلقت عليها اسم "أصوات يهودية مستقلة" للاحتجاج على الانحياز الأعمى الى جانب اسرائيل داخل المنظمات اليهودية القائمة، وكذلك تجاهل حقوق الانسان الفلسطيني والمعاملة الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون. ونشرت هذه المنظمة إعلاناً مدفوع الأجر في صحف بريطانية بارزة عدة مثل "ذي تايمز" و "ذي غارديان" تطالب فيه بإجراء"نقاش حر"حول الشرق الأوسط داخل مجتمع اليهود البريطانيين. وأوضحت المنظمة انها"غير راضية عن الانحياز المطلق لاسرائيل الذي تتبناه المؤسسات اليهودية الرئيسية مثل"مجلس النواب اليهود"الذي يعتبر بمثابة جماعة ضغط تعمل لخدمة اسرائيل ولكنها لم تحددها بالاسم. وتضم قائمة مؤسسي المنظمة الجديدة أسماء بارزة في المجتمع اليهودي البريطاني مثل الكاتب المسرحي الحائز على جائزة نوبل للأدب هارولد بينتر والمؤرخ المعروف ايريك هوبساوم والاستاذ الجامعي آفي شلايم والممثل المرموق ستيفن فراي ومصممة الأزياء نيكول فارحي وبعض الأكاديميين والفنانين البارزين. ووقع على الرسالة أكثر من نحو 120 من هذه الشخصيات التي توضح ان الطيف العريض للرأي في أوساط السكان اليهود في هذه البلاد بريطانيا ليس ممثلاً بتلك المؤسسات التي تدعي السلطة لتمثيل المجتمع اليهودي ككل". وتضيف هذه الشخصيات:"لقد قررنا بناء على ذلك تشجيع التعبير عن أصوات يهودية بديلة، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الخطر في الشرق الأوسط، الذي يهدد كلاً من الاسرائيليين والفلسطينيين واستقرار المنطقة برمتها". وجاء في الاعلان:"1 حقوق الانسان عالمية لا يمكن تقسيمها ويجب التمسك بها من دون استثناء. وهذا ينطبق على اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة مثلما ينطبق على اي مكان آخر. 2 الفلسطينيون والاسرائيليون يحق لهم، على حد سواء، ان يعيشوا حياتهم في سلم وأمن. 3 الأمن والاستقرار يتطلبان استعداد جميع أطراف الصراع الأمتثال للقانون الدولي. 4 لا يوجد مبرر لأي شكل من العنصرية، بما في ذلك اللاسامية، والعنصرية المعادية للعرب أو الخوف من الإسلام في أي ظرف. 5 المعركة ضد اللاسامية حيوية ويجري تقويضها كلما وصفت المعارضة لسياسات الحكومة الاسرائيلية تلقائياً بأنها معادية للسامية". ويضيف الاعلان ان"هذه المبادئ تجري مناقضتها عندما يضع أولئك الذين يزعمون التحدث نيابة عن يهود بريطانيا وبلدان أخرى بصورة منتظمة الدعم لسياسات قوة احتلال فوق حقوق الانسان للشعب الواقع تحت الاحتلال". ويعلن الموقّعون على الاعلان عن"دعمنا لاتفاق سلام يتم التوصل اليه عن طريق التفاوض السليم بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني، ونعارض أي محاولة من جانب الحكومة الاسرائيلية لفرض حلول على الفلسطينيين". وكتب الفيلسوف اليهودي الباحث في جامعة اكسفورد برايان كلاغ مقالاً في صحيفة"ذي غارديان"يعلن فيه انه من ضمن المجموعة التي شكلت مجموعة"أصوات يهودية مستقلة"، قال فيها ان اليهود انقسموا انقساماً حاداً بشأن حملتي اسرائيل العسكريتين في لبنان وغزة العام الماضي ومنهم من أيد قول كبير الحاخامين في بريطانيا السير جوناثان ساكس أمام لقاء جماهيري"إننا فخورون بك يا اسرائيل، لكن هناك آخرون شعروا بعاطفة مغايرة". ويوضح البروفيسور هوبساوم الذي وقع على الإعلان لصحيفة"ذي اندبندانت"ان من المهم بالنسبة الى غير اليهود أن يعرفوا أن هناك يهوداً لا يوافقون على الاتفاق الذي يبدو في وجهات النظر داخل مجتمع اليهود البريطانيين"بأن اليهودي الطيب هو هذا الذي يؤيد اسرائيل". وقالت عالمة النفس البريطانية سوزي أورباش، وهي من بين الموقعين على الإعلان:"انني كيهودية أشعر بأن لدي واجباً خاصاً لمعارضة المظالم التي حلت بالفلسطينيين وان الحكومة الاسرائيلية لا تتحدث بالنيابة عنهم". وأعلن الموقعون على الإعلان انهم سينظمون جلسة نقاش في منطقة هاميستيد في شمال لندن يوم 19 شباط فبراير الجاري، وسيرأس الجلسة المذيع التلفزيوني المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية جون سنو وذلك لفتح باب الحوار حول القضايا التي يثيرها الإعلان. وأقامت مجموعة"أصوات يهوية مستقلة موقعاً على الانترنت عنوانه www.ijv.org.uk