قال مسؤول دفاعي أمريكي إن القوات الأمريكية أخلت اليوم الجمعة قاعدتها العسكرية الرئيسية في أفغانستان في إطار اتفاق مع طالبان يمهد السبيل أمام سحب جميع قوات الولاياتالمتحدة من البلاد بعد حرب استمرت عقدين. وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه "جميع الجنود الأمريكيين وأفراد قوات حلف شمال الأطلسي غادروا قاعدة باجرام الجوية". واستخدم الجيش الأمريكي القاعدة في تنسيق ضرباته الجوية ودعمه اللوجستي خلال الحرب. وتبعد القاعدة حوالي 60 كيلومترا إلى الشمال من كابول، ويرمز انسحاب القوات منها إلى نهاية المهمة التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. وسيتم تسليم القاعدة إلى الحكومة الأفغانية في الوقت الذي تواجه فيه قواتها المسلحة حربا متصاعدة مع حركة طالبان. وذكر مسؤول أفغاني أن القاعدة ستُسلم رسميا للحكومة في حفل يوم السبت. وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي إن الجنرال أوستن ميلر، قائد القوات الأمريكية في أفغانستان، "لا يزال يحتفظ بجميع القدرات والسلطات لحماية القوة" المتمركزة في العاصمة كابول. ورجح مسؤولان أمنيان أمريكيان آخران هذا الأسبوع انسحاب غالبية العسكريين الأمريكيين بحلول الرابع من يوليو تموز، مع بقاء قوة لحماية السفارة. وتم الاتفاق مع طالبان على الانسحاب الأمريكي خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. وفي مقابل الانسحاب تعهدت طالبان، التي تقاتل لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة المدعومة من واشنطن، بمنع أي أنشطة إرهابية دولية تنطلق من الأراضي الأفغانية. كما تعهدت الحركة بالدخول في محادثات مع خصومها الأفغان، لكن لم يتم إحراز تقدم يذكر في المفاوضات. وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لرويترز إنه تلقى تقارير عن إخلاء القوات الأمريكية للقاعدة، وهو ما رحبت به طالبان. وقال "نعتبر هذا الانسحاب خطوة إيجابية. يمكن أن يقترب الأفغان من الاستقرار والسلام مع الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية" مضيفا أن الانسحاب أيضا في مصلحة الحكومة الأمريكية. وأطاح الغزو الذي قادته واشنطن بطالبان عقب أسابيع من هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 التي نفذها متشددون من تنظيم القاعدة بعدما رفضت الحركة تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن.