فاقت تصرفات جيش بشار الأسد في مواجهة الشعب السوري الأعزل كل التوقعات، وتؤكد لنا هذه الصورة حقيقة قمع المظاهرات السلمية التي تعم سوريا منذ خمسة أشهر، وتصاعد هجماتهم على مظاهرات الاحتجاج ومواجهة الشعب الأعزل بالرصاص والعنف. وتوجب الصورة والمأساة وجوب وضع حد لها يجب وحقن الدماء وعودة الأسرة المشردة إلى ديارها وتكاتف الجهود من أجل التوصل لحل يرضي جميع الأطراف فهذه الحرب لن تستمر إلى ما لا نهاية بل سيأتي اليوم وترد فيه المظالم. ولاشك أن خادم الحرمين الشريفين في خطابه الشهير الذي وجه فيه النداءات إلى بشار الأسد لحماية شعبه، عرى حقيقة هذا النظام الدموي، وما يحدث في الشقيقة سوريا الذي يدمي القلوب قبل المآقي بعد أن أمر بضرب المدنيين العزل بهذه الوحشية. لاشك أن كل إنسان يمتلك الحرية الكاملة للتعبير عن رأيه بطريقة حضارية وسلمية، وهذا ما قام به أفراد الشعب السوري الذين حاولوا أن يعبروا عن المشاكل التي يواجهونها عل وعسى أن تتفهم الحكومة لمشاكلهم وتعمل على حلها إلا أن ما حدث عكس ما توقع الشعب المسكين وأدار النظام السوري الأزمة بطريقة دموية قمعية وخاطئة فالرصاص لا يسكت شعبا. إن المجازر الوحشية التي تحدث ضد المدنيين المسالمين لا ترضي عدوا أو حبيبا، وليس من العيب أن يعترف النظام السوري بخطئه بل يجب عليه أن يخضع لإرادة شعبه ويفتح بابا للحوار بينه وبين شعبه ويستمع بأذن صاغية واعية لمطالبه ويعمل على حل مشاكله قدر المستطاع مع بيان سبب تعذر تحقيق بعضها فإن الشعوب الآن لم تصبح مغيبة بل إن هناك صحوة ووعيا استشرى بينها فنهضت مبدية رغبتها في المشاركة الفعلية في حل مشاكلها بنفسها لا أن تترك مقاليد أمورها بيد قلة لا تقدر وحدها على حل كل هذا الكم من المشاكل.