أقال رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، محافظ البنك المركزي ناجي أغبال بعد أقل من خمسة أشهر فقط من تعيينه محافظًا للبنك المركزي لفترة ولاية تمتد لأربع سنوات، وذلك بعد يومين فقط من اتخاذه قرارًا برفع سعر الفائدة الرئيسية بمقدار 200 نقطة أساس إلى 19%. وزاد ناجي أغبال، الذي تولى حقيبة وزارة المالية سابقًا، سعر الفائدة الرئيسية بمقدار 875 نقطة أساس منذ توليه منصبه في السابع من نوفبر الماضي، متجاوزًا بذلك سياسة سلفه المتمثلة في خفض تكاليف الاقتراض رُغم ارتفاع معدل التضخم. ونال تعهد أغبال بإعادة تركيا إلى مسار السياسة النقدية التقليدية استحسان المستثمرين، الذين تخلوا في العام الماضي عن الأصول التركية، وقلل من مخاوفهم بشأن استقلالية البنك المركزي ومدى سيطرة الرئيس التركي على السياسة النقدية للبنك المركزي. ورأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن تعيين صهاب كافجي أوغلو محافظًا للبنك بدلًا من ناجي أغبال سيتسبب في تآكل آمال المستثمرين التي بدأت تتزايد بشأن استقلالية السياسة النقدية للبنك عن أردوغان. ويُعد كافجي أوغلو هو محافظ البنك المركزي التركي الرابع في عامين؛ حيث أقال أردوغان المحافظين الثلاثة السابقين قبل انتهاء فترة ولايتهم بسبب رفعهم لأسعار الفائدة؛ حيث استمر دائمًا في مطالبتهم بالإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة، في ظل تبنيه نظرية غير عادية مُفادها أن أسعار الفائدة المرتفعة تُسبب التضخم. جدير بالذكر أن ارتفاع السندات العالمية أضرت الاقتصاد التركي بشكل أقوى من معظم الأسواق الناشئة بسبب مخاوف المستثمرين من المصداقية والتضييق على محافظي البنك المركزي من أجل خفض أسعار الفائدة، ما أدى إلى زيادة الدولرة، وبلغت حيازات السكان المحليين من العملة الصعبة رقمًا قياسيًا قدره 236 مليار دولار في الشهر الماضي.