يفتح الإعلامي فيصل القاسم ملف الإعلام السوري بقسميه الرسمي والخاص، في برنامج “الاتجاه المعاكس” على قناة الجزيرة بعد انقطاع البرنامج لوقت طويل استمر لأكثر من 8 أشهر، بسبب تغطية الجزيرة لأحداث الثورات العربية المتلاحقة، وسيناقش البرنامج يوم الثلاثاء القادم الطريقة التي تعامل بها الإعلام السوري مع الثورة الشعبية في البلاد، وكيف تعاطى الإعلام الفضائي السوري على وجه التحديد معها، كما سيناقش البرنامج التحليلات والتبريرات التي يوردها التلفزيون الرسمي باستمرار حول وجود عصابات إرهابية مسلحة تقوم بقتل المتظاهرين السلميين، ومن أين بدأت تلك الجماعات وكيف انتشرت على الارض وهل كانت هذه العصابات الإرهابية المسلحة موجودة بالفعل أم لا، كما سيسلط البرنامج الضوء على قضية مقتل 500 فرد من عناصر الأمن السوري، ومن قام بقتلهم بالفعل، وكيف تم ذلك. ومنذ اندلاع ثورة سوريا المطالبة بالحرية وإسقاط نظام بشار الأسد، مافتئت وسائل الأعلام السورية تكيل التهم والتخوين للمتظاهرين وعلى الجانب الآخر تقول إن هناك جماعات إرهابية مسلحة تتجول في الشوارع لقطع الطرقات وقتل الناس وترويعهم دون إبداء توضيح أكثر، في مقابل التكذيب المستمر من قبل المعارضين. ويقول معارضون سياسيون إن النظام السوري يحاول إلصاق تهمة حمل السلاح لدى المتظاهرين حتى يجد تبريراً أمام الشعب والرأي العام في قمع الاحتجاجات المتزايدة على الأرض منذ عدة شهور باستخدام القوة العسكرية وحملات الاعتقال والتعذيب والسجن للمواطنين السلميين. وعلى موقع فيس بوك أنشأ بعض الناشطين السوريين صفحات خاصة للسخرية من الإعلام السوري وطريقة تعاطيه مع الواقع، واصفين إياه بأنه إعلام كاذب ومنافق ويفتقر لأبسط المعايير المهنية، كما انه يدعو للسخرية والتندر، وينشر على هذه الصفحات مقاطع فيديو لأخبار وتغطيات ميدانية ومقابلات مع شخصيات سياسية، وأخرى لاعترافات إرهابيين، حيث تكشف هذه الصفحات الكثير من الهفوات والأخطاء “وسوء الحبكة” في إخراج هذه المواد والبرامج، وهو ما يعزز ثقة الناشطون في أنفسهم وأنهم أمام نظام هش وغير متماسك، ويعيش في تخبط واضح ومحاولات مفضوحة ويائسة، ما يجعلهم يواصلون نهجهم في كشف كذب هذه الوسائل الإعلامية على حد وصفهم. وفي احد المقاطع المصورة يستلهم احد الناشطين قوة الكوميديا السورية في اخراج عمل ساخر، من بطولة الفنان السوري المعروف باسم ياخور، وهو مشهد مثير للنكتة والضحك في آن معاً، عندما يلتقط عودة ظهور عبارة حبوب الهلوسة إلى المشهد السوري من جديد في اعترافات احد ممن يصفهم التلفزيون الرسمي السوري بالإرهابي بشهادته عما يحدث في ميادين المظاهرات قائلاً ان بعض قادة المظاهرات يضع حبوب الهلوسة في سندوتشات الكباب حتى يواصلوا التظاهر ويقتلوا الناس!!، وهو المقطع الذي انتشر بصورة كبيرة على اليوتيوب وعلى الفيسبوك ومعه عشرات التعليقات الساخرة والناقدة من واقع إعلامي عربي مؤلم لا يبدو أنه قد استفاد من تجربة ممن سبقوه ولا من أول من ابتكر تأثير حبوب الهلوسة على حراك الشعوب المطالبة بالعدالة والحرية، وجعلها في ذلك الوقت شماعة هزيلة لكل ما يجري على أرض الواقع من ثورات شعبية، وهي الثورة التي أطاحت مؤخراً بأحد أقوى الأنظمة العربية المستبدة والموغلة في حكم الشعب المناضل لأكثر من 40 عاماً. مقطع الفيديو الساخر من إحدى صفحات كشف الإعلام السوري على الفيسبوك: http://www.youtube.com/watch?v=4xgc93_lKd8