أدلى الناخبون في نيوزيلندا بأصواتهم اليوم السبت في اقترع عام يرجح فوز رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها جاسيندا أردرن فيها بالأغلبية المطلقة نظراً إلى نجاحها الكبير في إدارة وباء كورونا. ودعي حوالى 3,5 ملايين شخص إلى الاقتراع، صوت 1,7 مليون منهم حتى الآن مسبقاً وهو عدد أكبر بكثير من الأرقام التي سجلت في الانتخابات السابقة. وتشير استطلاعات للرأي نشرت قبل الانتخابات إلى أن الحزب العمالي الذي تقوده أردرن سيفوز ب46% من الأصوات، متقدما بفارق 15 نقطة على خصمه الرئيسي الحزب القومي بقيادة جوديث كولينز. وأي استطلاع للرأي محظور في نيوزيلندا في يوم التصويت الذي بدأ عند الساعة التاسعة (20,00 ت غ الجمعة) وانتهى عند الساعة 19,00 (06,00 ت غ). لكن التقديرات الأولية يمكن أن تعلن بعد نحو ثلاث ساعات على إغلاق مراكز التصويت. وتنوي أردرن التي وصفت الاقتراع بأنه "انتخابات كوفيد"، مواصلة السياسة التي تتبعها في مكافحة الوباء وأثبتت حتى الآن جدواها. وكانت منظمة الصحة العالمية أشادت باستراتيجية نيوزيلندا في مكافحة الوباء الذي أودى بحياة 25 شخصاً في البلاد. ولم تكف أردرن عن ترديد سؤال خلال حملتها الانتخابية "من الأكثر كفاءة لضمان سلامة النيوزلنديين (…) ووضعنا على طريق الانتعاش؟". ودعت رئيسة الوزراء النيوزيلنديين إلى "التضامن في هذه المرحلة من عدم اليقين". وأردرن واجهت بصلابة أزمات متعاقبة ضربت البلاد منذ وصولها إلى السلطة في 2017، من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش (جنوب) وأسفر عن سقوط 51 قتيلاً في مارس 2019، إلى انفجار بركان أودى بحياة 21 شخصاً في ديسمبر الماضي. وقالت خلال السبوع الجاري "أياً تكن الأزمة التي أمر بها، تأكدوا أنني سأعطي كل ما لدي وإن كان ذلك يتطلب تضحية كبيرة. أما منافستها وزيرة الشرطة السابقة البالغة من العمر 61 عاماً، فقد بذلت جهوداً كبيرة لإقناع الناخبين في المناظرات لكن مع ذلك لم تحقق حملتها الانتخابية نجاحاً. وتولت في يوليو (تموز) رئاسة الحزب القومي، لتكون رابع رئيسة له خلال ثلاث سنوات. وهاجمت كولنز الحكومة لفشلها في ضبط الحدود الذي كان السبب في موجة ثانية من الإصابات بكورونا في يوليو وأكدت أن حزبها كان ليكون أكثر كفاءة في إنعاش الاقتصاد. لكن الموجة الثانية التي أدت إلى إرجاء الانتخابات لشهر، انحسرت وتضررت مصداقية الحزب القومي بسبب هفوات في مقترحاته حول الميزانية. وقالت كولينز : لن أتراجع أبداً، أنا مقاتلة، سأناضل دوماً وسأبقى إيجابية بشأن بلدنا. وكان الاقتراع مقرراً في 19 سبتمبر الماضي لكنه أرجئ لشهر بسبب موجة ثانية من انتشار فيروس كورونا تركزت في أوكلاند (شمال) وانتهت حالياً.