ربما تكون الجزائر الآن على شفا جرف من انفجار الوضع في مظاهرات شعبية عاصفة بالرغم من العدد القليل من الناشطين الذين ظهروا في الآونة الأخيرة معبرين عن الاحتجاج السياسي في أحد ميادين العاصمة الجزائرية، ولكن ذلك جعل مراقبين يرون هذا البلد الشمال أفريقي مرجحًا لاندلاع المظاهرات فيه، إذا لم تصلح البلاد المشاكل الاجتماعية والسياسية بسرعة. وقد نقلت تقارير اعلامية موثوقة عن مصادر في الجزائر قولها ان الحكومة الجزائرية تعيش في حالة خوف وترقب كبيرين خشية اندلاع حراك شعبي داخل اراضيها قد يتطور الى ثورة شعبية كثورة ليبيا ومصر تهدد مستقبل الحكومة الحالية. وقالت المصادر إن الحكومة بدأت بالفعل في الاستعداد لما تتوقعه من حدوث ثورة وشيكة يقوم بها الشعب الجزائري. وقال الشيخ عبد الله جاب الله (54 عاما) رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية ان الحكومة حاولت تهدئة الغضب بتوزيع الاموال لكنها لم تستطع معالجة نقص الديمقراطية الذي هو أساس مشاكل الجزائر. وقال جاب الله في مقابلة مع رويترز ” يمكن لبؤر التوتر ان تتحد وتتحول الى تيار جارف يدمر كل شيء من ورائه.” وقال أستاذ جامعي متخصص في العلوم السياسية من الجزائر ان الحكومة تعيش حالياً في حالة خوف حذر, وان سمعة الجزائر السياسية وامام الرأي العام قد بدأت تنهار بسبب مواقف الجزائر الأخيرة من ثورة الشعب الليبي وسقوط نظام العقيد معمر القذافي وما تلى ذلك من استقبال الجزائر لبعض افراد عائلة القذافي, وهو التصرف الذي ساهم بشكل كبير في تشويه سمعة الحكومة امام الرأي العالمي العام, وجعلها أمام تحد حقيقي, مضيفاً ان حكومة الجزائر تتخوف في هذا الوقت بالتحديد وبشكل جدي من وسائل الأعلام الخارجية ووضعت في الحسبان قناة الجزيرة وموقع فيسبوك على قائمة العوامل التي ستعمل على انتشار الثورة على الأرض, حيث تعمل حالياً على التصدي لهذه الوسائل الاعلامية بدعوى انها من سيؤثر على مسار المواجهة فيما لو حدثت على ارض الواقع, حيث تؤكد السلطان الحكومية الجزائرية ان تلك الوسائل كانت سبباً في انتصار الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا.