موعد مباراة النصر مع الغرافة في دوري أبطال آسيا للنخبة    رائد التحدي يسقط العروبة    انترميلان يقسو على هيلاس فيرونا بخماسية في شوط    ضبط شخص في الجوف لترويجه (3.6) كجم «حشيش»    الطاقم الطبي يحدد موقف محترف الأهلي من مواجهة العين    ابن وريك يدشن معرض الأمراض المنقولة بالنواقل في مهرجان الدرب    5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024    المنتدى السعودي للإعلام يفتح باب التسجيل في جائزته السنوية    وزير الثقافة يلتقي مبتعثي برنامج أسس صناعة المانجا في اليابان    اتحاد الغرف يعلن تشكيل أول لجنة من نوعها لقطاع الطاقة والبتروكيماويات    يناير المقبل.. انطلاق أعمال منتدى مستقبل العقار في الرياض    ضيوف برنامج خادم الحرمين يتجولون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة    ترمب يرشح سكوت بيسنت وزيراً للخزانة    الفنان المصري وائل عوني يكشف كواليس طرده من مهرجان القاهرة السينمائي    التحقيق مع مخرج مصري متهم بسرقة مجوهرات زوجة الفنان خالد يوسف    معتمر فيتنامي: أسلمت وحقق برنامج خادم الحرمين حلمي    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    مصدر أمني يؤكد استهداف قيادي في حزب الله في الغارة الإسرائيلية على بيروت    "الجامعة العربية" اجتماع طارئ لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق    بريدة: مؤتمر "قيصر" للجراحة يبحث المستجدات في جراحة الأنف والأذن والحنجرة والحوض والتأهيل بعد البتر    ضبط 19696 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    استمرار هطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    مشروع العمليات الجراحية خارج أوقات العمل بمستشفى الملك سلمان يحقق إنجازات نوعية    24 نوفمبر.. قصة نجاح إنسانية برعاية سعودية    جمعية البر في جدة تنظم زيارة إلى "منشآت" لتعزيز تمكين المستفيدات    موديز ترفع تصنيف المملكة الائتماني عند "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة    وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    الخليج يواجه الشارقة الإماراتي .. وعينه على اللقب الثاني في "آسيوية اليد"    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الملافظ سعد والسعادة كرم    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    المؤتمر للتوائم الملتصقة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القذافي يحول مصراتة لمدينة أشباح وأنقرة تبحث عن حل
نشر في نجران نيوز يوم 05 - 04 - 2011

قال التلفزيون الليبي في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إن الحكومة الليبية مستعدة لحل سياسي مع القوي العالمية من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.
وأكدت الحكومة الليبية أن الحل للخروج من المأزق الحالي ينص على بقاء الزعيم معمر القذافي رئيسا للبلاد مع إجراء انتخابات أو استفتاء على رئاسة البلاد، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.
وبث التلفزيون الليبي صوراً تظهر العقيد معمر القذافي وهو يلوح لأنصاره في باب العزيزية.
إلى ذلك، أعلنت تركيا أنها تسعى إلى الوساطة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا في الوقت الذي وصل فيه مبعوث من حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى أنقرة أمس الاثنين ومن المنتظر أيضا وصول ممثلين عن المعارضة المسلحة في ليبيا خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي في أعقاب وصول عبد العاطي العبيدي نائب وزير الخارجية الليبي إلى أنقرة (اجتماع اليوم مع مسؤول الحكومة الليبية مهم للغاية).
وأضاف (ستمضي تركيا قدما في بذل قصارى جهدها لإنهاء المعاناة والإسهام في عملية صياغة خارطة طريق تتضمن المطالب السياسية للشعب الليبي).
وقال داود أوغلو إن بلاده تجري أيضا اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي وتترقب زيارة ممثلين عنه إلى أنقرة (خلال الأيام القليلة القادمة).
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية : (إن لديهما بعض الآراء بشأن وقف محتمل لإطلاق النار).
وأضاف : (سنتباحث لنرى ما إذا كان هناك أساس مشترك لوقف إطلاق النار).
وكان العبيدي سلم رسالة إلى الحكومة اليونانية في أثينا الأحد مفادها أن القذافي يريد إنهاء الصراع بين جيشه وقوات المعارضة المدعومة بغطاء جوي من دول غربية.
ومن المتوقع أن يتوجه العبيدي الى مالطا اليوم الثلاثاء.
وظلت تركيا على اتصال بكل من القذافي ومعسكر المعارضة خلال الأسابيع القليلة الماضية بهدف إنهاء الصراع.
وقبل شهر كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اقترح على القذافي تسليم السلطة إلى زعيم أو سلطة منتخبة.
لكن هذه الجهود باءت بالفشل بعد أن تحدى القذافي قرارا للأمم المتحدة يقول إنه يجب على المحكمة الجنائية الدولية أن تحقق معه.
وتتمتع تركيا - وهي الدولة الإسلامية الوحيدة بحلف شمال الأطلسي - بنفوذ متزايد في منطقة الشرق الأوسط.
لكن في مواجهة تصاعد المشاعر المناهضة للقذافي التزمت تركيا الصمت إزاء الأحداث في ليبيا ولم توجه انتقادات لطرابلس في الأيام الأولي قبل اتساع نطاق الصراع إذ كانت تركيا تركز آنئذ على تأمين إجلاء ما يقرب من 20 ألفا من الرعايا الأتراك ممن يعملون في ليبيا الغنية بالنفط.
وبعد أن انتقدت تركيا ائتلافا غربيا شن ضربات جوية استهدفت قوات القذافي الشهر الماضي أيدت أنقرة لاحقا تولي حلف شمال الأطلسي المهمة وكان الهدف المعلن لها هو وقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
ونقلت عبارة تركية الأحد نحو 250 من الجرحى من مصراتة بينما كانت توفر طائرات حربية تركية الغطاء الجوي لها.
وبخلاف المصالح التجارية والاقتصادية الضخمة لتركيا مع ليبيا تحتفظ أنقرة بعلاقات تاريخية وطيدة مع ليبيا التي كانت إحدى دول الإمبراطورية العثمانية قبيل الحرب العالمية الأولى.
وكان رد فعل حكومة اردوغان على الاضطرابات التي واكبت اندلاع حركات مطالبة بالديمقراطية في أنحاء المنطقة هو إسداء النصح لزعماء الشرق الأوسط بالإصلاح لتلبية مطالب الشعب.
ويتطلع الكثير من الشبان العرب إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا باعتباره نموذجا للحزب الإسلامي الذي يتبنى الديمقراطية في إطار علماني.
* * * الجحيم في مصراتة * * *
إلى ذلك، قال أشخاص تم إجلاؤهم أن قوات القذافي تستخدم الدبابات والقناصة في تنفيذ (مذبحة) في مصراتة حيث تنتشر الجثث في الشوارع وامتلأت المستشفيات بالجرحى ووصف أحدهم المدينة المحاصرة (بالجحيم).
وثارت مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية وبلدات أخرى ضد حكم معمر القذافي في منتصف فبراير شباط وهي تتعرض الآن لهجوم من القوات الحكومية بعد حملة عنيفة أنهت معظم الاحتجاجات في أماكن أخرى في غرب البلاد.
وقال عمر بوبكر وهو مهندس عمره 40 عاما مصاب برصاصة في الساق ونقلته منظمة اغاثة فرنسية الى ميناء صفاقس التونسي (يجب أن تزور مصراتة لترى مذبحة القذافي). وأضاف (الجثث في الشوارع. المستشفيات ممتلئة بالمصابين).
وأدى المأزق في جبهة القتال في شرق ليبيا والانشقاقات في دائرة القذافي ومحنة المدنيين الذين حوصروا في القتال أو يواجهون نقصا في الغذاء والوقود الى جهود دبلوماسية محمومة لايجاد حل للحرب الاهلية.
لكن الاشخاص الذين تم اجلاؤهم من مصراتة لديهم أسباب فورية للقلق.
وقال عبد الله العشيب الذي يعاني من جروح خطيرة في الحوض والمعدة واصابة بطلقة في الساق (يمكن أن أعيش أو أموت لكنني أفكر في عائلتي وأصدقائي الذين تقطعت بهم السبل في جحيم مصراتة).
وأضاف -تخيل انهم يستخدمون الدبابات ضد المدنيين. انه (القذافي) مستعد لان يقتل كل شخص هناك.. انني أفكر في عائلتي- .
والضمادات والأشخاص الذين تم اجلاؤهم مصدر بعض الروايات الاكثر تفصيلا حتى الآن عن الأحوال في مصراتة اخر مدينة رئيسية يسيطر عليها المعارضون في غرب ليبيا والتي تذكر بالبلدات والمدن المحاصرة أثناء صراع البوسنة.
والضربات الجوية التي فوضت بها الأمم المتحدة لحماية المدنيين فشلت حتى الان في وقف هجمات الجيش الليبي الذي قال سكان انه نشر قناصة فوق أسطح المباني وأطلق قذائف مورتر ومدفعية على المناطق المأهولة بالسكان في المدينة الأمر الذي كانت أثاره مدمرة.
وينفي المسؤولون الليبيون مهاجمة المدنيين في مصراتة قائلين انهم يقاتلون ضد عصابات مسلحة لها علاقة بالقاعدة. ولا يمكن التحقق من مصادر مستقلة من الروايات الخاصة بمصراتة لان السلطات الليبية لا تسمح للصحفيين بتغطية الأحداث هناك بحرية.
وقال متحدث باسم المعارضة إن المدينة قصفت يوم الاثنين.
وأضاف المتحدث الذي يدعى جمال لوكالة (رويترز) أن القصف بدأ في الساعات الأولى من الصباح وهو مستمر باستخدام قذائف المورتر والمدفعية.
وتابع أن هذا إرهاب محض وأن القصف يستهدف مناطق سكنية.
وقال إنهم يعلمون أن هناك إصابات كثيرة لكنهم لا يعرفون الأعداد.
واضطرت سفينة تركية أبحرت الى مدينة مصراتة المحاصرة لانقاذ نحو 250 جريحا للمغادرة على عجل بعدما تكدست حشود من الناس على رصيف الميناء على امل الفرار من المدينة. وكانت السفينة في حراسة طائرت حربية وسفن حربية تركية.
ورست سفينة أخرى تعمل لحساب أطباء بلا حدود في صفاقس بتونس على متنها 71 جريحا من مصراتة. وكثيرون منهم مصابون بطلقات وكسور في الاطراف.
والمخاوف من مذبحة في مصراتة ساعدت في تكثيف الجهود هذا الاسبوع في محاولة لتأمين وقف لاطلاق النار في ليبيا. وسمع صوت ابواق سيارات الاسعاف التي هرعت لنقل الجرحى الى المستشفيات.
وقال جريح أخر يدعى عماد -لم يعد بوسعنا عمل شيء في مواجهة هذه المذبحة. أننا نطلب من الأميركيين والأوروبيين أن يضعوا اشخاصا على الارض وان يساعدونا في انهاء هذه الجرائم.-
ويزور مبعوث ليبي أوروبا يوم الاثنين للسعي لإنهاء الحرب الاهلية التي تدور بين المعارضين والقوات الموالية للقذافي.
وقال مسؤولون يونانيون ان ليبيا تريد التوصل الى حل سياسي عن طريق التفاوض لان التوصل الى حل عسكري للصراع بين المعارضين الذين تدعمهم قوات جوية غربية وقوات القذافي الافضل تسليحا يبدو مستحيلا الان.
وقال مسؤول في الحكومة اليونانية لرويترز بعد زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي -المبعوث الليبي يريد توصيل (رسالة مفادها) ان ليبيا لديها النية للتفاوض. وقال -اننا لا نعتقد انه يوجد حل عسكري لهذه الازمة.-
ووصل العبيدي الى تركيا يوم الاثنين في المرحلة الثانية من مهمته وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية ان جانبي الصراع -نقلوا رسائل بأن لهم بعض الاراء بشأن وقف محتمل لاطلاق النار.-
وبخلاف الرغبة في اجراء محادثات فانه لا يوجد مؤشر على ما قد تعرضه ليبيا لانهاء الحرب.
ورفض وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الذي تحدث الى مسؤولين يونانيين رسالة المبعوث الليبي قائلا ان تقسيم ليبيا غير مقبول وانه يتعين على القذافي الرحيل.
وقال فراتيني بعد اجتماعه مع علي العيساوي عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض المسؤول عن الشؤون الخارجية ان روما تدعم المعارضين.
وقال -الحل لمستقبل ليبيا يسبقه شرط بأن يرحل نظام القذافي وان يغادر القذافي نفسه واولاده البلاد.-
وحذر دبلوماسي من أن أي تسوية دبلوماسية قد تشمل على سبيل المثال تسليم القذافي السلطة الى احد ابنائه يمكن أن تؤدي الى تقسيم ليبيا.
وقال الدبلوماسي -تتم مناقشة سيناريوهات متنوعة.. الجميع يرغبون في حل سريع.-
وإذا ما تم التوصل في نهاية الأمر إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى تقسيم ليبيا فان السيطرة على العائدات من الموانئ النفطية ومن بينها البريقة وراس لانوف إلى الغرب سيكون أمرا هاما.
* * * الناتو: نحتاج طائرات أميركية في ليبيا * * *
أثار طلب حلف شمال الأطلسي (ناتو) من القوات الأميركية تمديد استخدام طائراتها في العملية الدائرة في ليبيا طوال الاثنين، القلق حيال استعداد القوات الأوروبية في الحلف، ونوعية الأسلحة المتوفرة بحوزتها لتنفيذ غارات جوية، خاصة وأنّ أحد قادة الحلف قال إنّ الحاجة للقدرات الأميركية قائمة، بصرف النظر عن الأوضاع الجوية بسماء ليبيا.
ونقلت شبكة (سي إن إن)، عن مسئول عسكري في ناتو، طلب عدم ذكر اسمه، قوله: إنّ لدى الولايات المتحدة أنواع معينة من الطائرات، مثل A-10s وAC-130s ، القادرة على التحليق على ارتفاعات منخفضة وبسرعات متدنية، ما يضمن إصابة الأهداف على الأرض بكل دقة، وفي جميع الظروف الجوية.
وذكر المسئول أنّ هذا النوع من الضربات هو المطلوب لإصابة أهداف صغيرة مثل الآليات العسكرية، دون إلحاق الضرر بالمدنيين، وهو أمر يصعب على المقاتلات والقاذفات الأوروبية القيام به، حتّى في ظروف جوية مثالية.
ويسود الغموض الموقف الأميركي والخطوات التي قد تقدم عليها واشنطن في حالة تراجع تأثير الضربات الجوية الدولية على قوات القذافي، بسبب انحسار الدور الأميركي، فقد سبق للبيت الأبيض أنّ قال: إنّ نقل القيادة للناتو لن يكون له أثر على فعالية العمليات.
أما كبار أعضاء الكونجرس الأميركي، مثل السيناتور جون ماكين، فقد سبق لهم أن حذروا من أنّ الحد من طلعات الطائرات الأميركية في الوقت الذي ما تزال فيه القوات الليبية تقاتل على الأرض سيكون (خطأ جسيمًا).
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستنهي الاثنين، مشاركة طائراتها المقاتلة في الحملة الجوية ضد ليبيا، وسط غموض حول موقف التحالف الغربي من تسليح (الثوار) لاستمرار حملتهم العسكرية للإطاحة بالعقيد الليبي، معمر القذافي.
ويُشار إلى أنّ واشنطن أعلنت عن نيتها الحد من نشاطها العسكري في العملية الدائرة في ليبيا، وذلك بعد نقل قيادتها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) ، إثر الدور الكبير الذي لعبته في الأيام الأولى، على صعيد الغارات الجوية والقصف الصاروخي.
* * * الكويت تعترف رسميا بالثوار * * *
قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح الاثنين إن الكويت ستعترف رسميا خلال أيام بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا.
وأضاف الوزير في تصريح لوكالة (رويترز) في الإمارات العربية المتحدة أن الكويت اعترفت بالمعارضة الليبية عمليا بالفعل وسيأتي الاعتراف الرسمي خلال أيام.
وستكون الكويت ثاني دولة عربية تعترف رسميا بالمعارضة الليبية بعد قطر التي اعترفت بالمجلس الشهر الماضي ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي.
* * * القاعدة تستغل الصراع في ليبيا وتحصل على مزيد من الأسلحة * * *
من جانب، قال مسؤول أمني كبير من الجزائر إن تنظيم القاعدة يستغل الصراع في ليبيا للحصول على أسلحة منها صواريخ أرض جو وتهريبها إلى معقله في شمال مالي.
وتطالب الحكومات الغربية الزعيم الليبي معمر القذافي بالتنحي عن السلطة بعد أن استخدمت قواته العنف ضد تمرد على حكمه لكن بعض الحكومات في المنطقة تخشى ان تستغل القاعدة حدوث أي فراغ في السلطة.
وتقول الجزائر التي تقاتل جناح تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا منذ سنوات وتراقب عن كثب أنشطة المسلحين في أنحاء شمال أفريقيا والصحراء إن هناك بالفعل دلائل على أن القاعدة تستغل الصراع في ليبيا كي تحصل على أسلحة وتهربها.
وتراقب الحكومة الجزائرية باهتمام الانتفاضات الشعبية التي تعصف بجيرانها الشرقيين وتشعر بالقلق من أن يؤدي السخط إزاء الأوضاع المعيشية والقيود على الحريات السياسية إلى اندلاع ثورة مماثلة في الجزائر.
واتخذ مسؤولو أمن الخطوة النادرة بالتعبير لوسائل الإعلام الأجنبية عن مخاوفهم من الأوضاع في ليبيا لأنهم يخشون من أن تؤدي الأحداث هناك إلى تبديد المكاسب التي حققوها في السيطرة على تنظيم القاعدة داخل البلاد.
وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه إن قافلة من ثماني شاحنات صغيرة طراز تويوتا غادرت شرق ليبيا وعبرت الحدود إلى تشاد ثم إلى النيجر ومن ثم الى شمال مالي حيث سلمت خلال الايام القليلة الماضية شحنة من السلاح.
وأضاف أن السلاح يتضمن قاذفات صاروخية مضادة للدبابات من طراز ار بي جي-7 الروسية الصنع وبنادق كلاشنيكوف الالية الثقيلة وبنادق كلاشنيكوف ومتفجرات وذخائر.
واشار الى أنه كانت لديه معلومات بأن جناح تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا المعروف باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي حصل من ليبيا على صواريخ ستريلا الروسية الصنع وهي صواريخ تحمل على الكتف ومضادة للطائرات وتعرف في دوائر حلف شمال الاطلسي باسم سام 7.
وقال المسؤول لوكالة (رويترز) : نعلم أن هذه ليست أول قافلة وما زالت العملية مستمرة.
وتابع قوله : (سلبت عدة ثكنات عسكرية في هذه المنطقة -شرق ليبيا- بما فيها من ترسانات ومخازن سلاح ولا يمكن ألا تتحين هذه الفرصة عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي التي كانت موجودة).
وقال (تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي حافظ على علاقات ممتازة مع المهربين الذين اعتادوا عبور ليبيا من كل الاتجاهات دون أدنى صعوبة ربما يكلفونهم بمهمة إحضار الأسلحة).
ولم يدل المسؤول بأي إشارة على أن الحكومة الليبية تمد تنظيم القاعدة بالأسلحة.
وأمضت الجزائر العقدين الماضيين في قتال تمرد إسلامي داخل حدودها ورغم تراجع حدة العنف إلا أن المسؤولين يعتقدون أن عدم الاستقرار في ليبيا المجاورة قد يتيح للتمرد فرصة الاشتعال مجددا.
ويقول مسؤولو أمن في منطقة شمال أفريقيا وخارجها إن افضل وسيلة لاحتواء القاعدة هي فرض رقابة مشددة على إمكانية الحصول على الأسلحة ومنع المسلحين من عبور الحدود الصحراوية وهي إجراءات تعرقلها الثورة في ليبيا.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز : (الجزائريون قلقون جدا جدا ولسبب معقول).
وقال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى الذي ناقش الصراع في ليبيا الاسبوع الماضي ان الحكومة تشعر بالقلق من التداعيات على القتال ضد القاعدة.
وقال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية الشهر الماضي إن السلطات الجزائرية اعتقلت نشطا من القاعدة في الصحراء الكبرى بعد عبور الحدود من ليبيا.
وعارضت الحكومة الجزائرية التدخل العسكري الذي يقوده الغرب في ليبيا وقال وزير الخارجية مراد مدلسي أن الضربات الجوية على ليبيا (مبالغ فيها).
وقال سمير رياض الصحفي في صحيفة الخبر الجزائرية والمتخصص في القضايا الأمنية إن هناك خطرا من أن تستغل القاعدة الصراع في ليبيا بنفس الطريقة التي قامت بها في الصومال.
وأضاف (تحول ليبيا إلى صومال (أخر) أمر في غاية السهولة. كل ما هنالك أن يغض التحالف الطرف عن أنشطة تنظيم القاعدة في ليبيا الآن). وأضاف المسؤول الامني الجزائري أن القاعدة تستغل حالة الفوضى في صفوف القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي وتسللت أيضا الى صفوف المعارضين في شرق ليبيا.
وقال المسؤول : (نعلم ان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي يستغل الفرصة للحصول على أكثر الاسلحة تقدما مثل صواريخ سام 7 ).
وتنفي قيادة المعارضة الليبية وجود صلات لها بالقاعدة وتقول ان هذه الانباء تصب في مصلحة القذافي الذي يقول ان المواطنين الذين ثاروا ضد حكمه هم من متشددي القاعدة.
لكن قائدا كبيرا بحلف شمال الاطلسي أقر بوجود (عناصر) من القاعدة بين المعارضين المناهضين للقذافي في شرق ليبيا رغم تأكيده بأنهم لا يؤدون دورا كبيرا.
وقال المسؤول الامني الجزائري ان على الدول الغربية ان تدرك انه إذا سقط نظام القذافي فان القاعدة ربما تنتهز الفوضى الناتجة عن ذلك كي توسع نفوذها إلى ساحل البحر المتوسط على بعد بضعة كيلومترات فقط عن أوروبا.
وقال (إذا رحل نظام القذافي فان ليبيا بأسرها - التي لديها حدود مائية وأمن وجمارك كانت تسيطر على هذه الحدود - ستختفي على الاقل لفترة كافية كي يعيد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الانتشار ليصل الى شاطئ ليبيا على البحر المتوسط).
وفي حالة ليبيا فعلى قوات الائتلاف أن تتخذ خيارا عاجلا. اما أن تسمح بأن تتوطن الفوضى.. مما يستلزم تدخلا بريا بهدف وضع حد للتقدم المحتمل لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي باتجاه ساحل البحر المتوسط.. وأما أن تحافظ على النظام الليبي بالقذافي أو دونه كي تستعيد الوضع الأمني الذي كان قائما قبل الانتفاضة.
* * * بيل كلينتون يقترح تسليح الثوار * * *
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إنه يعتقد أن على إدارة الرئيس باراك أوباما دراسة تسليح الثوار الليبيين المناهضين للزعيم معمر القذافي.
وقال كلينتون في مقابلة مع برنامج (صباح الخير أميركا) الذي تعرضه شبكة (أيه بي سي نيوز) رداً على سؤال حول تسليح الثوار (قد أحتاج لمعرفة القليل أكثر، ولكنني أميل لفعل ذلك).
وأضاف (لن أغلق الباب على ذلك، وأعتقد أننا يجب أن نعرف المزيد).
غير أن الرئيس السابق، زوج وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، شدد أنه يتحدث بصفة شخصية وليس بأي صفة رسمية، وقال (أنا أتكلم عن نفسي، ولكنني لن أسحب هذا الموضوع عن الطاولة).
وكان أوباما قال الأسبوع الماضي إنه لا يستبعد تسليح الثوار على الرغم من أن الأمر لم يبتّ بعد، وقد أفادت تقارير إعلامية أميركية أن عناصر من وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي أيه) موجودون في ليبيا ويتواصلون مع الثوار.
ولكن مشرعين أميركيين أعربوا عن تخوفهم من تسليح الثوار لقلة المعلومات التي تملكها الإدارة الأميركية عنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.