بدء الاقتراع الرئاسي في نيوهامبشر بالولايات المتحدة    الاستخبارات الأمريكية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات    الأكبر في الشرق الأوسط.. مقر عالمي للتايكوندو في الدمام    العالم يترقب الرئيس ال47.. وأمريكا تتأهب لسيناريوهات الصدام    كيف يعود ترمب إلى البيت الأبيض؟    تعليم الطائف بدء تطبيق الدوام الشتوي بالمدارس مع بداية الفصل الدراسي الثاني    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأّس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    "الصناعة والثروة المعدنية" تعلن فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    تنوع تراثي    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    منظومة رقمية متطورة للقدية    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليبيا.. هل تكون المحطة الثالثة لقطار التغيير السريع؟
نشر في المدينة يوم 03 - 03 - 2011

يتابع العالم بقلق التطورات الأخيرة في ليبيا من مواجهات بين المتظاهرين المعارضين للرئيس الليبي معمر القذافي وقوات الأمن، وبات الكثير من المراقبين يراهن على أن ليبيا ستكون محطة التغيير الثالثة في العالم العربي بعد محطتي تونس ومصر، وربما أضفى على المشهد الليبي إثارة شخصية القذافي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاما بسياساته وآرائه المثيرة دوما للجدل، والطبيعة المعقدة لنظام الحكم في ليبيا فضلا عن العلاقات المتشابكة للنظام الليبي مع الدول الغربية على وجه التحديد.
وكل شيء في ليبيا يبدو فريدًا من نوعه، بداية من الاسم الرسمي الطويل لها وهو “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى”، مرورًا بشخصية وكاريزما القذافي وآرائه السياسية والفلسفية التي تثير ردود أفعال قوية، وعلمها الأخضر وهو العلم الوحيد في العالم الذي يحمل لونا واحدا دون أية رموز، وكتابها الأخضر وفلسفته المثيرة في الحكم والسياسية وتوزيع السلطات.
كما تبدو العلاقات الليبية الغربية وموجات التقارب والتباعد التي ميزتها هي الأكثر جدلا وكانت محل دهشة العديد من المراقبين رغم ارتباط السياسة أكثر بالمصلحة الدائمة، فمن عايش الفترات الصعبة التي سادت فيها لهجة التهديدات ونبرات العداء بين الطرفين في السبعينيات وحتى منتصف التسعينيات، ثم القصف الجوى الأمريكي مواقع في مدينتي طرابلس وبنغازي العام 1986 والحظر الجوى الذي فرضته الولايات المتحدة وحلفائها بريطانيا وفرنسا وايطاليا على ليبيا طوال التسعينيات، واتهامات الغرب لليبيا بتفجير طائرة لوكيربي المدنية، لا يمكن أن يستوعب بسهولة عودة العلاقات الحميمة بين الطرفين واستعادة ليبيا لعلاقاتها الدولية بمجرد قيامها بالتخلي طوعيًا عن برنامج سري لها لتطوير أسلحة الدمار الشامل عام 2003.. فبعدها مباشرة حل القذافي ضيفا على أوروبا في مقر مفوضية اتحادها في بروكسل، واستقبل في ليبيا في أقل من سنة القادة الفاعلين في السياسة الأوروبية في ذلك الوقت وهم: توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، وجيرهارت شرودر المستشار الألماني، وجاك شيراك رئيس فرنسا. وبينما أيد البعض التوجه الليبي باعتباره جنوحا نحو السلم وسعيا لاستعادة الدور الليبي المفقود على الساحة الدولية، فسره البعض الآخر بأنه “استسلام” كامل من قبل القذافي لإرضاء بالغرب والاحتماء به في ظل هيمنته الواضحة على مقدرات النظام الدولي الجديد.
ثورة.. بين المفاجأة والتوقع
ما قام به المتظاهرون في ليبيا منذ السابع عشر من الشهر الماضي من احتجاجات ومطالبات بإسقاط القذافى ونظامه لا يمكن وصفه “بالمفاجأة الكبيرة” بالنسبة للمحللين السياسيين على اعتبار تأثير ثورتي مصر وتونس الناجحتين جزئيا على محركات الأحداث في ذات الإقليم العربي، وعلى الجانب الآخر أيضا من الصعب الجزم بأن هذه الاحتجاجات كانت “متوقعة” عطفا على قبضة القذافى الحديدية على السلطة والسيطرة التامة على مقاليد الأمور في البلاد لأكثر من أربعين عاما متواصلة. وبين المفاجأة والتوقع كانت هذه الاحتجاجات الدامية والتي انطلقت من شرق البلاد هي الأسوأ على الإطلاق في فترة حكم القذافي، وقوبلت بردود أمنية عنيفة كان أبطالها فرق القناصة والأفارقة الذين تتهمهم المعارضة بالمرتزقة والتي أوقعت حتى هذه اللحظة ما يزيد على 200 قتيل في بنغازي وطرابلس وحدهما. ولعل من أبرز أسباب هذه الاحتجاجات بحسب المتظاهرين ما سموه سياسات القذافى التعسفية وتمسكه بالسلطة ونهب الثروات وسوء البنية التحتية للدولة النفطية، بالإضافة إلى ملفات فساد في الدولة. وطالبت مجموعة من الشخصيات والفصائل والقوى السياسية والتنظيمات والهيئات الحقوقية الليبية بتنحي الرئيس الليبي.
وأبدى العديد من الأوساط السياسية والإعلامية العالمية استياءها من طريقة التعامل العنيف مع المتظاهرين، واسترسلت الصحف في وصف عمليات القمع، فذكرت صحيفة “الصنداي تلغراف” البريطانية أنّ القوات الليبية استخدمت المدفعية الثقيلة والصواريخ لقمع المتظاهرين المعارضين لحكم القذافي، فكتبت في تقريرٍ لها بعنوان “القذافي يرسل قناصة لإسكات الاحتجاجات”، إن القناصة والمدفعية وطائرات القتال العمودية استخدمت ضدّ المتظاهرين فيما هاجم “بلطجية” يَحْمِلون السيوف والبَلْطات الأسر في منازلها. وكان الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية قد عبروا عن القلق الشديد إزاء تطورات الأحداث في ليبيا واستخدام العنف ضد المتظاهرين ودعوا إلى نبذ العنف فورا والدعوة إلى حوار بين جميع الأطراف في ليبيا. وكانت الخارجية الأمريكية عبرت عن “قلقها الشديد”، مما أسمته “التقارير والصور المقلقة القادمة من ليبيا”.
وتطورت الأمور سريعا، فسقط عدد من المدن الليبية في أيدى المتظاهرين، واستخدم النظام الطائرات الحربية وفرق القناصة لقتل المتظاهرين بشكل أثار استياء العالم وأظهرت صورا ومقاطع على شاشات التلفاز العديد من المآسي ومظاهر الخراب والدمار في كل مكان، بينما قدم عدد كبير من السفراء الليبيين المعتمدين في الأمم المتحدة وعدد من الدول استقالاتهم احتجاجا على استخدام النظام الطائرات لقصف المتظاهرين من أبناء الشعب، وتحدثت أنباء عن رفض ضباط المشاركة في قصف المتظاهرين وانضمام بعضهم إلى التظاهرات وفرار البعض الآخر إلى مالطة وسط انقسامات عميقة بين قادة الجيش، وظهر القذافى لدقائق معدودة ليخبر الليبيين أنه ما زال موجودا في ليبيا ولم يهرب إلى فنزويلا كما قيل، واختلطت الإشاعات بالحقائق في ظل قطع السلطات الليبية جميع الاتصالات السلكية واللاسلكية عن البلاد، وأعلنت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عن عقد اجتماعين طارئين لبحث الأوضاع المتفاقمة في ليبيا بعد اندلاع انتفاضة على نظام القذافي، وظهر القذافى ثانيا ليتحدث عن اهمية دفاع الليبين عن بلادهم واصفا المتمردين بانهم “جرذان” يتعاطون حبوبا للهلوسة، ثم ظهر لدقائق أخرى من سطح إحدى البيانات ليخطب في المؤيدين في طرابلس بمقاومة المتمردين وتطهير ليبيا. ولاحقا فرض مجلس الأمن عقوبات على النظام الليبي، وتحركت قطع عسكرية غربية بالقرب من الشواطئ الليبية في توتر لم يسبق له مثيل، وقالت روسيا ان القذافي “ميت سياسيا” ولا بد له أن يرحل، بينما قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس ان الزعيم الليبي “يعيش” في وهم، وأكدت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية ان ثمة خيارين فقط هما المتاحان أمام ليبيا: الحرب الأهلية أو الديمقراطية، بينما أكد سيف الاسلام القذافى انه ووالده باقيان في ليبيا حتى الرمق الأخير وأنهما سيموتان فيها.
أصحاب القبعات الصفراء
وسط الإغلاق التام من قبل السلطات الليبية لوسائل الاتصالات والإنترنت وعزل الشعب الليبي عن العالم تساءل الكثيرون عن الدور الذي يلعبه الجنود الأفارقة في هذه الأحداث، فالبعض أكد أن النظام الليبي استغل هؤلاء ممن يطلق عليهم أصحاب القبعات الصفراء لقمع المتظاهرين، وهم بحسب المعلومات الأولية ينتمون لتشاد والسنغال وإفريقيا الوسطي وزيمبابوي وسيراليون. وتحدثت تقارير عن هبوط عدة طائرات في مطار “معيتيقة” العسكري تحمل جنودا أفارقة، يرتدون زيًا عسكريًا ليبيًا، تم إرسالهم إلى النقاط الساخنة في المنطقة الشرقية، ونشرهم داخل طرابلس، خصوصًا في منطقتي قرجي وغوط الشعال. ولكن على الجانب الآخر يقول النظام الليبي على لسان سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي معمر القذافي إن شبكة عربية تضم مصريين وتونسيين وكذلك الجاليات الأفريقية الموجودة في ليبيا من المهاجرين مشتركة بتنفيذ ما سماه بالمؤامرة على بلاده. وأرجع النظام نشاط القناصة الأفارقة من “المهاجرين” إلى تشكيلهم مع مجموعات من البلطجية وأخرى ممن وصفهم بمدمني المخدرات وحبوب الهلوسة مهاجمة معسكرات الجيش والاستيلاء على الأسلحة والدبابات.
ما الشبه وما الفارق؟
تتشابه الثورة الليبية مع نظيرتها التونسية والمصرية في عدد من الأمور، أولها السخط العام على الأوضاع المعيشية وازدياد نسبة البطالة واتساع رقعة الفقر رغم توافر الموارد الهائلة في البلدان الثلاث وخصوصا ليبيا التي تنتج كميات كبيرة من النفط. ويرى المتظاهرون من شعوب الدول الثلاث أن السرقات المستمرة من قبل المسؤولين السابقين واتساع رقعة الفساد مع غياب العدالة الاجتماعية من أهم أسباب الاحتجاج على سوء الأوضاع. ثانيا، هناك تراكم مستمر للغضب الشعبي نتيجة غياب الحريات في المجتمع بما فيها حرية التعبير فضلا عن عدم احترام حقوق الإنسان وإهدارها في الكثير من المجالات، وقد أظهر تعامل النظامين السابقين لتونس ومصر، بالإضافة إلى النظام الليبي أن هذه الأنظمة لا تلقى بالًا على سبيل المثال لحرية الاتصال وتداول المعلومات، فقررت الأنظمة الثلاثة قطع وسائل الاتصال والانترنت في محاولة لعزل الشعوب عن العالم، كما قامت بملاحقة الإعلاميين الأجانب واعتقالهم أو التضييق على عملهم حتى لا ينقلوا الصور الحقيقية على واقع الأرض، بينما انشغلت قوات الأمن في عمليات اعتقال للمتظاهرين ومنهم من تظاهر سلميا واقتيادهم إلى أماكن مجهولة لاحتجازهم. ثالثا، روح الشباب السائدة في الثورات الثلاث وقدرة هؤلاء الشباب على تجاوز كل القيود بطرقهم الجديدة في التواصل والعمل والتخطيط ولغة الحوار فيما بينهم. وقد أشعل شباب الانترنت قبيل الثورات الثلاث العديد من القضايا التي تدين الأنظمة وتفضح ممارسات المسؤولين فيها بالصور والمستندات ومقاطع الفيديو في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر ويوتيوب، مما أوجد حالة من التذمر بين صفوف الشباب لتغيير واقعهم المرير إلى الأفضل وبذل كل التضحيات من اجل أوطانهم. رابعا: التوقيت والمكان، فالثورات الثلاث قد قامت في توقيتات متقاربة وفى الشمال الأفريقي المتعطش الى الحرية منذ زمن طويل، وشجعت الثورة التونسية وخصوصا بعد نجاحها في إقصاء الرئيس السابق زين العابدين بن على من الحكم الثورة المصرية على محاكاة نمطها واستخدام بعض من أساليبها ثم شجعت هي الأخرى المتظاهرين في ليبيا على الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم في تسلسل وبطريقة تذكرنا بنظرية الدومينو السياسية الشهيرة.
أما الاختلافات فتكمن في ردود الأفعال من قبل الأنظمة الثلاثة، ففي الثورتين التونسية والمصرية لم تتعامل السلطات الأمنية وبصفة خاصة قوات الجيش مع المتظاهرين بالعنف المفرط الذي رأيناه في الحالة الليبية، ولم تحلق فوق المتظاهرين في تونس ومصر الطائرات الحربية ولم يكن هناك قصف جوي لتجمعاتهم، فكانت المشاهد القادمة من ليبيا للجثث المتناثرة في الطرقات أكثر بشاعة وإيلاما. وقد أثار إطلاق النار على المتظاهرين في ليبيا سخط بعض قادة الجيش فتركوا مناصبهم.
وثمة اختلاف آخر يكمن في ردود الأفعال الدولية وخاصة ردود أفعال الدول الغربية تجاه الثورات الثلاث، فبينما كانت ردود الأفعال الولايات المتحدة على سبيل المثال في الثورتين التونسية والمصرية أكثر صرامة وحزما وطالبت بشكل واضح منذ البداية بوقف العنف واحترام مطالب الشعوب. ويرى المراقبون أن التردد الأمريكي الذي صاحب موجات الاحتجاج الليبية كان مبعثها رغبة واشنطن في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية مع نظام القذافي ومخاوفها على مصالحها من النفط الذي يصل الإنتاج الليبي اليومي منه إلى 1.3 مليون برميل، حيث تتسم السياسات الليبية في الغالب بتقلبات حادة على عكس السياسات المصرية والتونسية اللتين تميلان في الغالب إلى الاعتدال، ومن ثم رأت واشنطن في البداية أن بقاء الأوضاع على ما هي عليها هو الخيار الأنسب تجنبا لتوترات جديدة ولكنها سريعا ما تحركت بعدما انتقدها المجتمع الدولي لصمتها وحاولت حفظ ماء الوجه بالحديث عن الحريات للشعب الليبي ورفض استخدام العنف واستخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين ثم الحديث عن ضرورة تنحى القذافى والاستجابة لمطالب الشعب الليبي.
ويبقى هناك أيضا خلاف تفرزه شخصية القذافى نفسه وتتعلق بالتكتيك الذي يتبعه لإدارة الأزمة، فعلى عكس الرئيسين السابقين بن على ومبارك من الصعب أن يتوقع المحللون السياسيون تحركات القذافي القادمة، نظرًا لشخصيته وعمده إلى المفاجأة والمغامرة لإرباك الخصوم، ففي خلال أيام الاحتجاجات لا يمكن لأحد أن يتوقع من أين سوف يلقي القذافي خطابه القادم وما هو مضمونه وماذا سيقول في كلمته وما الإجراءات التي سيقوم بتنفيذها. ويسعى القذافى دائما إلى إحداث حالة من الارتباك والجدل حول تصريحاته ومواقفه ليستفيد منها هو في أحيان كثيرة مستغلا كسب الوقت وإعادة تقييم الأمور.
-------------------------
بعض النقاط المفصلية في تاريخ القذافي
* 1 سبتمبر عام 1969: الرئيس الليبي معمر القذافي يقود انقلابا ضد حكم الملك ادريس السنوسي ويشغل منصب رئيس مجلس قيادة الثورة
* 27 ديسمبر 1969: الإعلان عن ميثاق طرابلس الوحدوي بين مصر والسودان وليبيا.
* 17 ابريل عام 1971: الإعلان عن اتحاد الجمهوريات العربية بين ليبيا، مصر، سوريا باعتبارهما النواة الأساسية لتحقيق الوحدة الشاملة.
* عام 1972 : الإعلان الوحدة الاندماجية بين ليبيا ومصر سنة 1972.
* 12 أبريل عام 1974 : بيان جربة لإقامة الجمهورية العربية الإسلامية بين ليبيا وتونس بورقيبة.
* 15 مايو 1975: أرسلت ليبيا (3000) عسكري إلى أوغندا لحماية عيدي أمين الذي طرده من الحكم متمردون أوغنديون في المنفى قام بتسليحهم الرئيس التنزاني جوليوس نيريري.
* 28 ديسمبر عام 1975 بيان حاسي مسعود الوحدوي بين ليبيا والجزائر.
* 3 يناير عام 1976 : صدور الجزء الأول من الكتاب الأخضر للقذافي الذي يتناول ما أطلق عليه مشكلة الديمقراطية وسلطة الشعب.
* 2 مارس عام 1977 : القذافي يعلن قيام سلطة الشعب وأول جماهيرية في التاريخ ويعلن الاسم الجديد لليبيا وهو “الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية العظمى” بعد أن كان “الجمهورية العربية الليبية”
* 25 أغسطس 1978 : اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر أثناء زيارته ليبيا للقاء الرئيس معمر القذافي لعرض القضية اللبنانية.
* 1 مارس 1979م استقال القذافي من كل مناصبه الرسمية وتفرغ لقيادة الثورة -لا السلطة- في ليبيا التي هي في الأصل رئاسة الدولة.
* 18 أغسطس 1984 : بيان وجدة الوحدوي بين المغرب وليبيا لإقامة الاتحاد العربي الإفريقي.
* 15 أبريل 1986 : الولايات المتحدة تغير على مدينتي طرابلس وبنغازي استخدمت نحو مائة طائرة أمريكية لاستهداف قواعد عسكرية، ومقرات للمخابرات الليبية، ومقر العقيد القذافي في باب العزيزية بطرابلس. وخلفت الغارة التي جاءت على خلفية اتهام أمريكا لليبيا بتفجير ملهى لابيل الليلي ببرلين، نحو 37 قتيلا
* 21 ديسمبر عام 1988 : لقي 270 شخصا مصرعهم في تفجير طائرة بأن أمريكان رقم 103 فوق مدينة لوكيربي الاسكتلندية وكان من بين المتوفين 189 أمريكيا. واتهمت أمريكا القذافي بتدبير الحادث.
* 9 سبتمبر عام 1999 : أعلن عن إنشاء الاتحاد الأفريقي في مدينة سرت الليبية.
* 19 ديسمبر عام 2003 : ليبيا تتخلى عن برنامجها النووي السري وتستأنف علاقاتها مع الغرب.
* في 12 يونيو 2008 : وضع القذافي تاريخا جديدا لإعلان استقلال بلاده، واعتبر أن الاستقلال الحقيقي لليبيا ليس كما هو معروف عام 1953، وإنما اعتبارا من يوم قيام الثورة التي أطاحت نظام حكم الملك السابق إدريس السنوسي في الأول من سبتمبر 1969.
* 26 مارس 2010 : ليبيا تقرر فرض حظر اقتصادي “كامل” على سويسرا والقذافي يدعو إلى إعلان الجهاد ضد سويسرا إثر تفاقم الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين وخاصة بعد اعتقال هانيبال، نجل القذافي، في يوليو 2008 بجنيف إثر شكوى ضده قدمها اثنان من خدمه بداعي سوء المعاملة.
* 17 فبراير عام 2011 : انطلق الليبيين في مظاهرات حاشدة مطالبين بإسقاط النظام وعلى رأسه معمر القذافي.
-------------------------
تسلسل أحداث الثورة الليبية
•17 فبراير 2011: سقوط عشرات الأشخاص قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة في مدن ليبية عديدة بين الأمن ومحتجين يطالبون برحيل النظام، بدأت في شرق البلاد وتوسّعت إلى غربها، وشهدت سيطرة مواطنين على بعض المناطق كلية بعد انسحاب الأمن، في وقت ظهر فيه الزعيم معمر القذافي في طرابلس في مسيرات بدت ردًا على المظاهرات المطالبة برحيله.
• 18 فبراير: اشتعلت ليبيا إثر مظاهرات دامية، قتل فيها خمسون شخصًا على الأقل، وجرح المئات في صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين، والمتظاهرون يحرقون مقر الإذاعة المحلية في بنغازي بعد ما انسحبت منه قوات الأمن، وحدوث تمرد في سجن الكويفية القريب من بنغازي، مما أدى إلى هروب عدد كبير من السجناء، وعدد من أعضاء مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية يقدمون استقالاتهم رسميًا.
• 19 فبراير: أكثر من 100 ألف متظاهر شاركوا في مظاهرات بن غازي وسقوط عشرات القتلى بعد اشتباكات مع الأمن وفرق من القناصة والبلطجية من دول إفريقية يشاركون في قمع المظاهرات.
• 20 فبراير: المظاهرات تمتد لمدن درنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق وتاجورا وشحات، مواجهات عنيفة في مدينة مصراته شرق طرابلس، والسلطات الليبية تقطع الماء و الكهرباء عن بنغازي وسقوط آلاف الجرحى إثر استخدام الرصاص الحي، وسقوط مدينة بنغازي بأيدي الثوار وانهزام قوات الأمن بعد تمكن الثوار من الاستيلاء على دبابات و مدرعات، ومندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية يستقيل من منصبه جرّاء القمع والعنف الذى يحدث فى ليبيا، وسيف الإسلام القذافي يقول: هذه الأحداث خلفها مجموعات حزبية ونقابية وتنظيمات إسلامية و يقلل من أعداد الشهداء، ويقول: إنهم لا يتجاوزون ال 86 وأن الخطأ من الطرفين الشعب والجيش، وأن الرئيس معمر القذافي يقود المعركة ودعا الى حوار وطني بشأن دستور ليبيا.
• 21 فبراير: سقوط مدينة سرت الليبية مسقط رأس القذافي بيد الثوار، والسلطات الليبية تغلق جميع خطوط الاتصال الأرضية و الخليوية، والسفير الليبي في لندن يعلن استقالته وانضمام موظفي السفارة إلى المتظاهرين، وبعض الطيارين العسكريين يهبطون بطائراتهم في مالطا بعد رفضهم قصف المتظاهرين، وتعرض مدينة مسراتا شرق طرابلس لقصف جوي و مدفعي، وبعد ترقب طويل القذافي يخرج على التلفاز لثوان معدودة يقول فيها أنه خرج ليدحض إشاعات رحيله من قبل بعض القنوات المأجورة.
• 22 فبراير: أعلنت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عن عقد اجتماعيين طارئين لبحث الأوضاع المتفاقمة في ليبيا بعد اندلاع المظاهرات، والجيش المصري يرسل وحدات إضافية لضمان أمن حدوده الشمالية مع ليبيا عند معبر السلوم ولإجلاء الرعايا المصريين، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي يستنكران ما يحدث في ليبيا، ومرتزقة أفارقة يجوبون الشوارع في سيارات مصفحة ويطلقون النار عشوائيا على المدنيين وحتى على الإسعاف، والجامعة العربية توقف مشاركة الوفود الليبية في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها.
• 23 فبراير: وفي ثاني ظهور تلفزيوني له شن القذافي هجومًا شرسًا على المطالبين برحيله، ويهدد بخوض حرب استئصال على من نعتهم بالجرذان والمأجورين، وتوعدهم بعقوبة الإعدام، وداعيا أنصاره لمواجهتهم في الشوارع وتنظيف ليبيا منهم بيتا بيتا. والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تنتقد خطاب القذافي الذي رفض فيه التنحي وتوعد المحتجين بالموت، ووصفته بأنه مرعب جدا.
• 24 فبراير: سقط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح في اقتحام نفذته قوات موالية للزعيم الليبي لمدينتي الزاوية ومصراتة مزودة بأسلحة ثقيلة وغازات سامة، وبيانات دولية تؤكد ان اعمال القتل ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، ومسؤول بالخارجية الفرنسية يقول: إن عدد الذين سقطوا في احتجاجات ليبيا على أيدي القوات الليبية التابعة للقذافي قد يصل إلى 2000، وسويسرا تجمد أصول القذافي وعائلته.
• 25 فبراير: ألمانيا وبريطانيا يرسلان طائرات عسكرية إلى ليبيا لإجلاء رعاياهم وطائرات نقل عسكرية تركية تقيم بعمل جسر جوى لنقل الرعايا، واستمرار تدفق الأجانب المقيمين في ليبيا إلى المنافذ الحدودية للعودة إلى بلدانهم، وعدد جديد من الدبلوماسيين وممثلي ليبيا في الخارج إضافة لمسؤولين وعسكريين في الداخل يعلنون استقالاتهم وانضمامهم لثورة 17 فبراير، والقذافي يجدد لغة التهديد والوعيد بمحاسبة المتظاهرين المطالبين برحيله عن الحكم، في خطاب ألقاه أمام حشد من مؤيديه بالعاصمة طرابلس، ودعاهم للاحتفال ب"النصر القريب”.
• 26 فبراير: قتال عنيف في مدينة الزاوية القريبة من طرابلس بين الثوار والكتائب الأمنية مما أسفر عن مقتل 50 شخصا وجرح آخرين. وصيب عشرات الأشخاص بجروح خطيرة عندما أطلق مسلحون موالون للقذافي النار على مدنيين في منطقة بين مدينتي صبراتة وصُرمان الساحليتين.
• 27 فبراير: مجلس الأمن يصدر القرار 1970 الذي يفرض عقوبات في إطار الفصل السابع على عدد من رموز النظام الليبي، مع إحالة ممارسات النظام بحق المتظاهرين إلى المحكمة الجنائية الدولية دون الإشارة إلى أي تدخل عسكري، ومصادر إعلامية تنسب إلى شخصيات مقربة من الزعيم الليبي تقول: إنه لن يغادر طرابلس إلا جثة هامدة.
• 28 فبراير: الاتحاد الأوروبي يصدر عقوبات أحادية حظر بموجبها تزويد ليبيا بالسلاح والذخيرة وغيرها، وليبيا تتهم رسميا الولايات المتحدة بالوقوف وراء ما أسمته المؤامرة التي تحاك ضد سلامة ووحدة الأراضي الليبية، ووزارة الدفاع الأميركية تؤكد أن الجيش الأميركي أعاد نشر قواته البحرية والجوية حول ليبيا.
• 1 مارس: الأمم المتحدة تعلق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بسبب ما وصفته بالقمع الذي تمارسه قوات الأمن ضد الثوار، ومواجهات بين الثوار والكتائب الأمنية في مدينتي الزاوية ومصراتة، وسيطرة الثوار على غالبية حقول النفط والغاز، والقذافي يهدد بقصف جوي.
• 2 مارس: الثوار يسيطرون على أجدابيا وبريقة والقذافي يستعيد مطار البريقة بعد عمليات كر وفر وقتل أسفرت عن وقوع 14 قتيلا، وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يعلن أن شبكة التموين بالمواد الغذائية في ليبيا “مهددة بالانهيار”، والرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو يدعو لتدخل الأمم المتحدة لإيقاف العنف والاقتتال في ليبيا.
-------------------------
نظام الحكم
إذا أردت ان تفهم نظام الحكم في ليبيا فلا بد أن تعرف أولا ما هي الكومونة. هي في الأصل أصغر وحدة سياسية في البلاد وعبارة عن تجمع شعبي أو لجنة شعبية تضم مائة شخص من النساء والأطفال المقيمين في نفس الحي تعقد ثلاثة اجتماعات أو مؤتمرات شعبية في العام وتتناقش في الأمور المحلية والدولية كافة. وحتى تباشر هذه اللجان الشعبية صلاحياتها وتصدر توصياتها وقراراتها بالشكل السليم تتواجد لكل مؤتمر شعبي أساسي ما يسمي بمجلس وزراء محلي يقوم بتنفيذ قرارات المؤتمر على مستوى الحي. وخلال المؤتمر الشعبي الأساسي يتم نقاش المواضيع بالجدول بالجلسة الأولى ويقوم الأعضاء بتحرير القرارات والتصويت عليها بإدارة عدد من الأشخاص أو أمانة يتم اختيارها من قبل الحاضرين لصياغة القرارات ومجموع أمانات المؤتمرات واللجان الشعبية والروابط النقابات والاتحادات المهنية تكون في النهاية مؤتمر الشعب العام وله أيضا أمانته التي تتكون من خمسة أعضاء هم الأمين العام وأمين لشؤون المرأة، وأمين لشؤون المؤتمرات الشعبية وأمين لشؤون النقابات والاتحادات المهنية والروابط الحرفية، وأمين للشؤون الخارجية. ونظام الحكم بهذه الطريقة أساسه نظام جماهيري يقوم على الديمقراطية المباشرة تحكمه قوانين مدنية والمبادئ القانونية الإسلامية في قضايا الأحوال الشخصية.
وإداريا تنقسم ليبيا إلى (22) شعبية، والشعيبة تماثل المحافظة أو البلدية، وتنقسم كل شعبية بدورها إلى عدة مؤتمرات شعبية أساسية تنتج الكومونات الصغيرة.
-------------------------
التاريخ والجغرافيا
تقع ليبيا، أو كما يطلق عليها “طرابلس الغرب” أو “برقة”، في شمال القارة الإفريقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. يحدها من الشرق مصر، ومن الجنوب الشرقي السودان، ومن الجنوب تشاد والنيجر، ومن الغرب الجزائر ومن الشمال الغربي تونس. تبلغ مساحتها نحو مليون وثمانمائة ألف متر مربع أغلبها أراض صحرواية ويقطنها ما يقرب من سبعة ملايين نسمة. وينطق السكان في ليبيا بلسان اللغة العربية وفق اللهجة الليبية، أو الدارجة، كما تتحدث القبائل البربرية باللغة الأمازيغية، والهوسا باللغة الهوساية التى يتحدث بها أهل نيجيريا والنيجر. وقد تكونت ليبيا التاريخية من ثلاثة أقاليم هى إقليم طرابلس (تريبوليتانيا) برقة (سيرينايكا) وفزان. ومنذ القدم أطلق اسم ليبيا على الإقليم الواقع في شمال إفريقيا بين مصر وتونس نسبة إلى قبيلة الليبو الليبية التي سكنت هذه المنطقة منذ آلاف السنين.
وقد توافد الإغريق وقبائل الأمازيغ والفنيقيون على ليبيا منذ قديم الزمان ثم تحت سيطرة البيزنطيين عليها في القرن السادس للميلاد وفتحها العرب المسلمون في القرن السابع للميلاد. وتوالى على حكم البلاد سلالة الأغالبة في القرن التاسع الميلادي، والزيريون الفاطميون في أواخر القرن العاشر. ولم تلبث أن تعرضت البلاد لغزو العرب البدو من قبائل بني هلال وبني سليم وسقطت طرابلس بعدها في يد الإسبان ومن ثم فرسان القديس يوحنا إلى أن حررتها الإمبراطورية العثمانية.
وتعرضت ليبيا إلى غزو إيطالي عام 1911 وقاد عمليات المقاومة في ولاية برقة محمد إدريس السنوسي وهاجم معسكرات الاحتلال، ثم نجح عام 1922 في انتزاع اعتراف إيطالي بحكومة أسسها في جنوب برقة؛ وشكل مع المناضل عمر المختار جبهة قوية لمقاومة الاحتلال واعترفت إيطاليا عام 1946 باستقلال ليبيا وحكم السنوسي عليها، ورغم ذلك فإن القوات البريطانية والفرنسية استمرت في ليبيا في الفترة ما بين عامي 1943 و1951. وأعلن في 24 ديسمبر من عام 1951 قيام المملكة الليبية المتحدة ويحكمها الملك محمد إدريس السنوسي، وانتخب برلمان وشكلت الوزارة في الدولة الملكية الدستورية الجديدة.
غير أنه في الأول من سبتمبر عام 1969 نجح القذافي في الانقلاب على الملك السنوسي دون إراقة دماء، وتضاربت الأنباء عن هوية القائمين بهذا الانقلاب الذين أعلنوا قيام الجمهورية العربية التي ترتكز على شعارات الحرية - الاشتراكية - الوحدة، وبدأ المجلس المكون من (12) ضابطًا من صغار الضباط على رأسهم الملازم أول معمر القذافي الذي كان يبلغ من العمر ثلاثين عامًا في تسيير أمور البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.