عادت مدينة صبراتة الليبية لتحتضن عناصر تنظيم داعش تحت مظلة التدخل التركي، حيث بات مقاتلو التنظيم الإرهابي يعلنون عن وجودهم فيها، ويتدربون على القتال في معسكر البراعم ومركب تليل السياحي، بعد أن كانوا قد تم طردهم منها في فبراير 2016. ووفق مصادر محلية، فإن عناصر داعش المجتمعين في صبراتة يحملون جنسيات عدة ومن بينها الليبية والسورية والمصرية والتونسية، وأغلبهم ممن تم نقلهم من شمالي سوريا من قبل النظام التركي ضمن جحافل المرتزقة التي دفع بها أردوغان للقتال في صفوف ميليشيات حكومة فائز السراج، مشيرة إلى أن رايات التنظيم بدأت تظهر بوضوح في مناطق عدة من المدينة. ويتجاوز عدد الدواعش في صبراتة 350 عنصراً، بينهم من كانوا يسيطرون على المدينة قبل إخراجهم منها في فبراير 2016. ومن أبرز المفارقات أن تنظيم داعش سيطر على المكتب الذي كان مخصصاً لمكافحته في صبراتة وخصصه لممارسة شؤونه الإدارية. وكانت مخابرات الجيش الليبي رصدت مؤخراً عبدالحكيم المشوط، أحد أبرز قيادات داعش الإرهابي في مدينة صبراتة غربي البلاد، بصحبة عدد من عناصر التنظيم. ويرى المراقبون أن تنظيم داعش بات جزءاً من أدوات أردوغان لتنفيذ مشروعه في ليبيا، وخصوصاً أنه قام بنقل مسلحين من التنظيم من شمالي سوريا إلى طرابلس، كما كان له دور مهم في إطلاق سراح العشرات من دواعش ليبيا للانضمام للميليشيات التي تقاتل تحت إمرة غرفة العمليات التركية ضد الجيش الليبي. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مواصلة تركيا إرسال مرتزقتها من الفصائل السورية الموالية لها، للمشاركة في العمليات العسكرية إلى جانب "مليشيات حكومة فايز السراج" في ليبيا. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن العائدين حصلوا على مستحقاتهم المالية بشكل كامل عقب توقف الاشتباكات ما بين حكومة فايز السراج والجيش الليبي. وكشف المرصد أن أعداد المرتزقة المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ارتفعت إلى نحو 14,700 مرتزق من الجنسية السورية، عاد منهم نحو 2600 إلى سوريا، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1800 مجند. وأوضح المرصد أن من ضمن المجموع العام للمجندين، نحو 300 طفل تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً غالبيتهم من فرقة "السلطان مراد"، جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر. وفي محاولة لكبح التدخل التركي في ليبيا، دعت مصر أمس الجمعة لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، لبحث تطورات الأوضاع في طرابلس، وذلك عبر تقنية الفيديو. وقال الأمين العام المساعد في جامعة الدول العربية، حسام زكي، إن الأمانة العامة للجامعة تلقت طلباً من وفد مصر، لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية، بشأن الأحداث التي تشهدها ليبيا. وأوضح زكي أنه يجري التنسيق مع رئاسة الدورة الحالية (سلطنة عمان) لتحديد موعد الاجتماع، الذي من المتوقع أن يُعقد خلال الأسبوع المقبل، بعد أن حصل الطلب المصري علي التأييد المنصوص عليه في النظام الداخلي، من جانب عدة دول. ويأتي الطلب المصري، بعد نجاح الأجهزة في مصر، بتحرير وإعادة 23 مواطناً احتجزتهم إحدى الميليشيات بمدينة ترهونة الليبية، في فترة لم تتجاوز ال72 ساعة من انتشار فيديو يوثق تعذيبهم على أيدي الميليشيات.