تخوض الروائية السعودية منيرة السبيعي، تجربة ثانية في عالم الرواية لتدخل في عالم الممارسات الجنسية الشاذة بين المحارم، وكيفية التعامل معها في إطار الأسرة. وذلك في رواية جديدة تطرحها السبيعي على أرفف المكتبات اختارت لها عنوانا مثيراً، هو: “ظلال الوأد”. تقول السبيعي: ” أن أحداث الرواية تأتي على نفس خطى اهتماماتي بالقضايا الاجتماعية البارزة في مجتمعنا السعودي، وربما العربي إذا لم أبالغ، ففي الرواية حاولت معالجة بعض الجوانب المتوارية خلف حكايات الستر بمفهومه الثقافي السائد في العرف العام، فالبطلة والتي وافق أن تكون الراوية أيضاً تخرج من أسرة عادية بكل المقاييس، أسرة تمثل الأغلبية العامة من الأسر السعودية، متوسطة الحال اقتصادياً أو تميل إلى الفقر بعض الشيء، يتفاوت أفرادها في مستواهم التعليمي بين أم وأب أميين، وأبن متوسط التعليم وابنتين تنازعهما أحلام ورغبات لا سبيل إلى تحقيقها في ظل وطأة الاحتياجات الأسرية المادية المُلحة، هذه الأسرة عادية لدرجة أن القارئ يكاد أن لا يلاحظ أفرادها لو قابلهم في الحياة الواقعية، إذ يبدون من الخارج كما لو أنهم لا يختلفون عن الآخرين في أي شيء، بينما لو غاص القارئ في تفاصيلهم ويومياتهم لواجهته أوجاع مختلفة من الصعب عليه نسيانها”. وتوضح السبيعي أن الرافعة الرئيسية في الرواية هي ظاهرة الممارسات الجنسية الشاذة بين المحارم، وكيفية التعامل معها في إطار الأسرة، مؤكدة على وجود شيء من الخوف الجاثم على القلوب من التحدث عن حكايات الجسد ورغباته ومواجهة حقيقتها دون الشعور بالذنب أو الخزي. وتكمل: “من خلال السرد تمر المواقف الضبابية لشخصيات الرواية حول هذا الموضوع، ما بين مُستتر يحاول إغلاق أي فم يهم بالتحدث أو السؤال، وبين مقهور يتجرع ويلات الصمت والخوف، وبين جاهل يعتقد أن ما يحدث هو أمر عادي يحدث في كل البيوت ولا يستحق الوقوف عنده”. وختمت السبيعي حديثها قائلة: “نعم انتهى عصر وأد جسد الأنثى منذ زمان، ذلك العصر الذي كانت الأنثى تدفن فيه حية للتخلص من العار الذي يجلبه نوعها الاجتماعي على أسرتها، كان قتلها هو السبيل الأقصر للستر، ذلك الذي يلقى مباركة من أفراد مجتمع لا يراها إلا رمز للخزي والفضيحة، لكن هل غابت ظلال ذلك الوأد عن واقع الأنثى في وقتنا الحالي..؟ هذا السؤال الذي بحثت عن إجابته من خلال الرواية”. ومن الجدير ذكره انه قد صدر للروائية رواية بعنوان: “بيت الطاعة” ناقشت فيها عددا من القضايا الاجتماعية المثيرة.