المسؤولية العظيمة والشفافية الكبيرة والجدية التي تعامل بها وطننا العظيم (المملكة العربية السعودية) في وقت مبكر مع المستجد الصحي العالمي بانتشار فيروس “كورونا”، كان له الفاعلية الواضحة في حماية المجتمع من تأثيرات ذلك الفيروس، ليكون مقاربته الهادئة، والحازم في ذات الوقت، موضع ثناء دولي. بل ورسم وطننا حفظه الله من كل شر كذلك أنموذجا في بذل كل ألوان الدعم للدول الأخرى التي سار فيها المرض، سواء الذي شاهدناه مبكرا في تفاعلها وتضامنها مع الصين، أو ما قامت به قبل يومين عندما وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم دعم مالي قدره عشرة ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد ” كوفيد – 19″. بمقاييس وقواعد تفوق تلك التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، وبأساليب احترازية تعاضدت وتكاتفت فيها جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، تتكامل منظومة هذا الوطن لتكوّن حاجزا صحيا قويا يحفظ سلامة المجتمع وأفراده من أي طارئ. وفي مقاومة هذه الحالة التي استجدت عالميا رفع هذا الوطن منذ البداية من مستوى إجراءاته الصارمة في جميع المنافذ البرية والجوية، وشدّد من تنسيقه الشفاف مع المنظمات والدول بهذا الشأن، وتواصله في اتخاذ أية احترازات مسؤولة تستدعيها المستجدات لحماية مجتمعه وأفراده. الأساليب القوية التي تتعلق بالسفر أو الدخول للمملكة أو بالكشف ودائرة الاستقصاء سواء الإجراءات التي تمت مثل التجمعات أو إقامة المباريات من دون جمهور، والإجراءات التي تمت لحماية المشاعر المقدسة الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف لأجل حماية من الزوار والمعتمرين، والتتبع للحالات التي يشتبه بها والمخالطين لها، وإجراءات العزل. إضافة إلى القرارات التي شهدناها من وزارتي الصحة والتعليم، وكذلك تأجيل إقامة بعض الفعاليات، هي جميعها إجراءات وأساليب مسؤولة ترمي إلى حماية صحة وسلامة المجتمع وأفراده، بتأثير مدروس يأخذ بعين الاهتمام تقييم كل المستجدات المتعلقة بهذا الفيروس، بعيدا عن أساليب التهويل عبر الشائعات البعيدة عن الواقع والترويج لها أو نشرها بالمجتمع لهدف أو آخر. التميز المشهود الذي يحققه وطننا بحمد الله في التعامل مع هذا الحدث الطارئ، يبطل كل الشائعات، وينمّي الوعي العام بالمعلومات الحقيقية التي يجب أن يأخذها جميع الأفراد من مصادرها الصحيحة، ليكون كل فرد فيه عنصرا مؤثرا وفاعلا في حصن قهر هذا الطارئ والتغلب عليه. أدعو الله تعالى أن يرفع عن البشرية الأمراض والأوبئة، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل سوء ومكروه.