عند ذكر قصص الإصرار والتحدي والكفاح ومواجهة التحديات لابد وأن تكون قصة الملهم الدكتور حمد بن جروان الغامدي على رأس القائمة فرغم إصابته بمرض “السرطان” وهو في منتصف دراسته لمرحلة البكالوريوس إلا أن ذلك صنع منه شخص أقوى ورفع سقف طموحاته، فأكمل تعليمه حتى حصل على الدكتوراه بعد تنقله لبلاد عدة للدراسة والعلاج، ولم يكتف بذلك بل دون تجربته وقصته للآخرين في كتاب أسماه “أنا والسرطان ألم وأمل” وكان جديرا بأن يتم ترشيحه ليكون سفيرًا للجمعية السعودية لمكافحة السرطان. «الوئام» أجرت حوارًا مع الدكتور الغامدي الذي استعاد في حديثه الذكريات والقصص والمواقف العصيبة وأيضا السعيدة وأنموذجه في الكفاح والصبر وعلو الهمة رغم الظروف. بداية، حدثنا عن رحلتك مع مرض السرطان؟ البداية كانت قبل نهاية البكالوريوس بعام وكان عمري وقتها 21 سنة، ظهر انتفاخ في الظهر ومع الأيام تطور الوضع إلى أن وصلت إلى مرحلة صاحبها الكثير من الآلام، وعدم مقدرتي على المشي واتجهت للمستشفى وبعد مراجعات عدة علمت أن لدي ورم سرطاني.
ما نوع المرض الذي عانيت منه؟ سرطان خبيث (ساركوما) وهو من الأنواع النادرة والأكثر شراسة وخطورته حسب ما أخبرني الأطباء. هل أثر المرض على حالتك النفسية وهل لتحسنها دور في العلاج؟ لن أدّعي المثالية، في البدايات كانت الأمور صعبة ولكني مع مرور الوقت تعايشت مع مرضي، صحيح لا زلت أعاني ولكن الجانب النفسي سيطرت عليه في مرحلة مبكرة من المرض، وهذا ساعدني كثيرًا في تخطي آثار المرض. واستطعت أن أتجاوز الكثير من المعاناة وحدي ودون مساعدة من الآخرين إيماناً مني أن نفسي هي الأحوج إلى الرعاية والمعايشة أكثر من أن يهتم بي الآخرين وإيماناً بقضاء الله وقدره وإن الأعمار والآجال مكتوبة. عملت على تطوير نفسي ومواصلة دراستي وتحقيق طموحاتي رغم العقبات الكثيرة من غربة ومرض ومعاناة ودراسة، ولكن استطعت في الأخير أن أحقق أهدافي التي رسمتها وهذ بفضل الله أولا ثم تعايشي مع المرض وتبعاته. كيف نقي أنفسنا من مرض السرطان؟ للوقاية من المرض لا بد من أمور كثيرة فإن كنت تعني بالوقاية أن لا تصاب بهذا المرض فحسب تجربتي وكل شي بمشيئة الله الرياضة والسلامة الغذائية والجسدية والنفسية من أسباب الوقاية من السرطان ومن غيره. هل للطب الشعبي دور في العلاج من مرض السرطان؟ الأدوية الشعبية يطول الحديث عنها في ما يتعلق بالسرطان وهذا يعتمد على ثقافة المجتمع، ولكن نتكلم الآن في القرن العشرين وبعد أن وصل الطب إلى ما وصل إليه فأنا أرى أن الأدوية الشعبية ومن وجهة نظري المتواضعة فيما يتعلق بالأعشاب والكي وما إلى ذلك أنها غير مجدية في هذا الجانب وأن كان هناك حالات قد تعافت بهذه الأدوية فدعني أوضح لك نقطه مهمة، “المريض أثناء مرضه يتعاطى إشعاع وكيماوي ويخضع لاستئصال ويتناول أدوية، والكثير من المحبين يدعون ويصلي ويتصدق ويخلص في الأعمال وأثناء هذه الفترة على سبيل المثال يقوم بأخذ أي عشبة أو دواء شعبي معين ثم ينسب فضل شفاءه من المرض إلى هذا الدواء الشعبي متناسياً كل ما يفعل من أجله وما يقوم به من أعمال خيرية قد يكون أبسطها سبب شفاءه وهذا من وجهة نظري غير صحيح”. نصيحتك ل مصابي مرض السرطان؟ نصيحتي لمرضى السرطان ومن واقع تجربة، أن العلاج النفسي هو العلاج الأكثر فعالية فكل ما كنت متعايش مع مرضك ومتقبلا له كانت النتائج العلاجية أفضل، عزيزي مريض السرطان كلنا نردد لن يموت الإنسان قبل يومه ولكننا لا نوقن بها اليقين التام لو أيقنت أنك لن تموت قبل يومك وهذا هو اليقين المطلوب فستكون كسبت عزيمة وقوة إيمانية وكسبت الثواب والشفاء بإذن الله، مرض السرطان لا يختلف عن غيره من الأمراض لقد شفي منه حالات كثيرة ونعرفها جيدًا فلا تقارن نفسك بمن كتبت نهايته بهذا المرض ولكن قارن نفسك بمن كتب له الشفاء، المرض النفسي أعظم فتكا من المرض الجسدي لذلك لاتجمع بينهما في آن واحد، وأنا أكبر مثل لمحاربتي لأعظم وأشرس الأنواع وما زلت مؤمنا ومتيقناً بإنني سأشفى من هذا المرض بإذن الله، عزيزي مريض السرطان أنت من يحدد شفاءك بعد الله من هذا الداء بتعايشك وتقبلك لمرضك.