فيما رأي الشاعر نادر العماني في حديثه لبرنامج ” الديوان ” أن شعر المحاورة فن راقي يتحاج إلي جهد بدني وزهني كبير وشاعر بمواصفات خاصة , فقد كان للحارثي رأي آخر حيث حمد الله انه ليس من شعراء المحاورة الذين هدفهم في الوقت الحالي الكسب المادي ، وبينما رأي الشاعران بن زويبن والسهلي أن شعر النصح مطلوب ويعتمد علي سن الشاعر خالفهم الرأي الشاعر المزيريب الذي يتعقد أن شعر النصح ليس من أهداف الشاعر لان الشاعر ليس بمصلح اجتماعي ، وبينما رأى الشاعر القحطاني أن وسائل الأعلم قد أجحفت في حق المنطقة الجنوبية ولم تبرز شعرائها ومبدعيها إعلاميا وافقه الشاعر المزيريب الرأي أما المنشد عبد العزيز الرفيدي فقد أكد انه يعشق الإلحان الجنوبية من منطلق مقولة أن ” العرق دساس ” . كل هذه المواقف والمشاهد الرائعة كانت في حلقتي الأسبوع الماضي من برنامج ” الديوان ” الذي تبثه قناة المرقاب الفضائية يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع ، وقد استضاف البرنامج خلال الحلقتين سته من الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من مسابقة ” شاعر الملك ” ، وهم نادر العماني ، وسعد بن دبارة القحطاني ، ومحمد بن سمران الحارثي ، وعبد الله بن زويبن الحربي ، ونايف بن شعمل السهلي والشاعر محمد بن مفرح المزيريب كما استضاف البرنامج المنشد عبد العزيز الرفيدي . +++ الشاعر المتأهل للمرحلة النهائية من مسابقة ” شاعر الملك ” نادر العماني من مواليد مدينة دخنه بمنطقة القصيم تلقي تعليمه حتى المرحلة الثانوية بدخنة ، حصل علي بكالوريوس التربية من جامعة الملك سعود ، يعمل معلم رياضيات بالمرحلة الابتدائية ، بدأ نشر أشعاره في نهاية الدارسة الجامعية عبر صفحة خزامي بصحيفة الرياض ، وفي العام 1414-1415ه بدأ نشر الرصين من أشعاره ، شكلت مشاركته في مهرجان الجنادرية 1423 ه قفزة كبيرة يحلم بها كل شاعر ، أما وصوله لهذه المرحلة من المسابقة فتشكل علامة فارقة في مسيرته الشعرية . ابدي العماني اعتزازه الشديد بالمشاركة في مسابقة ” شاعر الملك ” لأنها تحمل اسم عزيز علي كل سعودي ، كما أن فكرة المسابقة قائمة علي تأليف وجمع القلوب حول الملك والوطن ، وهي تدفع المال لأجل تحقيق هذا الهدف ، فيما تقوم المسابقات الربحية علي تفريق القلوب عن طريق الابتزاز واخذ الأموال من الناس وهنا تكمن المفارقة ، وأضاف مع احترامي الشديد للقبيلة فهي عزيزة وشريفة إلا أن المسابقات الشعرية الربحية التي امتهنت جمع الأموال عبر التصويت قد وظفت العاطفة القبلية أسوأ توظيف وجرتها إلي النكوص والتخلف والعنصرية المقيتة ، مبديا استعداده للمرحلة النهائية من المسابقة لأنه يتحلي بروح التحدي والمنافسة الشريفة . وشدد الشاعر نادر العماني علي أن الأكاديميات الشعرية يمكن أن تفيد في تعلم الشعر ، لأنه لا يعتقد في وراثة الشعر وكما يستطيع الإنسان تعلم الفيزياء والكيمياء يمكنه أيضا تعلم الشعر ، مؤكدا عشقه لشعر المحاورة وعده فن راقي يتحاج إلي جهد بدني وزهني كبير , وان أي شخص يستطيع أن يكون شاعر نظم لكن شعر المحاورة يحتاج إلي شاعر بمواصفات خاصة ، مشيرا إلي أن الإنشاد حالة إبداعية حديثة تحتاج لبعض الوقت حتى تتبلور وقد بدأت ملامح هذه التبلور تظهر في المسابقات التي تنظم في هذا المجال والأشرطة وغيرها من وسائل البروز الإنشادي . +++ أما الشاعر المتأهل للمرحلة النهائية من مسابقة شاعر الملك سعد بن دبارة القحطاني من أبناء المنطقة الجنوبية شارك في مسابقة ” شاعر الملك ” لأنها حلم وكأي شاعر حلمه أن يتوج بلقب شاعر الملك ، كما أن المشاركة في المسابقة محاولة لرد بعض المعروف لخادم الحرمين الشريفين ، مؤكدا أن الوصول لهذه المرحلة من المسابقة يعني الكثير له ولزملائه الشعراء ، مقدما شكره وامتنانه الجميلين للشيخ بأن سمار الذي اخذ علي عاتقة مهمة تنظيم هذه المسابقة التي جمعت الناس حول الشعر الجزل بعيدا عن الأهواء . ورأي القحطاني أن عدم ظهوره إعلاميا في الفترة السابقة يعود إلي أسباب خاصة به وحمل نفسه النسبة الأكبر من الخطأ في عدم تناول وسائل الإعلام لشعره ، مشددا علي أن وسائل الإعلام هي الاخري تتحمل جزء من المسؤولية في هذا الصدد حيث أنها تركز علي الشعراء الموجودين في العاصمة فيما حضورها ألمناطقي وخاصة في المنطقة الجنوبية باهت جدا ، مما أدي إلي الإجحاف حق مبدعي المنطقة الجنوبية ، واعتبر أن صدور ديوان الصوتي لأي شاعر يعطيه دفعه قوية ويخلق نوع من التواصل بين الشاعر وجمهوره لان الديوان الصوتي مؤثر أكثر من الديوان المطبوع ، مركزاً علي أن أهم عنصر في كتابة القصيدة هو الفكرة وعندما تحضر للشاعر الفكرة تحضر القصيدة معها ، وان واهم أبيات القصيدة مطلعها وهو الذي يجسد الفكرة . +++ الشاعر المتأهل للمرحلة النهائية من مسابقة شاعر الملك محمد بن سمران ألحارثي من الشعراء الشباب عمره 29 سنة ، بدأ كتابة الشعر في سن ال 17 عام بدأ الظهور في الحفلات الخاصة وحفلات الأعراس ، ثم انتقل إلي المنتديات وكانت ابزر مشاركاته الرسمية المشاركة في أمسيات خريف الدوادمي لمدة عامين متتاليين ، والظهور في برنامج عبر قناة الأماكن وقد توج ظهوره الإعلامي بالمشاركة في مسابقة شاعر الملك ، أكد أن مشاركته في المسابقة كانت لجملة أسباب منها أنها تحمل اسم الأب القائد كما أنها مسابقة لا تهدف إلي الربح عبر التصويت مما جعلها تصب في مصلحة الشعراء الشباب والمبتدئين واللذين يملكون ناصية الشعر ولكن ليس لديهم رصيد جماهيري وبروز إعلامي يؤهلهم لمنافسة شعراء امتلكوا هذه الأدوات منذ فترة طولية ، كما إنها مسابقة تعتمد علي شاعرية الشاعر ولا شيء غير ذلك . وقال الحارثي أنا لست من شعراء المحاورة والحمد لله ، مبررا موقفه من شعر المحاورة بأن شاعر النظم يكتب الشعر وهو مستأنس ويستمتع بما يكتب ، أما شعر المحاورة اليوم فهو ليس كما كان في الماضي وأصبح السلام عليكم وعليكم السلام والهدف منه الكسب المادي ، وأشار إلي أن الشعر ألان قد دخل عصر الاحتراف وعلي الشاعر أن يكتب ما يقرأ في عيون الناس ويجسد مواقفهم وأرائهم في شعره مبينا بثقة كبيرة عن أن تمركز وسائل الإعلام في العاصمة لا يؤثر علي الشاعر الذي يمتلك ناصية الشعر ، لان الشعر الجزل لا احد يستطيع أن يحجبه ، وهو يسوق نفسه وسيفرض الشاعر المتمكن نفسه علي وسائل الإعلام ويجبرها علي الهرولة خلفه بالرغم من أن الشعراء أصبحوا ألان كثيرون لدرجة أن بعض الشعراء الحقيقيين قد ملوا كتابة الشعر ، وذلك للانفتاح الإعلامي الكبير والإبراز الإعلامي للغث والثمين . الشاعر المتأهل للمرحلة النهائية من مسابقة ” شاعر الملك ” عبد الله بن زويبن الحربي ينحدر من أسرة أخرجت الكثير من الشعراء فوالده شاعر وعدد من أقرباءه شعراء ، بدأ كتابة الشعر في سن الرابعة عشر ، عدد أسباب مشاركته في المسابقة في أنها تحمل اسم عزيز علي كل مواطن ، كما المسابقة ليس بها تصويت لان الشاعر عندما يدخل مسابقة بها تصويت يعلم سلفا أن شعره مهما كانت جودته لا يعني الكثير أمام تصويت الجماهير ، إضافة إلي أن انتقال الشاعر من مرحلة إلي أخري يعتمد علي رؤية لجان مختصة ومنصفة ، مجددا تأكيده أن طموحه الحصول لقب شاعر الملك وأقل من ذلك ليس بمستوى طموحه . وأكد الشاعر بن زويبن أن المشاركة في المناسبات الخاصة كالزيجات وغيرها ليست مطلوبة ولا تفيد الشاعر كثيرا ، ولكن الشاعر قد يضطر إلي المشاركة فيها تحت ضغط الأهل والأصدقاء المعارف رفعا للحرج ، كما بعض الشعراء يسعى للمشاركات الرسمية وتتم دعوته لها وهذه أفيد للشاعر من المناسبات الخاصة ، وأوضح بن زويبن بأنه ليس له شعراء المساجلات والمجاره وقد طرق هذا الضرب من الشعر مرة واحدة فقط بقصيدة كان قد أرسلها للشاعر عبد الله بن عون وقد رد عليها بن عون بعد فترة وبالتالي هي لا تعتبر قصيدة مجارة بل قصيدة وردها ، واختتم بن زويبن بالتأكيد أن شعر النصح مطلوب ولكن يفترض أن يكتبه شاعر من الكبار في السن له تجربة في الحياة لان الشاعر يضخ عصارة تجارب حياته في شعر النصح . الشاعر المتأهل للمرحلة النهائية من مسابقة ” شاعر الملك ” نايف بن شعمل السهلي سبقت مشاركاته خارج حدود الوطن مشاركاته في الأمسيات الرسمية والمسابقات داخل الوطن ، فقد شارك في مهرجان صلالة بسلطنة عمان بدعوة من القائمين علي المهرجان وقد كانت مشاركته مشرفة للوطن وسط حضور خليجي كثيف ، كما أتته الدعوة للمشاركة في مهرجان هلا فبراير بالكويت إلا أن مشغولياته حالت دون المشاركة ، وقد كان له شرف المشارك في مهرجان الجنادرية العام قبل الماضي . يؤكد السهلي انه شارك في لمسابقة لأنها تحمل اسم عزيز علي كل القلوب وهي من المسابقات النادرة التي جمعت بين الشعراء الشباب والكبار في حلبة سباق شريف ، وقد شجعه علي المشاركة أكثر أن المسابقة بدون تصويت وهي فرصة نادرة للشاعر كي يتحدى نفسه ويخرج ما لديه دون الالتفات إلي سند من قبيلة أو رجل أعمال فهي تعتمد علي جهد الشاعر وما يقدمه من إبداع . وأبان الشاعر السهلي أن شعر المساجلات والمجارة موجود منذ القدم ولكنه ألان قل بشكل لافت بين الشعراء الشباب ، مشيرا إلي أن لديه مساجلات مع الشاعر سعد بن جدلان وقد قال ذات مرة قصيدة وقام الشاعر بن جدلان بمجاراتها ، كما جاري الدكتور عائض القرني عندما كان في زيارة لمضارب قبيلتهم وقال الدكتور عائض قصيدة وقام هو بمجاراتها والرد عليها ، وشدد السهلي علي كلام بن زويبن أن شعر النصح يحتاج إلي عمق التجربة التي تتأتى للشاعر عبر السنين أما الشعراء الشباب في سن العشرين والثلاثين فليس لديهم التجربة الكافية للخوض في مجال شعر النصح ، وعن رأيه في المشاركة في المناسبات الخاصة من أعراس وغيرها فأوضح أنها لا تفيد الشاعر كثيرا ولا تحقق له الانتشار المطلوب . +++ الشاعر المتأهل للمرحلة النهائية من مسابقة ” شاعر الملك “محمد بن مفرح المزيريب من مواليد العام 1405 ه بمنطقة حفر الباطن ، تخرج من جامعة القصيم كلية الآداب بكالوريوس لغة عربية وحاليا يعمل معلم ، كشف عن أن مشاركته في المسابقة كانت للاسم الكبير الذي تحمله المسابقة اسم الملك القائد وهي مسابقة مغرية لكل الشعراء للمشاركة فيها ويدلل علي ذلك أن معظم الشعراء المشاركين فيها من الأسماء المعروفة في عالم الشعر ، كما أن عدم التصويت كان من الدوافع الأخرى التي شجعته للمشاركة في المسابقة ولو كان في المسابقة تصويت لما شارك فيها ، وعبر المزيريب عن أطيب أمنياته لزملائه الشعراء المشاركين في المراحل النهائية للمسابقة ، كما تقدم بالشكر لقناة المرقاب والشيخ بن سمار وكل القائمين علي هذا العمل الضخم ، مرجعا الفضل في بروزه إعلاميا لهذه المسابقة وقد وعد بالجميل المثير في المرحلة المقبلة لأنه واثق من نفسه وشعره . وأكد الشاعر المزيريب أن منطقة حفر الباطن علي الرغم من الظلم والإجحاف الذي تعرضت له إعلاميا وتمركز وسائل الإعلام في الرياض وتسليطها الأضواء علي بعض الأسماء ، إلا أن رحم حفر الباطن ما زال يرفد الوطن بالعديد من الأسماء الشعرية الجميلة ، وخير دليل علي هذا الادعاء أن ستة من الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من مسابقة شاعر الملك هم من أبناء حفر الباطن ، وعن شعر النصح أوضح المزيريب أن شعر النصح والحكمة ليس من أهداف الشاعر ، والشاعر ليس بمصلح اجتماعي والشعر له أغراض أخري قد تكون أهم واقوي من شعر النصح والحكمة ، وقد قل هذا الضرب من الشعر في الآونة الأخيرة ، وعن المشاركة في المناسبات الخاصة أشار إلي انه ضد فكرة المشاركة في المناسبات الخاصة ، لأنها عادة تكون علي نطاق ضيق ولا تحقق للشاعر ما يرضي طموحه عكس المشاركات الرسمية التي يأتي إليها الناس خاصة لسماع الشعر وبالتالي هي توصل رسالة الشاعر أكثر من المناسبات الخاصة . من جانبه أكد المنشد الرائع عبد العزيز الرفيدي أن الواسطة والمحسوبية قد غزت عالم الإنشاد أيضا إلا إنه طمأن الجميع بأن اللذين يدخلون عالم الإنشاد من خلال نافذة الواسطة فسوف لا يستطيعون المنافسة والبقاء في هذا المضمار مدة طويلة ، ورأي الرفيدي أن بعض المنشدين يطرق باب الإنشاد كهواية وإرضاء ذات والبعض الأخر ينشد الكسب المادي ولا بأس في كل الأحوال ما دام أن المنشد متمكن وواثق من عطائه ، وأوضح انه يعشق الألحان الجنوبية من منطلق مقولة أن ” العرق دساس ” وان وضع اللحن يتم علي حسب النص ، مؤكدا انه لا يستطيع إنشاد أي قصيدة دون الرجوع إلي شاعرها والاستئذان منه شخصيا . يذكر أن برنامج ” الديوان ” الذي تبثه قناة المرقاب الفضائية ، يسلط الضوء علي الشعراء اللذين تأهلوا للمرحلة النهائية لمسابقة ” شاعر الملك ” ، ويعرض تجاربهم الشعرية ، ويقدم نماذج من قصائدهم المميزة التي أدت إلي تأهلهم لهذه المرحلة المتقدمة من المسابقة وقد لقي البرنامج الحواري الذي يبث علي قناة المرقاب الفضائية ويقدمه المذيعان طلال ألمرشدي وسالم القحطاني ، ويتناولان فيه أراء الشعراء المتأهلين حول العديد من القضايا ، واهم محطات مسيرتهم الشعرية ، إضافة إلي قضايا الشعر علي مستوي المملكة والمستوي الخليجي ، نجاح كبير ونسبة مشاهدة علية .