أكد الشاعر عبدالله المجلاد أن مسابقة شاعر الملك أبرزت العديد من الأسماء الشعرية الشابة وأغنتهم عن المجلات الشعرية التي باتت تعج بالمحسوبية, فيما اشتكى الشاعر علي الحبابي من ضياع حقوق الملكية الفكرية لشعراء الشعر الشعبي وألحانهم، موضحاً أن أي شخص الآن يستطيع أن يأخذ شعراً أو لحناً لأحد الشعراء ويتغنى به دون أن يتعرض للمساءلة من أية جهة قانونية, فيما أشار محمد المطيليق إلى أهمية أن يتفاعل الشاعر مع قضايا مجتمعه، وأن يكون مرآة تعكس هموم ومشاكل مجتمعه ومحيطه الذي يعيش فيه. جاء ذلك خلال استضافة برنامج "الديوان" الذي تبثه قناة المرقاب الفضائية الأسبوع الماضي لخمسة من الشعراء المتأهلين للمرحلة النهائية من مسابقة "شاعر الملك"، وهم: عبدالله بن سماح المجلاد، ومتعب بن مبارك القليهي، وعلي بن رفدة الحبابي، وتركي بن سليم السلات، والشاعر دلمخ بن مشعي السبيعي, كما استضاف البرنامج الشعراء والإعلاميين: الشاعر محمد المطيليق، والشاعر الإعلامي شفق السريع، ولإعلامي زياد العصيمي، والمنشد غربي الذيابي.
وبدوره برَّر الشاعر المجلاد عدم مشاركة بعض الأسماء الشعرية المعروفة في مسابقة "شاعر الملك" بأن بعض الشعراء لم يسعفهم الوقت، والبعض قد لا يرضى عن النص الذي كان ينوي المشاركة به، موضحاً أن بعض الشعراء لا يعرفون سوى الوزن والقافية، وهؤلاء لا يمكن تسميتهم شعراء، ويمكن أن نطلق عليهم كلمة "ناظمين" للشعر، مبيناً أن الشعر ثقافة والشاعر المعاصر يخاطب بيئة مثقفة متعلمة ولا يمكن للشاعر مخاطبة شباب اليوم بلغة الآباء والأجداد، يجب على الشاعر أن يرتقي لمستوى المتلقي ويكون شاعراً مثقفاً.
أما الشاعر متعب بن مبارك القليهي فعبر عن اعتقاده أن المنابر الإعلامية والأمسيات الشعرية تخدم الشاعر وتقدمه للناس، وبخاصة الشعراء الشباب، مشيراً إلى أن المسابقات تفيد الشعراء خاصة الذين لم يعرفهم الناس ولم يرتادوا وسائل الإعلام، وقد أبرزت هذه المسابقة العديد من الشعراء الرائعين, فيما تحدث الشاعر الحبابي بمرارة عن ضياع حقوق الملكية الفكرية لشعراء الشعر الشعبي وألحانهم، موضحاً أن أي شخص الآن يستطيع أن يأخذ شعراً أو لحناً لأحد الشعراء ويتغنى به دون أن يتعرض للمساءلة من أية جهة قانونية، على الرغم من أن السعودية لها عراقة في مجال الشعر والفنون، مشيراً إلى أن الكثير من ألحانه أخذها آخرون دون إذنه، ولا توجد جهة تتولى حماية هذه الألحان من تعدي الغير، مضيفاً: حتى الجهات الرسمية في وزارة الإعلام لا تحمي حقوقهم، وأنه ذات مرة تقدم بشكوى لفرع وزارة الثقافة والإعلام بالدمام ولكنه لم يجد استجابة.
وأوضح الشاعر تركي بن سليم السلات أن له تجارب شعرية عدة، إلا أنه لم يبدأ النشر إلا في العام 2001م، والذي دفعه للمشاركة في المسابقة أن المسابقة تحمل اسم الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إضافة إلى أنها مسابقة شعرية لأجل الشعر وليس لها أي أهداف ربحية، وقد كان له عظيم الشرف أن كان بين أبطال المرحلة النهائية للمسابقة، وكل طموحه إرضاء ذائقة عشاق الشعر في المرحلة النهائية. أما الشاعر دلمخ بن مشعي السبيعي فقد أكد أنه شارك في المسابقة للتعبير عما يكنه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من إجلال وإكبار، وكذلك لتجسد مشاعر الشعب السعودي تجاه ملكهم، مشيراً إلى أنه بعد فترة من التواصل انقطع عن مراسلة الصحف والمجلات لأن وسائل الإعلام باتت تعج بالمحسوبية، إضافة إلى أنها لم تكن تقدم جديداً، ولا تمثل إضافة للشاعر والنقد الأدبي فيها ليس بمستوى الطموح, ومن جانبه أبان الشاعر محمد المطيليق أنه لم يشارك في مسابقة شاعر الملك لظروف خاصة؛ حيث إنه عندما حضر للمشاركة وجد أن الوقت المحدد لقبول المشاركات قد انتهى، وأكد أن كل شاعر سعودي أو خليجي يتمنى أن يشارك في المسابقة, منبهاً إلى أهمية أن يتفاعل الشاعر مع قضايا مجتمعه، وأن يكون مرآة تعكس هموم ومشاكل مجتمعه ومحيطه الذي يعيش فيه.
أما الشاعر والإعلامي شفق السريع فانتقد بعض الأصوات التي وجهت سهام النقد لمسابقة "شاعر الملك" وذلك لمجرد أنهم لم يستطيعوا تجاوز المراحل الأولية من المسابقة، مشدداً على أن كتابة الشعر في بعض القضايا السياسية كالتي تقع في ليبيا واليمن وسورية وغيرها من البلدان كالهند والصين ليست سوى استعراض شعري عبثي لا يخدم قضايا الشعر ولا يحل مشكلة، وإنما قد يؤدي إلى المزيد من المشاكل، والأولى للشاعر أن يكتب في قضايا تهم وطنه وأمته.
ومن جهته أكد الإعلامي زياد العصيمي أن مسابقة شاعر الملك أضفت الكثير من الروعة على الساحة الثقافية والشعرية بالمملكة، وأثبتت أن مستقبل المسابقات الشعرية سيكون باهراً، وأشار إلى أنه رغم وجود الكثير من المنابر الإعلامية إلا أن الواسطة في الوسط الإعلامي أصبحت متفشية بدرجة ملحوظة، وأستطيع القول إن نصف الساحة الشعرية الآن يعتمد على الواسطة. وألمح المنشد غربي الذيابي إلى تعدد أهداف المنشدين من الولوج لمضمار الإنشاد، فبعض المنشدين يسعى وراء الماديات، والبعض يبحث عن الشهرة وعالم الأضواء، والبعض الآخر يحب المجال ويحاول أن يطور نفسه في عالم الإنشاد، وبين وجود اختلاف بشأن الأناشيد الإسلامية، حيث بدأت تظهر البدع في بعض الأناشيد، كما أن هناك بعض الأناشيد ما زالت تحتفظ بجودتها من وعظ للناس والبعد عن المؤثرات غير المرغوبة، مؤكداً أنه لا مانع لديه من تلحين قصيدة غزل إذا كان الغزل عفيفاً وبعيداً عن الحسيات.
يذكر أن برنامج "الديوان" الذي تبثه قناة المرقاب الفضائية، يسلط الضوء على الشعراء الذين تأهلوا للمرحلة النهائية لمسابقة "شاعر الملك"، ويعرض تجاربهم الشعرية، ويقدمه المذيعان طلال المرشدي وسالم القحطاني.